أرمينيا تجدد اتهامها أذربيجان بـ”تطهير عرقي” في قره باغ
اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم الثلاثاء أذربيجان بممارسة “تطهير عرقي” في ناغورنو قرة باغ، مبدياً على رغم ذلك استعداده لتطبيع العلاقات مع باكو بحلول نهاية العام.
وجاء ذلك قبيل محادثات مقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري بين باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بروكسل بوساطة الاتحاد الأوروبي.
وقال باشينيان خلال جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية، “نحن، المجتمع الدولي، لم نتمكن من منع التطهير العرقي للأرمن من ناغورنو قره باغ خلال أسبوع واحد”، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأردف أن أذربيجان ترجمت “بوضوح وبشكل لا لبس فيه قرارها بجعل حياة الأرمن في ناغورنو قره باغ مستحيلة”.
ولا تزال التوترات حادة بين الجارتين القوقازيتين، ففي سبتمبر (أيلول) الماضي استعادت القوات الأذربيجانية ناغورنو قره باغ، وهو جيب انفصالي في أذربيجان، مما دفع معظم أبناء العرقية الأرمينية المقيمين فيه والبالغ عددهم 120 ألف نسمة إلى الفرار واللجوء إلى أرمينيا.
وعلى رغم ذلك تمسك باشينيان بأن الخطوط العريضة لاتفاق تم التوصل إليه خلال هذا العام، بما في ذلك في قمة أوروبية عقدت في إسبانيا قبل أسبوعين، وضعت الأسس لتفاهم بين يريفان وباكو.
وقال رئيس الوزراء الأرميني، “لقد اتفقنا على أن نعقد اجتماعاً في بروكسل خلال هذا الشهر”.
وأضاف “إذا تم التأكيد رسمياً على المبادئ المدرجة، فإن توقيع اتفاق السلام والتطبيع بين أرمينيا وأذربيجان سيصبح واقعاً على نحو كبير بحلول نهاية هذا العام”.
كان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف رفع علم بلاده في ستيباناكرت عاصمة ناغورنو قره باغ، أول من أمس الأحد، في أول زيارة له للمنطقة الجبلية منذ استعادة باكو السيطرة عليها في هجوم أجبر معظم سكانها الأرمن على المغادرة.
وبهدف استعادة سيادتها على المنطقة، أشارت الرئاسة الأذربيجانية في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في بيان إلى أن “إعادة الاندماج تتم بحسب الدستور والقوانين والتزامات جمهورية أذربيجان الدولية وفي إطار سلامة أراضي الجمهورية وسيادتها”.
وأكدت الرئاسة أنها تضمن “للجميع، التساوي في الحقوق والحرية والأمن، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء اللغوي” وتعهدت بتوفير فرص “استخدام اللغة الأرمينية”.
لكن في الواقع، غادر جميع الأرمن تقريباً البالغ عددهم أكثر من 120 ألف شخص ناغورنو قره باغ منذ أن أعلنت حكومة الجمهورية المعلنة من جانب واحد حلها اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.
وفي المناطق التي استولت عليها باكو سابقاً عام 2020، لم يبقَ أو يعد أي من السكان الأرمن تقريباً.
وكذلك تعهدت الرئاسة “بعودة عظيمة” لحوالى 750 ألف أذربيجاني فروا من المنطقة والأراضي المجاورة لها وأرمينيا بعد انتصار الأرمن في حرب قره باغ الأولى في التسعينيات.
المصدر: اندبيندنت عربية