إسرائيل تستعد لإنهاء المناورات البرية ضمن المرحلة الثالثة من حرب غزة
قالت هيئة البث الإسرائيلي الجمعة إن الجيش يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية فيما تشير هذه المعطيات ان المرحلة الثالثة ستمهد الطريق لعقد صفقة مع حماس وكذلك الالتزام بدعوة واشنطن لإحداث تغييرات بتجنب المدنيين والتركيز على اغتيال قادة حركة حماس.
ونقلت الهيئة (رسمية) عن مصادر لم تسمها، قولها إن “الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وفقا للإنجازات العملياتية”.
وبحسب المصادر، “تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة”.
وزعمت الهيئة أن الجيش “سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة بالمضي قدما في منطقة جنوب القطاع”. وفشلت إسرائيل لحد الان في انجاز مهمتين من وراء الحرب وهي القضاء على حركة حماس او استعادة الرهائن.وقد تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة “تل الزعتر” شمالي قطاع غزة، فيما تخوض اشتباكات ضارية مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية على الأطراف الغربية لمنطقة “جباليا البلد” في محاولة للتوغل في عمق المنطقة، في الوقت الذي يتواصل القصف الإسرائيلي في جميع أنحاء القطاع.
وأفاد شهود عيان بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية تراجعت من منطقة تل الزعتر ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا، خلال الليلة الماضية.
وذكر الشهود أنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين بعضهم نساء وأطفال ملقاة بالطرقات بعد أن قتلتهم القوات الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.
ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة بالطرقات بـ”الفاجعة والمأساة” حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها فيما تحللت أجزاء أخرى.
كما تبين بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي أنه قام بعمليات تجريف واسعة في محيط وساحات المستشفى الإندونيسي، كما ذكر الشهود.
وعلى الجانب الجنوبي لبلدة جباليا تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية على الأطراف الغربية لمنطقة “جباليا البلد” وتحديدا في منطقة “الجرن” وسط قصف مدفعي وجوي كثيف يشنه الجيش، وفق الشهود ومصادر محلية.
وذكر الشهود، أن القصف الإسرائيلي في الشمال يتركز على منطقة “الجرن” وسط تعطل لجميع الاتصالات والإنترنت بالمنطقة.
ويعتمد الصحفيون وبعض الفلسطينيين في المناطق التي تنقطع فيها الاتصالات والإنترنت على خطوط اتصالات خلوية إسرائيلية أو دولية يتمكنوا عبرها من الاتصال بشبكة الإنترنت.
وفي الشمال أيضاً، يواصل جنود وآليات الجيش الإسرائيلي حصار مركز طبي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا ومستشفى العودة في البلدة نفسها.
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية محطة “النيل” لتحلية المياه وهي آخر محطة للمياه مازالت تعمل في مناطق شمالي القطاع، بحسب ما أفاد مراسل الأناضول.
وفي مناطق الشمال عموما تواصل الدبابات الإسرائيلية التمركز في محاور التوغل ذاتها باستثناء التراجع من منطقة “تل الزعتر”، حيث تتواجد في مناطق التوام والكرامة والمخابرات والأمن العام وشارع “الرشيد” (شمالي غرب القطاع) ودوار أبو شرخ وصولا لحي الصفطاوي (شمال وسط).
وعلى صعيد مدينة غزة، تواصل الآليات المدفعية قصف الأجزاء الشرقية من حي الشجاعية إضافة لشن غارات جوية على حي الشيخ رضوان ومناطق متفرقة أخرى من المدينة.
وتتمركز الآليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة على امتداد شارع “الرشيد” (على شاطئ البحر) وفي شارع أحمد عرابي وحيي الشيخ عجلين وتل الهوى وشارع 10 (جنوبي غرب المدينة) والأطراف الغربية والشمالية لمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين إضافة للأطراف الشمالية لشارع النصر وحي الشيخ رضوان (شمالي غرب) إضافة للأطراف الشمالية من شارعي الجلاء واليرموك (شمال وسط).
كما تتوغل آليات الجيش الإسرائيلي في منطقة شارع النفق والسنافور في حي التفاح وشرقي حيي الشجاعية والزيتون وجنوبي حي الزيتون أيضاً وصولاً إلى بلدة جحر الديك (جنوب شرق) وبلدتي الزهراء والمغراقة (جنوب غرب)، حسب شهود عيان ومصادر محلية وأمنية فلسطينية.
وبمناطق وسط القطاع، سقط عدد من القتلى والجرحى في استهداف منزل غربي مدينة دير البلح، فيما شنت الطائرات الحربية غارات مكثفة على بلدتي الزهراء والمغراقة، وفق ما أفادت مصادر طبية.
وفي محور جنوبي القطاع، تواصل المدفعية الإسرائيلية قصف مناطق شرقي ووسط مدينة خانيونس بالوقت الذي تشن فيه الطائرات الحربية غارات على شمالي المدينة.
ووفق مصادر طبية فلسطينية، فإن نحو 50 قتيلا وعشرات الجرحى وصولا إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس جراء القصف الإسرائيلي للمدينة خلال ساعات الليل وصباح اليوم السبت.
وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على مناطق توغلها في خانيونس حيث تتواجد في بلدات بني سهيلا وخزاعة والقرارة (شرق) وأطراف منطقة الشيخ ناصر والسطر الشرقي والغربي ومنطقتي الكتيبة والمحطة وشارع 5، في وسط وشمالي المدينة.
وفي هذه الأثناء، تواصل الطائرات الحربية والآليات المدفعية قصفها على مناطق متفرقة بمدينة رفح، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفق شهود عيان ومصادر طبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت طريقة إدارة الصراع في غزة قائلا إن هدف الحرب على غزة في “تدمير حركة حماس لن يتحقق”، مؤكدا أن تعهدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهذا الشأن “متبجحة” وأنه يخوض حربا لأجل مستقبله الشخصي.
وقال في حوار مع صحيفة هارتس “تدمير حماس لن يتحقق، وسواء تم العثور على يحيى السنوار (زعيم الحركة في غزة) أو قضى حياة قصيرة مختبئاً حتى يتم القضاء عليه هو ومحمد الضيف (زعيم الجهاز العسكري للحركة) وشركائهما في قيادة حماس، فإن الحركة ستكون قوة ضعيفة جداً ومنهكة ونازفة، لكنها ستستمر في الوجود”.
وأضاف: “بما أن هذا هو التقييم الحقيقي للوضع، فيتعين علينا أن نستعد لتغيير الاتجاه، أعلم أن هذا قد لا يحظى بشعبية (في الوسط الإسرائيلي)” متابعا “تواجه دولة إسرائيل الآن الاختيار بين وقف إطلاق النار كجزء من صفقة قد تعيد الرهائن إلى وطنهم على أمل أن يكون معظمهم على قيد الحياة، أو وقف إطلاق النار بدون اتفاق وبدون رهائن وبدون إنجاز واضح، مع الخسارة الكاملة لبقايا الدعم الشعبي الدولي لحق دولة إسرائيل في الوجود دون تهديدات إرهابية من منظمات القتل”.
وتشير إحصاءات الجيش الإسرائيلي إلى إصابة 784 ضابطا وجنديا، منذ بدء الحرب البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستنادا إلى المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني للجيش فإن من بين الجرحى 179 إصاباتهم خطيرة، و302 متوسطة، و303 طفيفة.
والخميس، قال موقع “واللا” الإخباري والقناة “12” الإسرائيلية: “بعد أكثر من 70 يوما في غزة، وسقوط 44 مقاتلا منه، غادر مقاتلو لواء جولاني قطاع غزة لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الشرق الأوسط أونلاين