إيران تعلن «إحباط تفجير» منشأة حساسة في أصفهان

غداة بيان من وزارة الاستخبارات عن توقيف شبكة تابعة لـ«الموساد» على الحدود الغربية مع إقليم كردستان، ذكرت منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني أن طهران اعتقلت «جواسيس الموساد» قبل ساعات قليلة من محاولة تفجير إحدى المنشآت الحساسة بمحافظة أصفهان.
وأعلنت «وزارة الأمن (الاستخبارات)» الإيرانية، في بيان، توقيف عناصر من شبكة مرتبطة بـ«جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)»، دخلوا أراضيها عبر شمال العراق لتنفيذ عمليات تستهدف «مناطق حساسة».
وبحسب البيان؛ أوقفت قوات الأمن الإيرانية «عناصر شبكة تجسس إرهابية تابعة لـ(جهاز المخابرات الصهيوني – الموساد)، تم إرسالهم إلى البلاد لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم تحديدهم قبل أن يقوموا بأي عملية تخريب». وأضافت أن هؤلاء «كانوا على تواصل مع جهاز (الموساد) بواسطة إحدى الدول المجاورة، وتسللوا إلى البلاد عبر إقليم كردستان» في شمال العراق، قبل أن يتم توقيفهم «جميعاً»؛ حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الإيراني.
ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن عدد من جرى توقيفهم، أو جنسياتهم، أو تاريخ حدوث ذلك، أو طبيعة العمليات التي كانوا يحضرون لتنفيذها. إلا إنه أشار إلى أنهم «كانوا بصدد تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة غير مسبوقة من خلال استخدام معدات حديثة ومتطورة وأقوى أنواع المتفجرات والاتصالات، لاستهداف مناطق حيوية وذات حساسية؛ محددة مسبقاً داخل البلاد».
وذكر البيان أنه جرى ضبط ما كان في حوزة هؤلاء، على أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن هذه الشبكة «لاحقاً».
وقال موقع «نورنيوز» الإخباري؛ منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني، الأحد، إن «الهجوم على هذه الشبكة جاء نتيجة واحدة من أكثر العمليات تعقيداً لأجهزة المخابرات الإيرانية؛ في الداخل والخارج»، متحدثاً عن عملية لتحديد هوية جميع أفراد الشبكة في داخل وخارج الأراضي الإيرانية.
وأضاف: «هذه الشبكة تسللت إلى البلاد بإشراف أحد وسطاء منظمة (الموساد) عبر إقليم كردستان العراق»، مشيراً إلى أنها «قامت بجمع معلومات عن أحد المراكز الحساسة في أصفهان وكانت تنوي القيام بتفجيره»، دون أن يحدد الموقع في محافظة أصفهان التي تضم منشآت عدة نووية وعسكرية حساسة؛ على رأسها منشأة التخصيب الرئيسية في «نطنز».
وبحسب رواية «مجلس الأمن القومي»؛ «تم تدريب عناصر الشبكة لأشهر عدة لتنفيذ هذه العملية، في إحدى الدول الأفريقية، وقد نفذوا عملية محاكاة للهدف مرات عدة»، مشيراً إلى أن عناصر الاستخبارات الإيرانية «رصدوا هذه الشبكة قبل الدخول إلى إيران». وقال الموقع إن «اعتقال هذه الشبكة المعقدة جاء في وقت زرعت فيه متفجرات شديدة الانفجار في الموقع المطلوب، ولم يتبق سوى ساعات قليلة لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عمليتهم الإرهابية».
وقبل بيان وزارة الاستخبارات بيومين، أفاد تقرير لقناة «إيران إنترناشيونال»؛ التي تتخذ من لندن مقراً لها، بأن أعضاء «الموساد» اعتقلوا واستجوبوا داخل الأراضي الإيرانية ضابطاً رفيعاً في «الحرس الثوري» باسم يالله خدمتي. وبثت القناة تسجيل فيديو من استجواب الضابط الذي يكشف معلومات عن نقل السلاح إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.
ويقول خدمتي إنه عضو رفيع في «مركز الدعم اللوجيستي» في «الحرس الثوري»، وعلى صلة مباشرة بقائد «مركز الدعم اللوجيستي»؛ علي أصغر نوروزي، المسؤول عن نقل الأسلحة؛ بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة.
وهذه العملية هي الثانية التي يعلن فيها عن استجواب عناصر من «الحرس الثوري»، بعدما نُشرت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي تقارير عن اختطاف رجل يدعى منصور رسولي، على يد عناصر «الموساد» واستجوابه في الأراضي الإيرانية لضلوعه في مخطط اغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا.
وفي 22 مايو (أيار) الماضي أطلق مسلحون النار على حسين صياد خدايي القيادي في «فيلق القدس» في عملية اغتيال نادرة وسط طهران. ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه قائد «الوحدة 840» المسؤولة عن نقل السلاح. وأبلغت إسرائيل حليفتها الولايات المتحدة بأنها من نفذ عملية الاغتيال. وهدد «الحرس الثوري» بـ«الثأر» لمقتله من إسرائيل.
جاء الإعلان عن استهداف شبكة تابعة لـ«الموساد» في إيران، وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل؛ العدو اللدود لإيران، بشأن برنامج طهران النووي.
وبحسب «رويترز»، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يشرف على جهاز «الموساد» التعليق. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد تعهداً مشتركاً بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
ولطالما هددت إسرائيل، التي لا تعترف بها إيران، بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت المحادثات بينها وبين القوى العالمية للحد من أنشطة إيران النووية.
وأثناء جولة بايدن في منطقة الشرق الأوسط، كشفت إيران النقاب عن طائرات من دون طيار مسلحة على سفنها الحربية في الخليج العربي. وقبل ذلك بأسبوعين، اختبرت إيران صاروخاً يحمل قمراً صناعياً الشهر الماضي، مما دفع بالبيت الأبيض إلى التهديد بمزيد من العقوبات على طهران لمنعها من تسريع برنامج الصواريخ الباليستية المتقدم. وكشفت إيران في فبراير (شباط) عن الصاروخ «خيبر شكن» الذي يبلغ مداه 1450 كيلومتراً.
وكشفت معلومات استخباراتية أميركية عن أن إيران تستعد لإرسال طائرات من دون طيار هجومية وغير هجومية إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.
وقال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، الأحد، إن طهران تسعى وراء الإنتاج والحصول على أسلحة متقدمة، دون تحديد طبيعة الأسلحة، وذلك بعد أسبوع من تلويح مسؤول إيراني بامتلاك بلاده قدرات إنتاج قنبلة نووية مع استمرار الجمود في محادثات إحياء اتفاق 2015.
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله في مهرجان برعاية قواته، الأحد، إن «الأسلحة مؤثرة في الحروب، لهذا نسعى وراء الإنتاج والحصول على الأسلحة المتقدمة». ومع ذلك قال: «لا نعتمد عليها، ولا نريد معجزة من الأسلحة… نعتمد على الله».
نمت طهران بشكل سريع مخزونها من الوقود النووي الذي يستخدم في صنع الأسلحة في الأشهر الأخيرة، مما نشر مخاوف من حدوث تصعيد. كما قامت بتجميع أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً محظورة بموجب الاتفاق النووي التاريخي، الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018.
وبدا إحياء الاتفاق وشيكاً في مارس (آذار)، لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة؛ وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة؛ إن تمت فستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح، لكنها ستغضب كثيراً من المشرعين الأميركيين. وأرسل مسؤولان إيرانيان رفيعان إشارات لافتة بشأن امتلاك طهران قدرات على تطوير قنبلة نووية. وقال كمال خرازي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني، إن لطهران «القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية». وقال الدبلوماسي السابق، محمد جواد لاريجاني، للتلفزيون الرسمي، إن «إيران لا تسعى لإنتاج أسلحة دمار شامل (…) لكنها إذا أرادت القيام بهذا العمل، فلا أحد يستطيع إيقافها».
وقال المحلل أحمد زيد آبادي لصحيفة «شرق» الإيرانية إن «الأوضاع الإقليمية والعالمية؛ خصوصاً المقتضيات الداخلية، تفرض على حكومة إبراهيم رئيسي؛ التي تحظى بدعم القوى الداخلية كافة، ضرورة إحياء الاتفاق النووي». ويرى زيد آبادي أن «قرار توقيع الاتفاق النووي وإحيائه كان تكتيكياً في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني؛ لأنها واجهت معارضة داخلية، لكنه الآن أصبح استراتيجياً في حكومة رئيسي بعدما سيطرة المحافظون على القوى كافة».
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان السابق، حشمت الله فلاحت بيشه، لموقع «جماران»؛ منصة مكتب المرشد الأول (الخميني)، إنه «كلما تأخر توقيع اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، فسيكون أثره أقل»، محذراً بأن الفرص في العلاقات الخارجية «تمضي بسرعة».
ورأى فلاحت بيشه أن الحرب الأوكرانية «ألحقت أكبر الأضرار بالاتفاق النووي»، مضيفاً أنها «ألقت بظلالها» على المفاوضات النووية. وأضاف: «الاتفاق النووي أهم موضوع في العلاقات الخارجية… لقد كانت فرصة ضيعها الدبلوماسيون الإيرانيون والأميركيون». كما انتقد التعويل على الصين وروسيا، وقال: «ينبغي ألا نرهن سياستنا الخارجية بتحديات القوى… لقد تواطأت القوى الشرقية والغربية بشأن إيران، وصوتوا ضدها» في مجلس الأمن.

المصدر: الشرق الأوسط