إيران توسع نفوذها في شمال سوريا شرق الفرات عن طريق استمالة العشائر العربية… بقلم/ أيمن عبد المجيد

تعمل إيران على توسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات وإنشاء فصائل عسكرية تحمل صبغة قبلية عبر استمالة العشائر العربية التي دخلت في اشتباكات متوترة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أميركيًّا.

وذكرت تقارير إخبارية سورية، أن منطقة شرقي دير الزور السورية تشهد حالة تجاذب بين قوات “قسد” والفصائل التي تتولى طهران تجهيزها وتسليحها لدعم نفوذها هناك، حيث بدأ التوتر منذ منتصف أغسطس/ آب العام الماضي، حين اندلعت مواجهات بين مسلحين من “قسد” وعناصر فصيل تابع لها في المنطقة يُدعى “مجلس دير الزور العسكري”، وهو الأمر الذي عملت إيران على استغلاله لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة. من خلال تشكيل خلايا وفصائل مسلحة تستهدف “قسد”، وأصبحت هذه المجموعات المحلية تُعرف باسم “قوات العشائر” ويقودها إبراهيم الهفل.

وكانت المواجهات الأخيرة قد اندلعت شرارتها بسبب “ممارسات قسد” ضد العشائر ولأسباب تتعلق بحقوق أبناء المنطقة في دير الزور. وتطورت المجريات شيئا فشيئا ووصلت إلى حد إجبار إبراهيم الهفل شيخ قبيلة العكيدات للخروج إلى مناطق سيطرة النظام، بعد محاصرته من كل الجهات.

لكن في المقابل ألمحت “قسد” في بيانات سابقة إلى وجود “خلايا تتبع للنظام السوري وإيران كانت وراء المواجهات التي اندلعت ضدها في سبتمبر/أيلول الماضي”.

وتحدث قائدها عبدي في اللقاء الأخير عن “أخطاء فردية” وقعت في دير الزور أثناء “ملاحقة خلايا داعش”، في إشارة منه إلى الاعتقالات التي استهدفت أبناء من العشائر العربية.

ومع أن “قسد” انتصرت ميدانيًا، وحسمت السيطرة العسكرية لصالحها في المنطقة، لا تزال تداعيات المعارك مستمرة، إذ تتعرض نقاط “قسد” العسكرية لهجمات متكررة، في الوقت الذي تقف فيه الأخيرة عاجزة عن الرد.

ويعتبر متابعون أن الوضع الأمني الهش في مناطق الشرق السوري يمثل تربة خصبة لزرع خلايا أمنية جديدة، أو استمالة جانب من أهالي المنطقة لتشكيل ميليشيات جديدة موالية لطهران.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، تحدث قبل أيام في مؤتمر صحفي عن أن الطريقة التي تدير فيها إيران أعمالها هي تدريب وكلائها من المجموعات المسلحة والتأثير عليها في إطار سياستها الخارجية الهادفة إلى طرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.

واعتبر رايدر أن الهدف من إزاحة واشنطن من المنطقة هو إتاحة المجال لتنفيذ ما ترغب به إيران “دون رادع”، وأن الولايات المتحدة تواصل مراقبة هذه المساعي.

وردا على سؤال يتعلق بموقف الولايات المتحدة من التحركات الإيرانية المتعلقة بـ”استغلال العشائر” قال رايدر إن ذلك “ليس سلوكا جديدا على إيران”.

وتابع أنه من المهم، من وجهة نظر الولايات المتحدة، وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط أن تحترم سيادة البلدان التي تعمل معها، على عكس بعض هذه المجموعات الوكيلة (الميليشيات الموالية لإيران)، التي دمجت نفسها في هذه الدول.

وكانت الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري” في دير الزور وأخرى منخرطة ضمن ما يسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” قد صعّدت من هجماتها ضد القوات الأميركية في شمال وشرق سوريا، في أعقاب الحرب بغزة. لكنها توقفت بعد الرد الأميركي الأخير على حادثة قصف قاعدة “البرج 22″، الواقعة داخل الأراضي الأردنية.

ويشير تحليل نشرته “مجموعة الأزمات الدولية” الجمعة الماضية، أن “إيران حولت تركيزها بعد الضربات الانتقامية إلى تخفيف القبضة الهشة بالفعل لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد شرق نهر الفرات”. واستندت بذلك على “الميليشيات القبلية العربية”، وعلى الطابع العشائري الذي تعرف به المنطقة هناك.

وتوصل التحليل أن “استهداف قسد له منطق استراتيجي واضح”، وهو “إبقاء الصراع محليا وبالتالي فرض خطر محدود من الانتقام الأميركي”. ويصل كل ذلك إلى نقطة دفع واشنطن لتقليص وجودها هناك.

ولا تقتصر التحركات لاستمالة العشائر على إيران وحسب إذ تدخلت روسيا أيضًا، وتصدرت المشهد عندما استعرض أبناء العشائر العربية قواتهم الرديفة وتشكيلات ميليشيا “الدفاع الوطني” في المحافظة، بحضور ضباط روس.

المصدر: وكالات