إيطاليا تصوت في الانتخابات الأوروبية وميلوني تأمل في ترك بصمتها

أصبحت إيطاليا السبت أول دولة كبرى تصوت ضمن الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، في اقتراع يشكل اختبارا لمدى قوة موقع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وهي من اليمين المتطرف، في الداخل وتأثيرها في المستقبل داخل التكتل.

وتُجري دول الاتحاد البالغ عددها 27، من بينها ألمانيا وفرنسا أكبر قوتين اقتصاديتين، الانتخابات في يومها الأخير الأحد، مع ترقب صدور النتائج على مستوى التكتل مساء.

وسيخرج أحد المؤشرات الرئيسية لتشكيلة البرلمان الجديد من إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي يقوده ائتلاف بزعامة حزب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، فراتيلي ديتاليا. وتشغل ايطاليا 76 من أصل 720 مقعدا في البرلمان الجديد.

فإذا فاز حزبها وفق التوقعات، يمكن أن يكون لإيطاليا تأثير كبير على ولايتي البرلمان والمفوضية الأوروبية القادمتين ومدتهما خمس سنوات.

وتسعى رئيسة المفوضية الحالية أورسولا فون دير لايين للتقرب من ميلوني التي ستقرر مع قادة أوروبيين آخرين مسألة منحها ولاية ثانية أو اختيار رئيس آخر للمفوضية.

خلال حملة الانتخابات حاولت فون دير لايين وكذلك زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن الحصول على تاييد ميلوني.

– خطة؟-

أدرجت ميلوني اسمها على أوراق الاقتراع الأوروبية بصفتها أبرز مرشحي حزب فراتيلي ديتاليا، وإن كانت لا تعتزم أن تشغل مقعدا في البرلمان الأوروبي في حال اختيارها.

فهي تسعى لتعزيز قبضة حزبها على المشهد السياسي المقسم في إيطاليا، ربما على حساب شريكها الأصغر في الائتلاف حزب الرابطة اليميني المتطرف.

وكانت رئيسة الوزراء حاضرة بشدة في وسائل الإعلام المحلية قبيل الانتخابات، ولا سيما من خلال تصوير نفسها حصناً ضد الهجرة غير الشرعية، القضية التي تجذب الكثير من الأصوات نحو اليمين المتطرف.

وكان القلق العام من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط أحد المواضيع الأساسية التي أوصلت ميلوني الى السلطة في 2022.

في شريط فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي السبت قالت ميلوني إن أولوياتها هي “الدفاع عن حدود أوروبا من الهجرة غير الشرعية وحمالة الاقتصاد والوظائف”.

– تحالفات-

على مستوى الاتحاد الأوروبي، تعتبر الهجرة الموضوع الساخن الذي يدفع الى تأييد أحزاب اليمين المتطرف. ومن المتوقع أن تفوز بربع مقاعد البرلمان، على الرغم من أن التيار الوسطي لا يزال في المقدمة.

يرى محللون ان السؤال الأبرز هو ما اذا كان حزب فون دير لايين، اكبر كتلة برلمانية، سيتحالف مع اليمين المتطرف.

وأبدت فون دير لايين استعدادها للموافقة على التعاون بين حزب الشعب الأوروبي الذي تتزعمه، ومشرعين من اليمين المتطرف في البرلمان، طالما كانوا مؤيدين للاتحاد الأوروبي وليسوا “دمى” بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستبعدت صراحة التحالف مع حزب “التجمع الوطني الفرنسي” بزعامة مارين لوبن، وحزب “البديل من أجل ألمانيا” لتلك الأسباب.

وعلى نقيض حزب ميلوني يشعر الحزبان بالقلق إزاء الدعم العسكري والمالي الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. ويعارض “البديل من أجل ألمانيا” صراحة إمداد كييف بالأسلحة.

بدوره يعارض حزب فيدس الشعبوي الحاكم في المجر تقديم المزيد من المساعدات لكييف.

– أعمال عنف-

تصوت ايطاليا في اليوم نفسه لتصويت سلوفاكيا حيث لا تزال محاولة اغتيال رئيس الوزراء روبرت فيكو الشهر الماضي ماثلة في الأذهان.

في سلوفاكيا ارتفعت نسبة التأييد للحزب اليساري الشعبوي “سمير” (SMER) الحاكم عقب محاولة اغتيال زعيمه روبرت فيكو الذي قال إن مهاجمه “كان مجرد رسول للشر والكراهية السياسية التي زرعتها المعارضة”.

وقالت السلطات إن الهجوم الذي نفذه شاعر يبلغ 41 عاما، كانت دوافعه سياسية.

يعارض حزب فيكو إمداد أوكرانيا بالأسلحة الأوروبية ويهاجم “دعاة الحرب” في بروكسل.

وفي منشور على فيسبوك نشر فيكو صورة له وهو يدلي بصوته من سريره في المستشفى. وحض الناخبين على “انتخاب اعضاء في البرلمان الأوروبي يؤيدون جهود السلام وليس استمرار الحرب”.

شهدت حملة الانتخابات الاوروبية في عدة دول أحداث عنف، وإن لم تكن جميعها ذات طابع سياسي.

ليل الجمعة تعرضت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن “للضرب” على يد رجل في ساحة بكوبنهاغن، وفق مكتبها. ولم تتعرض لإصابة بالغة بحسب شهود عيان، واعتقلت الشرطة المهاجم لكنها اعلنت السبت انه من المرجح عدم وجود دوافع سياسية. وتجرى الانتخابات في الدنمارك الأحد.

المصدر: فرانس 24