الانتخابات الباكستانية 2024.. تعرف على أهم الأحزاب السياسية
ستجري في باكستان في الثامن من الشهر الجاري انتخابات تشريعية عامة لانتخاب أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) وأعضاء البرلمانات الإقليمية الأربعة في البلاد.
ويأتي التصويت في البلد المسلم الذي يصل تعداد السكان فيه نحو 250 مليون نسمة وسط حملة قمع ضد زعيم حزب حركة الإنصاف ورئيس الوزراء السابق عمران خان، وفي ظل تهديدات أمنية في بعض المناطق النائية.
ويتنافس في الانتخابات نحو 150 حزبا إلى جانب عشرات المستقلين لشغل مقاعد في البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية الأربعة.
وفيما يلي سنعرض لأبرز الأحزاب في البلاد، بعضها كان في السلطة، والأحزاب التي تتمتع بنفوذ إقليمي أو محلي كبير، وأحزاب أخرى أصغر ولكنها تمثل فكرا أو عرقية أو منطقة، والتحديات المتنوعة في باكستان.
حزب حركة إنصاف
يميل حزب حركة إنصاف الباكستاني، الذي أسسه عمران خان (لاعب الكريكيت الذي تحول إلى سياسي) إلى يمين الوسط، ويقود الحزب حاليا جوهر علي خان.
وصل عمران خان (71 عاما) إلى السلطة بفوزه في انتخابات 2018. ولكن في غضون سنوات، انقلبت المؤسسة العسكرية، التي بدا أنها دعمته في ذلك التصويت، ضده بعد عزل عمران خان من منصبه من خلال التصويت بحجب الثقة عنه في البرلمان، وهو الأول من نوعه في تاريخ باكستان.
ويتهم خان الولايات المتحدة بالتآمر مع الجيش الباكستاني وخصومه السياسيين للإطاحة به، وبعد إقالته من منصبه، قام مناصرو الحزب وزعيمه بمظاهرات حاشدة طافت جميع الأقاليم الباكستانية للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.
ومع استمرار المظاهرات ووقوع اشتباك بين المحتجين والقوات الحكومية ووقوع بعض القتلى والمصابين واعتقالات وتحطيم بعض الممتلكات، قامت السلطات باعتقال عمران خان في مايو/أيار 2023 بتهمة الفساد. وقام أنصاره باحتجاجات واسعة واستهدفوا المنشآت المدنية والعسكرية.
حالة الاضطرابات والصدامات الواسعة دفعت الدولة العميقة إلى التدخل، واضطر المئات من قادة الحزب إلى تركه، وألقي القبض على الآلاف من الناشطين فيه.
وأدين خان، الذي رفعت ضده أكثر من 150 قضية، بالفساد وإفشاء أسرار الدولة.
وحُكم عليه مؤخرا بـ3 أحكام قضائية، آخرها شمله وزوجته بشرى بيبي بالسجن 7 سنوات مع فرض غرامة بعد أن قضت بأن زواجهما الذي تم عام 2018 باطل وينتهك القانون. وكان حُكم على خان بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة تسريب أسرار الدولة، وبـ14 عاما مع زوجته بتهمة بيع هدايا للدولة بشكل غير قانوني.
وكان خان يسعى للترشح للانتخابات، إلا أن القضاء رفض ترشحه ومعظم أنصاره للانتخابات التشريعية المقبلة، ومن شأن الحكم بسجنه وحرمانه من الانتخابات أن يريح منافسيه السياسيين.
وتم تجريد حزب إنصاف من رمزه الانتخابي، مضرب الكريكيت، والآن يضطر مرشحوه إلى خوض الانتخابات كمستقلين.
وعلى الرغم من العقبات الواضحة التي تعترض طريقه، فإن حزب حركة إنصاف يتمتع بدعم شعبي واسع النطاق في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما قد يصب في صالحه.
المقاعد التي فاز بها عام 2013: 28.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 116.
حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز
حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز، يصنف بأنه وسطي بقيادة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي وصل سابقا إلى السلطة 3 مرات كان آخرها في عام 2013 بأغلبية واضحة.
وأطيح بـ شريف (74 عاما) من منصبه في عام 2017، بسبب تهم بالفساد. وحُكم عليه مع ابنته مريم بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 2018، قبل أيام من الانتخابات الوطنية التي عقدت في نفس العام.
ومن قيادات الحزب البارزين شهباز شريف (72 عاما)، الأخ الأصغر لنواز ورئيس الوزراء السابق لحكومة البنجاب (إقليم البنجاب يعد المعقل الرئيسي للحزب)، تولى منصب رئيس وزراء باكستان في عام 2022 بعد الإطاحة بعمران خان، حيث كانت الرابطة الإسلامية جزءا من تحالف يعرف باسم الحركة الديمقراطية الباكستانية (PDM) تمكنت من النجاح في تصويت بحجب الثقة عن خان، 2018.
شهدت الأشهر الـ16 التي قضاها شهباز رئيسا للوزراء وضعا اقتصاديا صعبا حيث زاد معدل التضخم بشكل كبير وشهدت البلاد خلالها احتجاجات قادها حزب حركة الإنصاف.
عاد نواز شريف إلى باكستان في أكتوبر/تشرين الأول بعد 4 سنوات من المنفى الاختياري في المملكة المتحدة. وفي غضون أسابيع، أسقطت المحاكم تهم الفساد الموجهة إليه، مما دفع مراقبين للاعتقاد بأنه تم اختياره من قبل الجيش ليكون رئيس الوزراء المقبل للبلاد.
وسيكون التحدي الأكبر الذي يواجه عائلة شريف هو استعادة قاعدة دعمهم من عمران خان، الذي يظل قوة شعبية، على الرغم من وجوده في السجن لعدة أحكام، خاصة بين الشباب وتحديدا الذين يعيشون في المدن ويتمتعون بحضور قوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يزال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية هو المرشح الأوفر حظا قبل الانتخابات. وفي حين أن شريف الأكبر هو القائد الأعلى للحزب، فمن غير الواضح أي من الإخوة قد يقود البرلمان إذا حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية على مقاعد كافية.
المقاعد التي فاز بها عام 2013: 126.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 64.
حزب الشعب
يسعى حزب الشعب الباكستاني الذي ينتمي إلى يسار الوسط، بقيادة بيلاوال بوتو زرداري ووالده آصف علي زرداري (رئيس البلاد السابق)، إلى العودة إلى السلطة للمرة الأولى منذ عام 2008.
أسس الحزب جده لأمه ورئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو، ثم قادته والدته رئيسة الوزراء مرتين بينظير بوتو.
سوف يتنافس سليل أسرة بوتو في انتخاباته الثانية. وكان وزيرا للخارجية في ظل الحكومة التي أعقبت حكومة عمران خان في عام 2022.
ويبرز بيلاوال بوتو زرداري (35 عاما) كزعيم شاب يتنافس مع قادة أحزاب متوسط أعمارهم في العقد السابع ومعظمهم لهم خبرة سياسية تتجاوز 20 عاما. ويواجه تحديات، بما في ذلك انتقادات لحكم حزبه لإقليم السند خلال الفترات الـ4 الماضية، خاصة بعد الفيضانات الكارثية في عام 2022، التي دمرت جزءًا كبيرًا من الإقليم.
يركز بيانه وحملته على التواصل مع شباب البلاد، ولديه خطط طموحة لمكافحة تغير المناخ.
وإذا أصبح رئيسا للوزراء (احتمال ضعيف)، فسوف يسير على خطى والدته، التي تولت أول منصب تنفيذي في البلاد في عام 1988 في نفس العمر.
المقاعد التي فاز بها عام 2013: 34.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 43.
حزب عوامي الوطني (ANP)
ويسعى حزب عوامي الوطني، وهو حزب قومي من عرقية البشتون، ومقره بشكل رئيسي في مقاطعة خيبر بختونخوا الشمالية الغربية، إلى أن يرث حزب حركة الإنصاف في الحكومة الإقليمية هناك.
ويتخذ حزب يسار الوسط، بقيادة أسفنديار والي خان، مواقف علمانية بشأن السياسة، لكنه يواجه مزاعم بالفساد وظل خارج السلطة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
كان الحزب جزءًا من التحالف المكون من 11 حزبا الذي أطاح بعمران خان.
المقاعد التي فاز بها عام 2013: 2.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 1.
الحركة القومية المتحدة
الحركة القومية المتحدة هي القوة السياسية الأكبر في كراتشي عاصمة إقليم السند، وأكبر مدن باكستان والعمود الفقري الاقتصادي، لما يقرب من 3 عقود.
في الماضي، كانت الحركة القومية المتحدة تشكل تحالفات مع الأحزاب التي تقود البلاد على المستوى الوطني.
وكانت قد تحالفت مع حزب حركة الإنصاف بعد انتخابات 2018 لكنها حولت ولاءاتها إلى تحالف الحركة الديمقراطية الشعبية بعد أبريل/نيسان 2022 التي أطاحت بعمران خان.
انقسمت الحركة القومية المتحدة في أغسطس/آب 2016 إلى فصيل لندني وفصيل باكستاني بعد خطاب ناري ألقاه زعيمها المنفي ألطاف حسين.
ومع ذلك، عندما أتيحت فرصة الانضمام إلى تحالف الحركة الديمقراطية الشعبية، تم توحيد الفصائل المنقسمة وفروع الحركة القومية المتحدة.
وقد أدت العمليات شبه العسكرية السابقة التي استهدفت الحزب وعلاقاته المزعومة بعصابات في كراتشي إلى تحطيم شعبيته في إقليم السند.
ويتركز معظم دعمها في كراتشي والمدن المجاورة، التي تضم مجموعات كبيرة من السكان الذين فروا إلى هناك بعد تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947.
وسوف تنافس الحركة القومية المتحدة-الباكستانية المستقلين المنتمين إلى حزب حركة الإنصاف، والجماعة الإسلامية، وحزب الشعب الباكستاني، والمرشحين المستقلين الشباب لمحاولة استعادة قاعدتهم.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 :18.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 6.
الجماعة الإسلامية
الجماعة الإسلامية، بقيادة سراج الحق، هي حزب إسلامي محافظ.
يعد أحد أقدم الأحزاب السياسية في باكستان ومعروف بتنظيمه الحزبي القوي، لكنه فشل في تحقيق نتائج جيدة في صناديق الاقتراع.
لقد ظل خارج السلطة لعقود من الزمن، وكان آخر نجاح له في انتخابات عام 2002 تحت حكم الرئيس برويز مشرف.
وتستهدف الجماعة الإسلامية إقليم خيبر بختونخوا إلى جانب التركيز على كراتشي بزعيمها الشاب نسبيا حافظ نعيم.
وبعد الأداء الجيد في الانتخابات المحلية الأخيرة في كراتشي، يحاول الحزب الترويج لأجندة أكثر اعتدالا تركز على التنمية ويأمل أن تجتذب الناخبين.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 :2.
المقاعد التي فاز بها عام 2018: 12، (في تحالف الأحزاب الدينية).
جمعية علماء الإسلام (JUI-F)
تهدف جمعية علماء الإسلام، بقيادة فضل الرحمن، في الانتخابات المقبلة إلى استعادة الأرض المفقودة، وخاصة في إقليم خيبر بختونخوا، الذي خسرته أمام حزب حركة الإنصاف.
كان زعيم الجمعية رئيسا لتحالف الحركة الديمقراطية الشعبية ويتطلع إلى استخدام شبكته الواسعة من المعاهد الدينية لمساعدته في الفوز بالأصوات.
ومع خبرة سياسية واسعة وعلاقات متشعبة في باكستان، يعتبر فضل الرحمن لاعبا سياسيا ماهرا ويمكنه تشكيل تحالفات لتأليف الحكومة الجديدة.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 :11.
المقاعد التي فاز بها عام 2018: 12، (في تحالف الأحزاب الدينية).
حزب بختونخوا ملي عوامي (PkMAP)
حزب بختونخوا ملي عوامي هو جماعة قومية بشتونية، تنشط بشكل رئيسي في إقليم بلوشستان، حيث كانت جزءا من التحالف الحاكم في آخر حكومة إقليمية.
ويصنف الحزب الذي يقوده محمود خان أشاكزاي، حزبا من يسار الوسط في أكثر أقاليم باكستان فقرا، والذي يضم أيضا أقل عدد من مقاعد الجمعية الوطنية (16).
ويسعى الحزب إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي الإقليمي وتعزيز صلاحيات مجلس الشيوخ، حيث تتمتع جميع المحافظات بتمثيل متساو.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 :3.
والمقاعد التي فاز بها عام 2018: 0.
حزب عوامي بلوشستان (BAP)
تأسس حزب عوامي بلوشستان في عام 2018 وكان رئيس الوزراء المؤقت الحالي أنوار الحق كاكر أحد مؤسسيه.
كان يُنظر إلى الحزب، منذ نشأته، على أنه مجموعة من السياسيين المتباينين الذين ينتمون إلى قبائل مختلفة في بلوشستان، يتبعون خط المؤسسة العسكرية الباكستانية القوية. وفي انتخابات 2018، شكل الحزب تحالفا مع حزب حركة الإنصاف.
وسيتنافس الحزب على 10 مقاعد على الأقل في الجمعية الوطنية، وجميعها من بلوشستان، ومن المتوقع أن يكون وسيطا قويا إذا احتاجت الأحزاب الرئيسية إلى شركاء لتشكيل حكومة ائتلافية.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 :0.
المقاعد التي فاز بها عام 2018: 4.
حزب الاستقلال الباكستاني (IPP)
تم تأسيس حزب الاستقلال الباكستاني في يونيو/حزيران الماضي على يد جهانجير تارين، أحد أغنى رجال الأعمال في باكستان وكان من المقربين والممولين لعمران خان في الماضي.
جاء إنشاء الحزب بعد شهر واحد فقط من مواجهة حزب حركة الإنصاف الباكستاني لحملة قمع حكومية في أعقاب اضطرابات 9 مايو/أيار.
وسرعان ما أعلن عدد معتبر من قادة حزب حركة إنصاف استقالاتهم من الحزب، وأعلنوا انضمامهم إلى حزب الاستقلال الباكستاني.
يُنظر إلى الحزب على أنه يتكون من عدد كبير من المرشحين الذين يتمتعون بنفوذ شخصي قوي في مناطقهم الأصلية. ويأمل في الفوز بمقاعد كافية في الانتخابات للعب دور في تشكيل الحكومة المقبلة.
المقاعد التي فاز بها عام 2018: 0.
المقاعد التي فاز بها عام 2013 : 0.
مستقلون
وفي حين يتعين على المرشحين المتبقين في حزب حركة الإنصاف الترشح كمستقلين بسبب المشاكل القانونية التي يعاني منها الحزب، فإن هذه الانتخابات ستشهد عددا كبيرا من المستقلين.
وإلى جانب هؤلاء هناك مرشحون شباب مستقلون ليس لديهم انتماءات سياسية رئيسية.
تاريخيًا، كان المرشحون المستقلون غالبا ينتهي بهم الأمر بالانضمام إلى الحزب الحائز أكبر عدد من المقاعد في البرلمان.
المقاعد التي فاز المستقلون بها عام 2018: 13.
المصدر: الجزيرة