البحرية الصينية تعبر بين جزر يابانية قريبة من تايوان
أبحرت حاملة طائرات وسفينتان حربيتان صينيتان بين جزيرتين يابانيتين بالقرب من تايوان، في ما يعد أحدث استفزاز إقليمي من قبل الصين، اعتبرته طوكيو الأربعاء “غير مقبول على الإطلاق”.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروشي ميرويا “بعد الانتهاك الأخير للمجال الجوي من قبل الطائرات العسكرية الصينية وتحرّكات السفن الحربية الصينية وسفن أخرى حول اليابان، فإنّ هذا الحادث غير مقبول على الإطلاق من منظور أمني بالنسبة لليابان والمنطقة”.
وأضاف “عبّرنا عن مخاوفنا الجدية للصين من خلال القنوات الدبلوماسية”.
وسرعان ما ردّت بكين، مشيرة إلى أنّها لا ترى شيئا يستحق الشجب. وردا على سؤال بشأن احتجاج اليابان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان “أريد أن أؤكد وأشير إلى أن هذه الأنشطة التي تقوم بها الصين تتوافق مع القانون الصيني والقانون الدولي”.
من جهته، أكد الجيش الياباني أنّه تمّ رصد “حاملة الطائرات ليونينغ ومدمّرتين تحملان صواريخ موجّهة” في جنوب منطقة أوكيناوا بين جزيرتي يوناغوني وإريوموت.
وقالت هيئة الأركان العامّة التابعة لوزارة الدفاع اليابانية في بيان، “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التأكد من إبحار حاملة طائرات تابعة للبحرية الصينية في المياه الواقعة بين (الجزيرتين) يوناغوني وإريوموت”.
ومن دون اختراق المياه الإقليمية اليابانية بالمعنى الدقيق للكلمة، دخل الأسطول الصيني إلى “المياه المتاخمة” لليابان، وهي عبارة عن شريط بطول 22 كيلومترا يمتد إلى وراء المياه الإقليمية اليابانية.
ويأتي هذا الاختراق بينما أدانت اليابان بشدة مطلع الشهر الحالي، توغّل سفينة تابعة للبحرية الصينية في مياهها الإقليمية، قبالة سواحل الجزر الجنوبية لمدّة ساعتين تقريبا.
نفوذ عسكري صيني
قبل أيام قليلة، أطلقت طوكيو طائرات مقاتلة بعدما “انتهكت” طائرة عسكرية صينية مجالها الجوي.
واخترقت طائرة “تجسّس من طراز واي-9 (Y-9)” تابعة للجيش الصيني المجال الجوي الياباني في 26 آب/أغسطس لمدة دقيقتين تقريبا، قبالة جزر دانجو الواقعة في بحر الصين الشرقي.
ويثير النفوذ الاقتصادي والعسكري المتنامي للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قلق الولايات المتحدة وحلفائها، التي تعرب عن مخاوف أيضا من مطالب الصين خصوصا تلك المتعلّقة بتايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
وتطالب الصين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، متجاهلة حكما أصدرته محكمة دولية في العام 2016 يفيد بعدم وجود أي أساس قانوني لهذا الموقف.
في الأثناء، زادت اليابان من إنفاقها الدفاعي وزوّدت نفسها قدرات “الهجوم المضاد” كما خفّفت من القواعد المفروضة على صادرات الأسلحة.
وشكّلت اليابان إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا والهند، تحالفا يُنظر إليه على أنّ الهدف منه مواجهة النفوذ الصيني.
وكانت السفن اليابانية والصينية قد تواجهت في الماضي في حوادث تتعلّق بالمناطق المتنازع عليها، خصوصا جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي والتي تسمّى أيضا دياويو من قبل بكين.
وشهدت سلسلة الجزر هذه مواجهات بين سفن تابعة لحرس السواحل اليابانيين وقوارب صيد صينية.
المصدر: فرانس 24