البحرين تعتزم توسيع حقوق السجناء في ظل إضراب المئات منهم عن الطعام
تعتزم البحرين منح السجناء حقوقا إضافية مع مواصلة المئات منهم إضرابا عن الطعام منذ مطلع الشهر الجاري. ومن بين الحقوق التي تعهدت السلطات البحرينية بمنحها، زيادة ساعات الزيارة، كما ذكرت أنها قد تزيد وقت الاستراحة اليومية (التشمس). يأتي ذلك في ظل غضب السجناء من ظروفهم، بينما وصف حقوقيون ما تقدمه البحرين بأنه “قليل جدا”.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان مساء الإثنين أنها ستقوم بـ”مراجعة نظام الزيارات للنزلاء وتطويره ليشمل زيادة التوقيت وتعديل قائمة الزوار” إضافة إلى النظر في إمكانية “زيادة وقت الاستراحة اليومية (التشمّس)”.
وبحسب معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره بريطانيا، فإن ما لا يقل عن 800 سجين يشاركون في الإضراب، عدد كبير منهم معارضون معتقلون منذ 2011 خلال حملة قمع احتجاجات قادها الشيعة للمطالبة بإصلاحات سياسية، لكن السلطات البحرينية قللت من شأن الإضراب.
وقال مسؤول في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد الوداعي إن “ما تقدمه (السلطات) قليل جدا. ويأتي بعد 22 يوما من أكبر إضراب في تاريخ السجون في البحرين”.
وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية “من الواضح أن الإضراب عن الطعام سيستمر حتى تعالج الحكومة مخاوفهم بجدية وبنية حسنة”.
وأثار الإضراب مؤخرا بعض الاحتجاجات في الشوارع نظمها أقرباء سجناء للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
ونهاية الأسبوع الماضي، التقى مدير المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين نزلاء في سجن جو للاستماع إلى شكاواهم، بحسب الوداعي.
وفي بيان نشر هذا الشهر، قال السجناء إنهم يبقون في زنزاناتهم لمدة 23 ساعة يوميا وطالبوا بحقهم في رعاية صحية مناسبة وبالوصول إلى التعليم والسماح لهم بالصلاة مع بعضهم في مسجد السجن.
وقالت الباحثة المتخصصة في شؤون البحرين لدى منظمة هيومن رايتس ووتش نيكو جعفرنيا هذا الشهر، إنه “يتعين على المجتمع الدولي تكثيف دعمه فورا للسجناء المضربين عن الطعام في البحرين”.
ومن بين هؤلاء عبد الهادي الخواجة، وهو ناشط حقوقي بحريني دانماركي يبلغ 62 عاما مسجون منذ 12 عاما. وقد عانى من مشاكل خطيرة في القلب أدت إلى نقله إلى العناية المركزة في مستشفى عسكري بحريني في 11 آب/أغسطس. وتقول ابنته ومنظمات حقوقية إن مشاكله الصحية ظهرت بعد أيام قليلة من بدئه الإضراب عن الطعام.
رسالة إلى الرئيس الأمريكي
وجاء في رسالة بعثتها منظمات غير حكومية بينها منظمة العفو الدولية هذا الشهر إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الخواجة “لا يزال يحتاج إلى رعاية صحية مناسبة وعاجلة، تعجز سلطات السجن عن تأمينها”.
والبحرين حليف استراتيجي للولايات المتحدة وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.
وفي عام 2011، شهدت المملكة الخليجية وهي أصغر دولة في الشرق الأوسط، حملة قمع ضد متظاهرين طالبوا بملكية دستورية ورئيس وزراء منتخب. ومنذ ذلك الحين، أوقفت مئات الناشطين والسياسيين المعارضين وحاكمتهم وأصدرت بحقهم عقوبات قاسية بينها الإعدام والسجن المؤبد وتجريدهم من الجنسية.
المصدر: فرانس 24