الرئيس الإيراني: حزب الله “لا يمكنه البقاء بمفرده” في مواجهة إسرائيل
صرح الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الثلاثاء في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” بأن حزب الله لن يقف بمفرده في مواجهة إسرائيل. وأوضح بزشكيان بأنه “لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة”. وكان بيزشكيان قد وصل الإثنين إلى نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الثلاثاء إن حليفه حزب الله “لا يمكنه البقاء بمفرده” في مواجهة إسرائيل التي أدت ضرباتها الواسعة النطاق على لبنان إلى مقتل 500 شخص الإثنين في أعنف قصف لها منذ 2006.
وصرح بيزشكيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” تُرجمت من الفارسية إلى الإنكليزية “لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة”.
عواقب “لا رجعة منها”
وكان بيزكشيان قد حذر الإثنين من عواقب “لا رجعة منها” بفعل استمرار إسرائيل باستفزاز بلاده وجماعة حزب الله في لبنان على طول الصراع الدائر منذ نحو عام، معتبراً أنها المسؤول الأول عن جرّ منطقة الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.
وقال مسعود بيزكشيان في حديثه للصحفيين، بعد وصوله إلى نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، “لا نرغب في أن نكون سببا لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط لأن عواقبه ستكون لا رجعة فيها”. وأضاف “نريد أن نعيش في سلام ولا نريد الحرب. إسرائيل هي التي تسعى إلى خلق هذا الصراع الشامل”.
واتهم بيزكشيان، وهو سياسي معتدل نسبيا انتخب في يوليو/تموز على وعد بانتهاج سياسة خارجية براغماتية، المجتمع الدولي بالصمت عما وصفه بأنه “إبادة جماعية” تمارسها إسرائيل في غزة.
هل ستنضم إيران إلى الصراع؟
وجاءت دعوة بيزكشيان لحسم الصراع في الشرق الأوسط عبر الحوار بعد أن نفذت إسرائيل موجة مكثفة من الضربات الجوية ضد حزب الله الإثنين ليصبح اليوم الأكثر دموية في لبنان في نحو عام من الصراع بين إسرائيل والجماعة المدعومة من طهران.
حزب الله: القيادي علي كركي “بخير” وانتقل إلى “مكان آمن” بعد الغارة الإسرائيلية
وقال بيزكشيان ردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستدخل الصراع بين إسرائيل وحزب الله “سندافع عن أي مجموعة تدافع عن حقوقها وعن نفسها”. ولم يسترسل في تفاصيل.
ونزح عشرات الآلاف من الناس من المدن والقرى على جانبي الحدود بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. وتقول إسرائيل إنها تفضل الحل الدبلوماسي الذي يقضي بإبعاد حزب الله عن الحدود. ويقول حزب الله أيضا إنه يريد تجنب الصراع الشامل لكنه لا يرى نهاية محتملة للحرب إلا بتوقف القتال في غزة. ووصلت جهود وقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود بعد أشهر من المحادثات المتعثرة التي توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة.
حزب الله يهاجم المدنيين الإسرائيليين
ودأب بيزكشيان منذ توليه المنصب الشهر الماضي على تأكيد موقف إيران المناهض لإسرائيل ودعمها لحركات المقاومة في أنحاء المنطقة. وردا على سؤال عما إذا كانت إيران سترد على اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية على أراضيها في أواخر يوليو تموز، قال بيزكشيان “سنرد في الوقت والمكان المناسبين، وبالطريقة المناسبة”.
وأثار اغتيال هنية مخاوف من اندلاع صراع مباشر بين طهران وعدوها اللدود إسرائيل في منطقة هشة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة والصراع المتفاقم في لبنان. وتتهم طهران وحماس إسرائيل باغتيال هنية. وتعهد الحرس الثوري الإيراني صاحب النفوذ الكبير وخامنئي بثأر “شديد” لمقتل هنية الذي حدث أثناء زيارته لطهران. وحتى الآن، امتنعت طهران عن الرد المباشر على إسرائيل التي لم تؤكد أو تنف تورطها.
وقوات الحرس الثوري الإيراني التي لا تخضع إلا للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هي التي تحدد السياسة الإقليمية لإيران.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار في أغسطس/آب إن طهران شاركت في حوار مكثف مع دول غربية والولايات المتحدة لتحديد حجم الرد على إسرائيل لاغتيال هنية.
وقال بيزكشيان “أُبلغنا أنه خلال أسبوع سيكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار” بين إسرائيل وحماس المدعومة من إيران “لكن هذا الأسبوع لم يأت قط وبدلا من ذلك واصلت إسرائيل توسيع هجماتها”.
المصدر: فرانس 24