الصحة العالمية: الوضع في قطاع غزة “كارثي بكل المقاييس” وغزة أصبحت “لا تصلح للحياة”
وصفت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان بلخي الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثي بكل المقاييس”، وذلك بعد تجاوز الحرب يومها الـ200.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد به الجيش الإسرائيلي لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة معاقل حركة حماس في المدينة، رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية كبرى.
وقالت بلخي: “مر ما يزيد على 200 يوم على الأزمة الطاحنة في غزة، حيث عانى فيها سكان القطاع أشد المعاناة، وتحول القطاع بأكمله إلى أرض لا تصلح للحياة”.
وقدرت المديرة الإقليمية للصحة العالمية أن أكثر من 1.7 مليون شخص في عداد النازحين، إذ اضطروا للمغادرة فرارا من “العنف غير المسبوق، بعد أن فقدوا كل عزيز وغال، منازلهم وممتلكاتهم وأحباؤهم كذلك”.
وشددت على أن “الحرمان من الاحتياجات الأساسية، المتمثلة في الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، أمر غير إنساني ولا يمكن التسامح معه”، معتبرة أن استمرار هذا الوضع ينذر بازدياد الإصابات واقتراب المجاعة وتفشي الأمراض.
وتطرقت بلخي إلى المخاوف الدولية والإقليمية من وقوع المجاعة في قطاع غزة، مضيفة أن “المجاعة التي بدأت تلوح في الأفق هي ما نخشاه حقا”.
ويُظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أنه من المتوقع حدوث مجاعة في أي وقت من الآن وحتى مايو المقبل في شمال غزة، وفق المديرة الإقليمية للصحة العالمية، مشددة على أن “هذا التقرير يؤكد ما نشهده نحن وشركاؤنا في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، ونبلغ عنه ونحذر منه منذ أشهر”.
ووفق مصادر طبية تابعة لحماس، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب بين الفلسطينيين حتى الخميس، إلى 34305 قتلى، ونحو 77 ألفا و300 مصاب، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
قيود المساعدات
وحددت بلخي موقف منظمة الصحة العالمية من القيود التي تعيق إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، والوضع الصحي الراهن داخل القطاع، قائلة:
نحن نرحب بوصول المساعدات بأي طريق كانت، لكن الطرق الجوية والبحرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الطرق البرية الآمنة.
من المؤسف أن القيود المفروضة على الطرق البرية ما تزال تعرقل العمليات الإنسانية، وتحد منها في جميع أنحاء غزة، ولما اقتصر الأمر على معبر حدودي رئيسي واحد فقط منعت المساعدات الإنسانية والسلع التجارية من الدخول مباشرة إلى شمال غزة، الذي يعاني انعدام الأمن الغذائي والنقص الحاد في الاحتياجات الإنسانية.
لا ندخر طاقة ولا جهدا في إدخال المساعدات الطبية وضمان مأمونيتها، ففي مارس الماضي زودت منظمة الصحة العالمية غزة بحوالي 24 ثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية، بما يضمن التخزين الآمن للأدوية في درجات حرارة مناسبة، حتى أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
عبرت 153 شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى غزة منذ بدء الأعمال القتالية، منها شاحنات لشركاء صحيين آخرين، وأبلغنا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الحاجة هناك تستدعي دخول 300 شاحنة على الأقل يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية فقط.
لا تزال المنشآت الصحية هدفا للاعتداءات المتكررة، وكان آخرها تعرض مستشفى العودة في النصيرات للقصف صباح الإثنين الماضي، ليرتفع عدد المستشفيات التي تعرضت لاعتداءات إلى 31 مستشفى من إجمالي عدد المستشفيات في غزة البالغ 36 مستشفى.
هناك 11 مستشفى فقط لديها قدرة استيعابية للمرضى المقيمين، وتعمل الآن جزئيا، منها 5 مستشفيات في الشمال و6 في الجنوب.
في القطاع أكثر من 10 آلاف مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي العاجل.
منظمة الصحة العالمية وشركاؤها زاروا خانيونس منذ عدة أيام لتقييم حالة المرافق الصحية، وعبر الفريق عن حالة الدمار التي رأوها بأنها “فوق تصور أي إنسان أو تخيله”، فلا يوجد مبنى أو طريق سليم، ليس هناك سوى الأنقاض والقاذورات، والأعمال العدائية بالقرب من مستودع تابع لمنظمة الصحة العالمية قد أدت إلى تدميره.
تدعو المنظمة إلى الإسراع بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعبره دون عوائق، وإلى وقف دائم لإطلاق النار، وكذلك آلية فعالة وشفافة وعملية لتجنب الاشتباك، وضمان أن تكون حركة المساعدات داخل غزة آمنة وسريعة.
المصدر: وكالات