الكاظمي يدعو إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن استقرار المنطقة له انعكاسات إيجابية على الوضع في العراق، مشيراً إلى أنه سيدعو إلى جولة حوار جديدة بين الأطراف السياسية العراقية.

وقال الكاظمي، في مقابلة أجرتها معه القناة الرسمية العراقية في مقره بنيويورك، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن «العراق نجح في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية، ودول أخرى نجحت بإعادة علاقتها مع بعض إثر ذلك». وأضاف: «سنسهم في كلِّ شيءٍ يساعد في استقرار المنطقة والحفاظ على كرامة شعوبها».

وفيما كشف الكاظمي عن اعتقال متهم «مهم» بقتل المتظاهرين وبعض الشخصيات، فإنه جدد الدعوة إلى حوار وطني بين شركاء العملية السياسية بعد مرور 11 شهراً على إجراء انتخابات مبكرة دون تشكيل حكومة جديدة. وقال: «سأدعو إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني لحل مشكلاتنا ولا سبيل لدينا سوى الحوار»، مؤكداً أن «هناك فرصة لبناء العراق». وأوضح أن «هناك من يتمنى فشل الحكومة بسبب خصومة شخصية مع سياسيين»، متهماً إياهم بأنهم «يتمنون» فشل حكومته بـ«كل شيء».

ودعا الكاظمي، في الوقت نفسه، «جميع الأطراف التي لديها خلافات معي إلى تصفيتها بعيداً عن مصالح الشعب».

وبشأن ملف السلاح المنفلت الذي يكاد يكون صداعاً دائماً لكل الحكومات العراقية منذ نحو عقد من الزمان، قال الكاظمي إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال شخص مهم ينتمي لإحدى مؤسسات الدولة متهم بقتل المتظاهرين وبعض الشخصيات». وشدد على «ضرورة أن تتعاون مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والأمنية لإنهاء السلاح المنفلت»، لافتاً إلى أن «الجميع يعلم من يمتلك السلاح المنفلت واتخذنا إجراءات في معالجتها (هذه المسألة)».

وفي سياق متصل، ذكر الكاظمي أن «الاحتياطي النقدي في ظل حكومتنا وصل إلى 86 مليار دولار ومن المتوقع زيادته إلى 100 مليار». وبيّن أن «الورقة البيضاء (التي أعدتها حكومته سابقاً) نجحت في تحقيق الإصلاح الاقتصادي».

إلى ذلك، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بدور رئيس الوزراء العراقي في الحفاظ على السلم الأهلي في البلاد. وجاء ذلك خلال لقاء جمع الكاظمي وغوتيريش، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء. وأكد غوتيريش، بحسب البيان، دعم «مبادرة الكاظمي في الحوار الوطني بين القوى السياسية، والسعي إلى تحقيق الانفراج السياسي»، مشيراً إلى رفضه «الاعتداءات التي تمس سيادة العراق، ودعم وحدة العراق، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية».

بدوره، عبّر الكاظمي، عن شكره لجهود بعثة الأمم المتحدة في مساعدة العراق، بإقامة انتخابات شفافة ونزيهة، مشيداً بدور الأمم المتحدة وبرامجها الإنمائية لـ«تعزيز القدرات المحلية، وفي تأهيل المتضررين من الإرهاب، ومشروعاتها في مجالي البيئة والتنمية المستدامة». وبحث اللقاء أيضاً، الأوضاع في العراق، وجهود الحكومة في تخفيف حدّة الخلافات السياسية، عبر تبنيها مبادرة الحوار الوطني بين القوى السياسية، وتطرق أيضاً إلى الوضع في مخيمات النزوح، وجهود الحكومة في غلق العدد الأكبر منها، وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.

المصدر: الشرق الأوسط