المكسيك: مظاهرة حاشدة للمعارضة تنديدا بتعديلات في هيئة الانتخابات
خرج عشرات الآلاف من المكسيكيين الأحد في مظاهرة تنديدا بتعديلات في هيئة الانتخابات ترى فيها المعارضة تهديدا لاستقلالية المؤسسة المكلفة بتنظيم الاقتراع الرئاسي في منتصف عام 2024. وكانت أول مظاهرة للمعارضة ضد تعديل قانون الانتخابات قد نُظمت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في شوارع مكسيكو سيتي وشارك فيها عشرات الآلاف.
شارك عشرات الآلاف في مظاهرة حاشدة الأحد بالعاصمة المكسيكية ضد تعديلات في هيئة الانتخابات صادق عليها الكونغرس وتهدد استقلاليتها وفق المعارضة.
تجمع المتظاهرون مرتدين ملابس بيضاء ووردية (ألوان هيئة الانتخابات الوطنية) في ساحة زوكالو الأكبر في المكسيك.
وشارك نحو 90 ألف شخص في المظاهرة وفق سلطات مكسيكو سيتي، فيما أعلن ماركو كورتيس زعيم حزب العمل الوطني (يمين) المعارض مشاركة 500 ألف متظاهر. وقد نُظمت احتجاجات أخرى في أنحاء البلاد.
وأقر الكونغرس الأربعاء قانون تعديل هيئة الانتخابات الذي يقلل من ميزانية وعدد أعضاء الهيئة الوطنية التي يتهمها الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بالتستر على عمليات تزوير في الماضي وتكبيد المالية العامة كلفة باهظة.
واعتبرت هيئة الانتخابات أن “عناصر رئيسية (…) في النظام الانتخابي المكسيكي سمحت بالتجديد السلمي والدوري للسلطات من خلال التصويت الحر والسري صارت مهددة”.
كما أعلنت الهيئة وأحزاب المعارضة عن الطعن في التعديل أمام قضاة المحكمة العليا.
وقال القاضي السابق في المحكمة العليا خوسيه رامون كوسيو دياز أمام الحشد “نحن نثق بهم (…) للحفاظ على الحياة الديمقراطية للبلد”، واتهم الرئيس بالرغبة في “السيطرة على النظام الانتخابي”.
من جانبه، اعتبر المحامي أليخاندرو رورديغيز (61 عاما) الذي جاء أيضا “للاحتجاج” على الرئيس اليساري، أن الإصلاح “خطوة إلى الوراء للديمقراطية”، مضيفا في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن سياسته “تضر بالمكسيكيين”.
“فاسدون” يطمحون للسلطة
من جهته، وصف لوبيز أوبرادور خصومه بأنهم “فاسدون” يريدون فقط العودة إلى السلطة.
واعتبر الرئيس أن المتظاهرين يدافعون أيضا عن وزير الأمن السابق خينارو غارسيا لونا الذي أدانته محكمة في الولايات المتحدة مؤخرا بتهريب المخدرات. وكان غارسيا لونا وزيرا في عهد الرئيس اليميني فيليبي كالديرون (2006-2012).
وقال لوبيز أوبرادور الأربعاء “إنهم يأتون ليقولوا: لا تلمسوا هيئة الانتخابات الوطنية، ولكن أيضا لا تلمسوا غارسيا لونا وأساسا لا تلمسوا النظام الفاسد والمحافظ”.
وأعلن الرئيس الذي لا يزال يحظى بشعبية بعد أكثر من أربع سنوات في المنصب، عن تنظيم مسيرة في 18 آذار/مارس للاحتفال بالذكرى 85 لتأميم قطاع النفط في عهد سلفه لازارو كارديناس.
أنتُخب لوبيز أوبرادور عام 2018، ويغادر السلطة في نهاية ولايته الوحيدة التي مدتها ست سنوات وفق ما ينص عليه الدستور المكسيكي.
وبحسب استطلاعات رأي، فإن وزير خارجيته مارسيلو إبرارد ورئيسة بلدية مدينة مكسيكو كلوديا شينباوم، وكلاهما ينتميان إلى “حزب مورينا” الحاكم، هما المرشحان الأوفر حظا في سباق خلافة لوبيز أوبرادور.
وكانت أول مظاهرة للمعارضة ضد تعديل قانون الانتخابات قد نُظمت في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في شوارع مكسيكو سيتي وشارك فيها عشرات الآلاف من الناس.
بعد أسبوعين منها، حشد لوبيز أوبرادور عشرات الآلاف من المكسيكيين في مسيرة قدم خلالها حصيلة السنوات الأربع التي قضاها في السلطة.
المصدر: فرانس 24