باريس ترسل الجيش إلى كاليدونيا الجديدة وفرض حالة الطوارئ
بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة المئات، انتشر الجيش الفرنسي، الخميس 16 أيار/ مايو 2024، في أرخبيل كاليدونيا الجديدة، لإعادة الهدوء والنظام، والذي استوجب فرض حالة الطوارئ، وقف أعمال العنف.
ولمواجهة أعمال العنف التي بدأت، مساء الإثنين، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال إرسال الجيش لـ”تأمين” الموانئ ومطار نوميا المغلق منذ يومين، مؤكدا عزم باريس إرسال ألف عنصر أمن إضافي.
وأكد المفوض السامي للجمهورية لوي لوفران إن ليلة الأربعاء الخميس كانت “أقل عنفا”، معربا عن أسفه لوقوع “اشتباكات كبيرة جدا” قادها من أسماهم “دعاة الاستقلال”. ورغم الهدوء النسبي، حدثت بعض أعمال نهب وحرائق في مناطق متفرقة من نوميا، وفقا للوفران.
وبدأ سكان بتنظيم حماية خاصة لأحيائهم وأقاموا حواجز رفعوا عليها الأعلام البيضاء. وتحدث لوفران عن “كمائن نُصبت للشرطة” التي تعرّضت “لإطلاق نار كثيف من بنادق صيد”.
كما فرض الخميس حظر تجوال وحجب استخدام تطبيق تيك توك، وأكد المفوض السامي أن “جسرا جويا” بين فرنسا والإقليم سيمكن من نقل التعزيزات الأمنية والمعدات العسكرية بسرعة.
وألغيت الخميس محادثة عبر الفيديو، كانت مقررة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسؤولين المنتخبين محليا الذين رفضوا “الحوار” معه إثر الاحداث الجارية، وفقا للرئاسة الفرنسية.
اتهم وزير الداخلية الفرنسي الخميس، أذربيجان بالتدخل في الأرخبيل، وقال لقناة فرانس 2 إن “أذربيجان ليست خيالا، إنها حقيقة”، معربا عن أسفه لأن بعض الاستقلاليين عقدوا اتفاقا” مع هذا البلد، مضيفا أن “هذا أمر لا جدال فيه”، مؤكدا أن فرنسا على الرغم من “محاولات التدخل” تظل “ذات سيادة في الداخل”.
ودانت وزارة الخارجية في باكو اتهامات “لا أساس لها”، نافية “وجود أي صلة بين قادة النضال من أجل الحرية في كاليدونيا وأذربيجان”.
واندلعت أعمال الشغب، مساء الإثنين، في كاليدونيا الجديدة، التي استعمرتها فرنسا في القرن الـ19، وذلك بعد تعبئة ضد الإصلاح الدستوري، الذي يهدف إلى توسيع من يسمح له بالمشاركة في الانتخابات المحلية، ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك “سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر”.
المصدر: مونت كارلو الدولية