تايوان سترفع نفقاتها العسكرية إلى مستوى قياسي

أعلنت تايوان، أمس (الخميس)، عزمها على زيادة موازنتها العسكرية التي ستصل إلى مستوى غير مسبوق، في أجواء تصاعد الخلافات مع الصين التي نفذت هذا الشهر مناورات عسكرية غير مسبوقة قبالة سواحل الجزيرة.
واقترحت تايبيه موازنة عسكرية جديدة بقيمة 415.1 مليار دولار تايواني (13.7 مليار يورو) للعام المقبل، بزيادة قدرها 13 في المائة بالمقارنة مع موازنة العام الماضي.
وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن البرلمان التايواني ينبغي أن يوافق على هذا المبلغ القياسي.
ويسجل الإنفاق الدفاعي المزمع نمواً للعام السادس على التوالي في الإنفاق الدفاعي للجزيرة منذ عام 2017.
وقالت المديرية العامة للموازنة والمحاسبة والإحصاء، في بيان، إنه سيتم تخصيص مبلغ لشراء طائرات مقاتلة.
وأدت المناورات العسكرية الضخمة التي قامت بها الصين، خلال الشهر الحالي، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، إلى تصعيد التوتر في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى منذ سنوات، ما زاد المخاوف من استخدام بكين القوة للسيطرة على الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها.
وما زالت بكين متفوقة عددياً وبفارق كبير على تايوان، التي يضم جيشها 88 ألف جندي في سلاح البر، مقابل مليون رجل للصين، حسب تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وحدّثت الجزيرة أسطولها القتالي المتقادم في السنوات الأخيرة، وسط مخاوف متزايدة من عمل عسكري من قِبَل الصين، واستمرار طلعات الطائرات الصينية المتكررة في منطقة تحديد الدفاع الجوي.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع إن تايوان ستبدأ، العام المقبل، في نشر أنظمة دفاع بطائرات مسيّرة على جزرها البحرية، بعد ظهور مقطع مصوَّر لجنود تايوانيين يرشقون طائرة صينية مسيّرة بالحجارة أثناء تحليقها فوق موقع حراسة بالقرب من ساحل الصين.
ويُظهر المقطع المصور القصير، الذي تم تداوله أولاً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية قبل أن تنشره وسائل الإعلام التايوانية، جنديين يرشقان طائرة مسيرة اقتربت من موقع حراستهما بالحجارة.
وفي بيان صدر في وقت متأخر، أول من أمس (الأربعاء)، قالت القيادة الدفاعية لمجموعة جزر كينمن التي تسيطر عليها تايوان، وتقع قبالة مدينتي شيامن وتشوانتشو بالصين، إن الحادث وقع في 16 أغسطس (آب) في جزيرة إردان، وأكدت أن الجنود ألقوا الحجارة لإبعاد ما سمته «طائرة مسيرة مدنية».
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان منفصل، إنها ستنشر أنظمة مضادة للطائرات المسيرة، اعتباراً من العام المقبل، وسيتم وضعها أولاً على الجزر الأصغر. وأضافت أن «الضباط والجنود على المستويات كافة سيواصلون توخي اليقظة وفقاً لمبدأ (عدم تصعيد النزاعات أو إثارة الخلافات)».
إلى ذلك، أثارت زيارة من جانب أحد رموز المعارضة التايوانية للصين، بعد أسابيع من إطلاق بكين صواريخ فوق الجزيرة، انتقادات في الداخل، رغم جهوده لانتقاد التدريبات.
ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن أندرو هسيا، نائب رئيس الحزب القومي (الكومينتانغ)، تعبيره عن استياء الشعب التايواني من رد الصين على الزيارة التاريخية التي قامت بها بيلوسي، بحسب بيان أصدره الحزب في وقت متأخر، أول من أمس (الأربعاء).
ودعا هسيا أيضاً إلى استئناف المحادثات عبر المضيق وإقامة المزيد من الروابط الجوية، خلال الاجتماع الذي عُقد بالقرب شنغهاي مع تشانج تشيجون، رئيس جمعية العلاقات عبر مضيق تايوان. وتستخدم بكين المنظمة لإدارة شؤونها مع تايوان.

المصدر: الشرق الأوسط