ترحيب دولي واسع بالاتفاق بين الحكومة الإثيوبية والمتمردين

قوبل اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الإثيوبية و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، بترحيب دولي واسع، على أمل إنهاء النزاع الدامي المستمر منذ عامين تقريباً، مودياً بآلاف الأرواح وتسبب في أزمة إنسانية خانقة شمال البلاد.
وقال وسيط الاتحاد الأفريقي الخاص، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، عقب محادثات ماراثونية في جنوب أفريقيا، إن «طرفي النزاع الإثيوبي اتفقا رسمياً على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق»، مؤكداً أن «اليوم بدأت حقبة جديدة لإثيوبيا، لمنطقة القرن الأفريقي، وبالحقيقة لأفريقيا كلها».
بدوره، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«خطوة أولى موضع ترحيب»، كما قال الناطق باسمه.
فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية، الخميس، عن ترحيب المملكة بما توصلت إليه الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي من «اتفاق سلام دائم ينهي حالة الصراع والاقتتال بين الطرفين، ويؤكد على تطلعهما لمستقبل من التوافق ووحدة الصف والعمل على تنمية التعافي الاقتصادي».
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، عبّرت وزارة الخارجية عن «تثمين المملكة لما تضمنه الاتفاق من تأكيد على أهمية السماح للمنظمات الإغاثية والإنسانية بالدخول إلى مناطق الصراع لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وحماية العاملين في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية».
ورغم نزاعها مع إثيوبيا حول «سد النهضة» على نهر النيل، رحبت مصر باتفاق «وقف العدائيات»، وتمنت أن «يسهم في إحلال السلام الدائم في إثيوبيا»، التي وصفتها بـ«الشقيقة». وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية المصرية، إن بلاده أعربت عن تمنياتها بأن «يسهم الاتفاق في إحلال السلام الدائم في إثيوبيا، وأن يتيح الفرصة لحكومة وشعب إثيوبيا الشقيق لإزالة آثار النزاع ومعالجة أسبابه، وتضميد الجروح وإعادة بناء السلام الاجتماعي».
وأضاف أن «إحلال السلام في إثيوبيا يُعد أملاً ومطلباً لجميع شعوب القارة الأفريقية؛ نظراً لأهمية ذلك في تعزيز بنية السلم والأمن والاستقرار بالقارة، وفي منطقة شرق أفريقيا على وجه الخصوص».
في إطار ردود الفعل، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين، إنها «تمثل خطوة مهمة نحو السلام. وآمل أن تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وتمهد الطريق لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والفظائع».
وكان الوفدان في بريتوريا، شددا على احترام الاتفاق. وأثنى رئيس الوفد الحكومي مستشار الأمن القومي لآبي أحمد، رضوان حسين، على الجانبين، مشيداً بـ«انخراطهما البناء في السماح للبلد بوضع فترة النزاع المأساوي هذه خلفنا».
من ناحيته، قال رئيس وفد متمردي تيغراي غيتاتشو رضا، إن المتمردين «على استعداد لتطبيق هذه الاتفاقية وتسريعها». وأضاف: «من أجل معالجة مصاعب شعبنا، قدمنا تنازلات لأننا نريد بناء الثقة».
حضر توقيع اتفاق السلام الرئيس الكيني السابق أهورو كينياتا والوسيط الأفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو، ومبعوثا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

المصدر: الشرق الأوسط