«جبهة الخلاص» التونسية تدعو لحكومة إنقاذ لمنع «انهيار» الدولة
قال أحمد نجيب الشابي، زعيم «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة في تونس، اليوم (الجمعة)، إن الجبهة تستنكر تنصيب رئيس حكومة جديد غير معروف للتونسيين ولا يملك رؤية واضحة، داعياً إلى تكوين حكومة إنقاذ لمنع «انهيار» الدولة. وأضاف الشابي في مؤتمر صحافي للجبهة أن الرئيس التونسي قيس سعيد اختار «شخصاً نكرة لا أحد يعرفه في تونس، ولا يملك رؤية ولا برنامجاً، ولا يملك مقدرة سياسية، وسيرته لا تبعث على التفاؤل». وأقال سعيد رئيسة الحكومة نجلاء بودن، يوم الأربعاء في وقت متأخر من الليل، وعين بدلاً عنها أحمد الحشاني، في وقت تتخبط فيه البلاد في أزمة اقتصادية ومالية حادة، ويتزايد فيه السخط في الشارع بسبب أزمة غياب المواد الاستهلاكية الأساسية وارتفاع الأسعار.
والحشاني خبير متقاعد في القانون، وحاصل على درجة الماجستير في القانون، وهو من أطر وزارة المالية والبنك المركزي؛ إذ كان يشغل منصب مدير الشؤون القانونية. وتابع الشابي قائلاً: «نستنكر الاختيار والأسلوب… وتونس في أشد الحاجة لحكومة إنقاذ وبرنامج إصلاحات»، محذراً من «انهيار» للمؤسسات في حال لم يتم الدفع بحكومة إنقاذ، ومؤكداً أن تونس «تغرق وأصبحت قضية دولية». وأطاح الرئيس سعيد قبل عامين بالأحزاب من الحكم، وحل البرلمان وعدة هيئات دستورية أخرى، عقب إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 من يوليو (تموز) 2021، بدعوى مكافحة الفساد والفوضى بمؤسسات الدولة.
وشددت «جبهة الخلاص الوطني» على أن تشكيل الحكومة الجديدة يجب أن يكون من خلال التشاور، وأن تكون لها صلاحيات اتخاذ القرارات ذات البعد الاقتصادي، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وأيضاً رفع اليد عن القضاء والإفراج عن المعتقلين.
من جهته، قال عبد اللطيف المكي، أمين عام حزب «العمل والإنجاز» وعضو «جبهة الخلاص»، في تصريح لوكالة أنباء «العالم العربي»، إن «الوضع بشكل عام في تونس، بكل أبعاده السياسية، وخاصة الاقتصادية، يتطلب حلاً سياسياً حتى تستقر الأمور في البلاد، كما يتطلب تعاون الجميع من أجل الخروج من المأزق، الذي نعيش فيه حالياً، وأن نخاطب العالم بصوت تونسي واحد». وكان الرئيس سعيد قد أكد أول من أمس أن بلاده «لن تعود أبداً إلى الوراء، وستعمل على تحقيق إرادة الشعب، والوصول إلى العدل وتحقيق الكرامة الوطنية»، وعبر عن ثقته في قدرة الرئيس الجديد للوزراء على الحفاظ على الدولة، وتناغم مؤسساتها وتكاملها. وأضاف المكي أن الرئيس التونسي يعمل على «إلقاء اللوم على المعارضة وعلى الحكومة في الفشل، الذي تعاني منه مؤسسات الدولة في القيام بمهامها تجاه المواطنين»، مشيراً إلى أن «استبدال بالسيدة (نجلاء) بودن، رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني، عملية إلهاء، ومحاولة لكسب الوقت على أمل تحسين الأوضاع في تونس». بدوره، قال عز الدين الحزقي، عضو «جبهة الخلاص الوطني»، إن خطوة تغيير رئيس الحكومة «لن تقدم أو تؤخر في الوضع الحالي في البلاد، ما لم يتم تغيير الطريقة والأسلوب في إدارة شؤونها؛ لأن الوضع الذي وصلت إليه تونس حالياً يستدعي إعادة النظر في منهج إدارة الدولة المتبع حالياً». ورأى الحزقي أن الأمور في تونس «لن تنصلح ما دام المنهج الحالي في إدارة الدولة موجوداً، وما لم يتم العمل على تغييره بآخر يمكنه السير بالبلاد نحو بر الأمان»، مبرزاً أن «جبهة الخلاص»، «تعمل على تغيير الوضع الحالي في تونس من خلال الوسائل القانونية والدستورية، وعبر القيام باحتجاجات ومظاهرات شعبية».
المصدر: الشرق الأوسط