“حديقة حيوان رفح” تبحث عن مأوى جديد لها وسط الحرب
أصبح لسكان “حديقة حيوان رفح” مأوى جديد في خان يونس بعد أن هرب بها أصحابها من الصراع في جنوب قطاع غزة حيث تعهدت إسرائيل توسيع هجومها، مما دفع عديداً من الفلسطينيين إلى البحث عن مأوى في أماكن أخرى.
وتدير عائلة “جمعة” حديقة حيوان رفح منذ 24 عاماً. وقالت العائلة إن الصراع المستمر يهدد سلامة وصحة الحيوانات وأصحابها.
وقال أحمد جمعة، حارس الحديقة وأحد ملاكها، إن العائلة فرت من رفح إلى خان يونس منذ نحو أسبوع وأخذت معها أكبر عدد ممكن من الحيوانات، لكنها لم تتمكن من أخذ ثلاثة أسود كبيرة معها بسبب القتال المستمر. وأضاف أحمد “نزحنا منذ سبعة أيام تقريباً إلى خان يونس. طبعاً أخذنا أغلب الحيوانات التي في الحديقة وبقي الأسود الكبار. لم نستطع أن نجلبها، لأن الأمر أصبح خطراً علينا، إذ تقدم الإسرائيليون كثيراً فلم نخاطر بذلك. نناشد الصليب الأحمر، الوكالة (الأمم المتحدة)، والمؤسسات الدولية مساعدتنا لمحاولة جلب الأسود كل لا تمت من الجوع أو من القذائف أو أي سبب آخر”.
وأفادت وكالة “رويترز” في يناير (كانون الثاني) الماضي، بأن نازحين استخدموا “حديقة حيوان رفح” كمأوى لهم. وكثيرون ممن لجأوا إلى حديقة الحيوان كانوا من العائلة الأكبر لأحمد جمعة، الذين كانوا يعيشون في مناطق مختلفة من القطاع قبل أن تدمَر منازلهم في الصراع.
والآن وجدت العائلة مأوى لها وللحيوانات على قطعة أرض في خان يونس.
وقالت جنى جمعة، ابنة أحد ملاك الحديقة، “نطعم القرود الجائعة كل يوم صباحاً بازيلاء، وحمص، وفول، وفصوليا، أي شيء، إذ لم ندبر طعاماً حتى لأنفسنا، نتمنى أن نحصل على أكل للقرود. لا نستطيع النوم هنا في الليل من صوت الزنانة (طائرات الاستطلاع) والطيران، وهناك قصف في خان يونس، يعني دمروا غزة كلها، وهم الآن يدمرون رفح، ويريدون تدمير دير البلح. لم يعد هناك أماكن آمنة”.
وأعرب فتحي جمعة، أحد ملاك حديقة الحيوان، عن أمله في أن تساعدهم الجهات المعنية في إجلاء الحيوانات المتبقية.
وقال “الحديقة تم إنشاؤها في سنة 1999-2000، والآن عمرها تقريباً من 24 إلى 25 سنة. طبعاً الحديقة مشروع ترفيهي غير ربحي، وهو المشروع الوحيد في قطاع غزة، وجدد مناشدة الجهات المسؤولة والصليب الأحمر ووكالة الأونروا لمساعدتهم في إجلاء الثلاثة أسود الكبيرة.
وتصف إسرائيل مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر بأنها آخر معقل لـ”حماس”. وتشعر القوى الغربية بقلق إزاء مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك على رغم التأكيدات الإسرائيلية بشأن الضمانات الإنسانية.
المصدر: اندبندنت عربية