خامنئي «يبرر» الاستيلاء على ناقلتي النفط اليونانيتين

برر المرشد الإيراني علي خامنئي، الاستيلاء على ناقلتي النفط اليونانيتين، إذ أعلن أن قيام بلاده بمصادرة ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج الشهر الماضي كان رداً مباشراً على قيام الولايات المتحدة واليونان بالسطو على النفط الخام الإيراني. وأضاف خامنئي، في خطاب متلفز أمس بمناسبة إحياء الذكرى 33 لوفاة الخميني، «لقد تمت سرقة نفطنا قبالة السواحل الإيرانية، وثم قام شجعاننا بتوقيف ناقلة نفط للعدو، استرددنا ما تم سرقته منا… أنتم من سرقتم نفطنا، فمن يكون اللص؟».
واعتبر دبلوماسيون غربيون أن حديث خامنئي يرقى إلى «شرعنة» للقرصنة، فيما رفض خامنئي نفسه اتهام اليونان لإيران بـ«القرصنة» على خلفية احتجاز طهران للناقلتين اليونانيتين، بعد إعلان أثينا أنها ستسلم واشنطن نفطاً إيرانياً كان على متن ناقلة تحتجزها، تطبيقاً للعقوبات المفروضة على إيران.
كان «الحرس الثوري» الإيراني قد أعلن في 27 من الشهر الماضي احتجاز ناقلتين يونانيتين بسبب «مخالفات ارتكبتهما في مياه الخليج»، من دون أن يوضح طبيعتها. وسارعت اليونان إلى اتهام إيران بـ«القرصنة»، داعية مواطنيها إلى تجنب السفر إلى إيران. وأكدت السلطات الإيرانية حينها أنها احتجزت الناقلتين اللتين كانت كل واحدة منهما تحمل نحو مليون برميل من النفط، لأنهما ارتكبتا «انتهاكات». وجاءت الخطوة التي قامت بها إيران بعد يومين على قيام السلطات اليونانية، بالتنسيق مع نظيرتها الأميركية، بإيقاف ناقلة ترفع علم إيران ومصادرة شحنتها، في 25 مايو (أيار) الماضي.
وأفاد موقع «تانكر تراكرز»، بأن الناقلة اليونانية «دلتا بوسيدون» التي استولى عليها «الحرس الثوري» نُقلت من جزيرة لاراك إلى منطقة قبالة الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة قشم. وأوضح الموقع أيضاً أن الناقلتين اليونانيتين المحتجزتين من قبل إيران يفصل بينهما الآن ميل بحري واحد فقط.
وفي خطابه أمس، اتهم خامنئي «العدو»، خصوصاً الولايات المتحدة ودول غربية، بمحاولة استغلال احتجاجات في مدن إيرانية لاستهداف استقرار بلاده. ومنذ مطلع الشهر الماضي، سجلت في مدن إيرانية تحركات احتجاجية شارك فيها المئات، بدأت على خلفية ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية، واستمرت بعد انهيار مبنى في جنوب غربي البلاد، في حادثة أودت بحياة 37 شخصاً.
وقال خامنئي، «يعول العدو اليوم على الاحتجاجات الشعبية لضرب النظام الإسلامي»، مشيراً إلى أن هذا العدو «يأمل في أن يضع الشعب في مواجهة الجمهورية الإٍسلامية من خلال العمل النفسي، النشاطات على الإنترنت، المال، وتحريك المرتزقة». وتابع: «سبق للأميركيين والغربيين أن أخطأوا في الحساب بشأن مسائل عدة، اليوم أيضاً يخطئون الحساب إذا اعتقدوا أنهم قادرون على وضع الأمة الإيرانية في مواجهة الجمهورية الإسلامية».
وألقى خامنئي خطابه عند ضريح الخميني بجنوب طهران، في حضور مسؤولين سياسيين وعسكريين وحشد من الإيرانيين، وذلك للمرة الأولى بعد توقف لعامين بسبب جائحة «كوفيد – 19». وقال إن «أعداء» أجانب يسعون للإطاحة بحكومة إيران عبر تحميلها المسؤولية عن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وشهد الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، انطلاق تحركات ليلية في مدن عدة بعد انهيار مبنى في مدينة عبادان بمحافظة الأحواز. وتركزت الاحتجاجات الليلية شبه اليومية في هذه المدينة، إلا أنها شملت أيضاً مدناً أخرى وسط البلاد وغربها، وتخلل بعضها استخدام غاز مسيل للدموع وإطلاق نار تحذيري في الهواء من قبل قوات الأمن، وفق وسائل إعلام إيرانية. وتخلل التحركات مظاهر حداد وتضامن مع عائلات الضحايا، وهتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن انهيار المبنى واتهامات بفساد تسبب بالحادث. وكرر خامنئي السبت دعوته إلى «معاقبة» المسؤولين عن الحادث.
ويقول المتظاهرون إن الكارثة نابعة عن إهمال الحكومة والفساد المستشري ورددوا هتافات ضد المسؤولين، بمن فيهم خامنئي. وقال سكان إن هناك انقطاعاً في خدمات الإنترنت، وهي محاولة على ما يبدو لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو. وأمرت السلطات السكان بمتابعة وسائل الإعلام الرسمية فقط وتجنب «الشائعات» على وسائل التواصل الاجتماعي.
على صعيد آخر، أعرب مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن اعتقاده بتراجع فرصة إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران. وفي أعقاب محادثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، كتب بوريل على «تويتر»، أمس السبت، أن «إمكانية التوصل إلى اتفاق والعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، آخذة في التضاؤل». وأضاف بوريل: «لكن لا يزال بإمكاننا إنجاز الأمر من خلال بذل مجهود إضافي»، مؤكداً أنه كوسيط على استعداد دائم للعمل على التوصل إلى حلول للقضايا الأخيرة العالقة.
يذكر أن محادثات إنقاذ الاتفاق النووي، الذي كانت الحكومة الأميركية تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب ألغته من جانبها، باتت مهددة لأن واشنطن وطهران لم تتمكنا من الاتفاق بشأن العقوبات الأميركية التي سيتم رفعها. ويحذر دبلوماسيون غربيون منذ شهور من أن احتمال إنقاذ الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 آخذ في التراجع كلما مضت إيران قدماً في تخصيب اليورانيوم.
وكانت إيران ألزمت نفسها في الاتفاق بتقييد أنشطتها النووية مقابل رفع عقوبات غربية مفروضة عليها. وفي أعقاب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرضها عقوبات جديدة على إيران توقفت الأخيرة عن الالتزام بتعهداتها وزادت من تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ.

المصدر: الشرق الأوسط