داعش يعلن مسؤوليته عن تفجير سبها الانتحاري في ليبيا

أعلن تنظيم داعش الإرهابي على وكالة ناشر بتطبيق تليغرام أن أحد مسلحيها هو منفذ انفجار في سبها بليبيا أودى بحياة ضابط كبير بالشرطة.

وكان قد لقي ضابطان ليبيان مصرعهما، الأحد، فيما أصيب آخرون، في هجوم انتحاري نفذه إرهابيون، شمالي مدينة سبها، وسط استمرار الفوضى الأمنية التي تضرب جنوبي البلاد.

قال مصدر أمني ليبي لـ”سكاي نيوز عربية”، إن انتحاريا استهدف بوابة مفرق المازق الواقعة شمال مدينة سبها، بسيارة مفخخة مما أسفر عن مقتل ضابطين أحدهما آمر جهاز البحث الجنائي.

وأضاف المصدر، أنه جرى تلقي معلومات تفيد بوقوع هجوم شمال سبها، وبسقوط ضحايا من جراء الهجوم.

وأشار إلى أن حصيلة الضحايا المعلنة ما تزال أولوية، ومن الوارد أن تزداد في أي وقت، لأن بعض المصابين في حالة حرجة.

وكان الجيش الليبي قد أعلن منذ يومين القبض على ثلاثة من قيادات تنظيم إرهابي، عندما داهم بؤرة اختبأ فيها الإرهابيون، في بلدة تاروت جنوبي ليبيا.

ويسعى الجيش الليبي منذ شهور إلى ملاحقة العناصر المتطرفة في المنطقة، حيث رجحت مصادر مطلعة، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن يكون المقبوض عليهم على علاقة بخلية مدينة أوباري، التي ضبطت في مارس الماضي، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة.

ونعى المجلس البلدي لبلدية سبها، مقتل ضابطين من عناصر الإدارة العامة للبحث الجنائي في شرقي المدينة، وقال المجلس في بيان اطلعت عليه سكاي نيوز عربية إن الضابطين راحا ضحية الهجوم الإرهابي الغادر شرق مدينة سبها أثناء تأديتهما لواجبهما.

وطالب المجلس كافة الجهات الأمنية المعنية بالتصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية وكشف من يقف وراءها، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن البلاد.

وشدد المجلس على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لا تزيد الشعب الليبي إلا ترابطاً ووحدة وإصرارًا على دحر فلول الإرهاب وتطهير الوطن من العناصر الإرهابية.

قلاقل في الجنوب

ويعاني الجنوب الليبي منذ أعوام من انتشار الجماعات المسلحة والإرهابيين، فنشطت على أرضه قوات مرتزقة، وأيضا ما يسمى بـ”قوة حماية الجنوب” التي يقودها علي كنه، والتي شكلتها حكومة السراج، وارتكبت “جرائم” بحق المدنيين في مرزق، إضافة إلى نشاط خلايا تنظيم داعش في بعض المناطق، وبعض المجموعات القبلية الخارجة عن القانون.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، إن هناك ترديا كبيرا في الأوضاع بالجنوب الليبي وهناك تهميش كبير من الحكومات المتعاقبة لفرض الأمن هناك مما أدى لانتشار جماعات مسلحة وجماعات إرهابية أخلت بالأمن هناك.

وأضاف حمزة في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، أن ما يحدث في الجنوب الليبي لا يخدم مصلحة الوطن ويؤثر على كافة البقاع في ليبيا بل يمتد أيضا لدول الجوار.

وتابع حمزة أن الجنوب ييعد بوابة الرخاء لليبيين، نظرا لما يزخر به من ثروات، لكن التهميش الذي يعاني منه الآن سيجعل من الجنوب بوابة للجحيم، متسائلا لمصلحة من يصبح الجنوب بهذا الشكل.

وطالب حمزة الحكومة بالوقوف أمام مسؤوليتها لحل الأزمة في الجنوب، ومساعدة الجيش الليبي لفرض الأمن هناك حتى لا تتزايد الفوضى هناك.

تتجاوز مساحة إقليم فزان التاريخية أكثر من نصف مليون متر مربع، وهو غني بالموارد الطبيعية، إذ توجد به احتياطات واسعة من النفط، خصوصا في حوض مرزق وبمنطقة غات، إضافة إلى الثروات المعدنية، وأيضا الأراضي الجيدة الصالحة للزراعة، كما يمثل حوض الكفرة به المصدر الرئيسي للنهر الصناعي الذي يغذي بقية المناطق الليبية بمياه الشرب.

وعلى مدى عشر سنوات في ليبيا، ومنذ إطاحة نظام معمر القذافي، يشهد الجنوب الليبي حالة مزرية، أصابت الوضع الإنساني هناك بكارثة، فإلى جانب نقص المواد الغذائية والسيولة المالية، وعدم توافر متطلبات الحياة هناك، شهد الجنوب الليبي مؤخراً تدفقاً كبيراً للإرهابيين هناك، من بقايا خلايا داعش والقاعدة، بعد التضييق عليهم من قوات الجيش الليبي.

المصدر: سكاي نيوز عربية