سبعة مستشفيات خارج الخدمة في غزة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة خروج سبعة مستشفيات عن الخدمة، من بينها مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال، ويعد المركز الوحيد لأمراض قلب الأطفال، الأمر الذي يزيد العبء على مستشفيات غزة المتبقية. وتضم غزة 35 مستشفى، منها 13 حكومي.
وزاد الضغط في محافظتي شمال القطاع ومدينة غزة على المستشفيين الحكوميين الرئيسيين، واللذين يغطيان محافظتي الشمال ومدينة غزة، وهما الإندونيسي، شمال القطاع، ومجمع الشفاء الطبي، وسط مدينة غزة، والذي يغطي النسبة الأكبر من العمليات، ويستقبل الحالات الحرجة وتلك التي تحتاج إلى البقاء في قسم العناية المركزة بشكل أكبر.
كان مستشفى بيت حانون أول من خرج عن العمل بعد استهداف مباشر لمرافقه، وكان الأول الذي تعرض للتهديد بالإخلاء الكامل كونه يقع على الخط الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي. في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كان مستشفى الدرة للأطفال على موعد مع انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وأطلق الجيش الإسرائيلي الذي كان يقصف مواقع مدنية قرب المستشفى قذائف للإخلاء لتسهيل عملياته العسكرية، لكنه أطلق على المستشفى قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، ما دفعهم إلى الإخلاء سريعاً خشية الأسوأ.
ويقول المدير العام للشؤون الإدارية في وزارة الصحة محمود حماد إن مستشفى الدرة كان يقدم خدمات لعشرات آلاف الأطفال في المناطق الشرقية للمدينة. لكن لم يعد في استطاعة الكادر الطبي التعامل مع حالات الطوارئ للأطفال، والذين يتم تحويلهم إلى مجمع الشفاء الطبي الذي يشهد اكتظاظاً في أعداد المصابين. ويقول حماد لـ”العربي الجديد”: “المستشفيات التي توقفت عن الخدمة كانت تصارع لتقديم الخدمات الطبية، لكن الاحتلال الإسرائيلي قتل كل السبل للحصول على الإمدادات الطبية واستهدف المستشفيات. يضاف إلى ما سبق صعوبة توفير الوقود لمجمع الشفاء الطبي وكافة المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى في القطاع”.
ويشير إلى أن نفاد الأدوية واللوازم الطبية والوقود ينذر بكارثة إنسانية، إذ إن المرضى في العناية المركزة والأطفال في الحضانات معرضون للخطر والموت المحتم، كما أن مخازن وزارة الصحة خالية من الأدوية.
وتعرض مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة لأضرار بالغة نتيجة القصف الإسرائيلي للمستشفى ومحيطه، ودمرت الطرقات المؤدية إليه والمحيطة به، ما أدى إلى توقفه عن الخدمة. ويقدم المستشفى خدماته للأشخاص ذوي الإعاقة، وخصوصاً الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي والوظيفي وغيرها بالمجان.
الصورة
هذا المستشفى كان قد قصف في مايو/ أيار عام 2021 خلال العدوان الإسرائيلي، ما أدى إلى تضرره. وفي شمال مدينة غزة، توقف مستشفى الكرامة التخصصي عن تقديم الخدمات، بعدما ارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر في حي وأبراج الكرامة خلال الأيام الاخيرة.
وأطلقت وزارة الصحة نداء للكوادر الصحية المتقاعدة للالتحاق بالعمل فوراً في المرافق الصحية نتيجة حاجتها لعاملين لتغطية الأزمة الحالية، وفتح باب التطوع لكل من يحمل شهادة في القطاع الصحي.
كما تلقى مجمع الشفاء الطبي، صباح الخميس الماضي، تهديداً بالاخلاء، لكن الإدارة رفضت، وخصوصاً أنه يقدم جميع الخدمات الطبية، ويضم العدد الأكبر من الأسرة وغرف العمليات والأقسام الطبية. من جهته، يستمر عمل مستشفى المعمداني على الرغم من المجزرة التي حلت به، وخصوصاً في الأقسام التي لم تصب بأضرار بالغة نتيجة القصف الإسرائيلي.
كذلك الحال مع مستشفى العودة الذي تعرض لتهديد بالإخلاء كونه يقع شمال قطاع غزة منذ ستة أيام. لكن إدارة المستشفى لا تزال ترفض الإخلاء، كما يقول مدير مستشفى العودة أحمد مهنا لـ”العربي الجديد”. وشكلت إدارة المستشفى خلية للعمل على مدار الساعة. وأصبح معظم العاملين فيه يقيمون في المستشفى رغماً عن قلة الإمكانيات الطبية ونقصها، كما أن نقص الوقود يمكن أن يدفعهم للتوقف عن العمل. يضيف مهنا: “الإخلاء خلاء خمس ساعات غير منطقي. لا يوجد مكان لنقل المرضى في غرف العناية المشددة. مستشفى الشفاء على سبيل المثال بات ممتلئاً بالمصابين والمرضى، واستطعنا تحويل بعض الحالات فقط. ممتلئ جداً، وهناك حالات ممكنة حولناها إلى مستشفى الشفاء، وما زلنا نتعامل مع الحالات الطارئة وتصلنا عائلات باكملها تضم مصابين، ومعظم إصابات الأطفال تحتاج إلى تدخل كبير”. كما أدت الغارات إلى خروج مستشفى العيون الدولي عن الخدمة بعد قصفه بشكل مباشر.
المصدر: العربي الجديد