عودة احتجاجات لبنان.. صرخات موجعة وسط انهيار شبه شامل
تحت وطأة الظلام الحالك الذي يلف العاصمة اللبنانية بيروت وكافة المناطق اللبنانية دون استثناء، أقدم محتجون على قطع الطرق الاثنين عند تقاطعات رئيسية في بيروت ومداخلها احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها لبنان.
وشملت الطرق المقطوعة في بيروت تقاطعات منطقة فردان، عائشة بكار ودار الطائفة الدرزية وهي الأحياء التجارية في العاصمة.
وقطع محتجون الطريق في ساحة الشهداء عند مسجد محمد الأمين، وسط العاصمة اللبنانية ومداخل الضاحية الجنوبية لبيروت عند منطقة قصقص وكورنيش المزرعة الرئيسي.
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية تحرّكات شعبية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور قيمة العملة الوطنية.
وفي طرابلس، شمالي لبنان قطع عدد من المحتجين الطريق عند ساحة عبد الحميد كرامي “النور” لبعض الوقت، في حين أقدم محتجون على قطع الطريق عند طلعة مشروع القبّة أيضا.
وأفادت غرفة “التحكم المروري” في تغريدة على حسابها عبر “تويتر” عن “قطع السير عند مستديرة إيليا في مدينة صيدا. وأعرب المحتجون عن سخطهم وعدم قدرتهم على التحمل وأعلنوا عن ثورتهم على من قرر تجويعهم.
وقال مواطن في منطقة كورنيش المزرعة لموقع سكاي نيوز عربية: “لن نخرج من الشارع… أتمنى الموت على أن يجوع أولادي، وسأموت هنا ”
وقال آخر:” نزلنا ونحن ننادي بأعلى صوتنا المواطنين للنزول الى جانبنا في الشارع”، وتساءل: “ماذا ينتظر هؤلاء؟”.
وقال أبو العبد العيتاني، من منطقة الطريق الجديدة في بيروت، لموقع سكاي نيوز عربية: “لا كهرباء ولا بنزين ولا دواء ولا مازوت ولا مستشفى ولا طعام.. كيف لنا أن نترك الشارع؟ ونتمنى من الاعلام البقاء الى جانبنا”.
وقاطعت الزوجة زوجها مضيفة: “يجول جابي الكهرباء ليقبض ثمن فواتير الكهرباء من منازل الشعب، كم هو معيب ما يقوم به جابي كهرباء ولبنان بلا كهرباء”.
وقال محمد البيروتي: “كفى إذلالا، لا نخاف الموت… نحن مجموعة لا تستطيع السفر ومغادرة لبنان، لم يعد بإمكاننا العيش بكرامة نحن وعائلاتنا، من يعمل منا يتقاضى مبلغ مليون ليرة لبنانية، لا تكفيه لإطعام عائلته ليومين متتاليين، ومن لا يعمل يموت جوعاً”.
صرخة أخرى لمواطن من القلب، رفض الخروج من الشارع، مطالباً اللبنانيين بضرورة البقاء إلى جانبه في حركة احتجاج دائم والمطالبة بحقوق الشعب كاملة”.
وهبطت قيمة العملة المحلية إلى أدني مستوى لتصل إلى 14 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، فيما لا يزال السعر الرسمي للدولار 1510 ليرات وسط أخبار نشرت في وسائل إعلام محلية عن إمكانية صعود سريع لسعر صرف الدولار في السوق السوداء في الأيام المقبلة.
ويتخوّف اللبنانيون في الوقت الراهن من مشهد سوداوي جدّاً على صعيد الوضع الاقتصادي، وعلى وجه الخصوص من المستوى الذي يتّجه إليه سعر صرف الدولار.
المصدر: سكاي نيوز عربية