في محاولة لتجنب الإعتماد على إيران… توقيع وثيقة لتزويد العراق بالكهرباء من الأردن
وقع الأردن والعراق الأحد وثيقة لتزويد الجانب العراقي بالطاقة الكهربائية، بقدرة 40 ميغاواط في المرحلة الأولى، في خطوة ستخفف الضغوط على بغداد التي تعاني من أجل تغطية الطلب المحلي المتزايد.
ووقع الوثيقة عن الجانب الأردني مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة، وعن الجانب العراقي مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ المنطقة الوسطى رياض عريبي مكلف.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، عن الرواشدة قوله إن الاتفاقية تأتي في إطار تطلع الجانبين الأردني والعراقي إلى البدء في تأسيس الربط الكهربائي المشترك، والذي سيساهم في تعزيز تبادل الطاقة في الجانبين.
وذكر أن الاتفاقية تأتي كجزء من خطة عربية أشمل للسوق العربية المشتركة للطاقة مستقبلا. وأضاف “الآن استكملنا جميع الإجراءات الفنية للمرحلة الأولى بقدرة 40 ميغاواط، فيما يجري العمل حاليا على تجهيز المرحلة الثانية التي يتوقع أن تتم خلال الربع الثالث من 2024”.
وبعد اكتمال المرحلة الثانية، سيكون مجموع القدرة التي سيتم تزويد العراق بها حوالي 150 – 200 ميغاواط.. “ومع تطور مراحل الربط على المدى المتوسط يمكن أن تصل قدر التزويد إلى 500 ميغاواط”، وفق المسؤول الأردني.
وكان الجانبان قد وقعا مذكرة تفاهم في ديسمبر/كانون الأول/2018 بين وزارة الكهرباء العراقية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية بهدف سعي الجانبين إلى التعاون في مجال الكهرباء وإنشاء شبكة ربط كهربائية متزامنة بين البلدين.
كما تم في سبتمبر/أيلول 2020 توقيع عقد بيع الطاقة الكهربائية بين شركة الكهرباء الوطنية والشركة العامة لنقل الطاقة/ المنطقة الوسطى لتزويد الجانب العراقي بقدرة كهربائية تتراوح ما بين 150-200 ميغاواط، إضافة إلى توقيع آلية تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الأردني العراقي بين شركة الكهرباء الوطنية والشركة العامة لنقل الطاقة/ المنطقة الوسطى بتاريخ 15/7/2021، وذلك من خلال إنشاء خط نقل هوائي 400 ك.ف كمرحلة أولى يربط محطة تحويل الريشة في الجانب الأردني ومحطة تحويل القائم في الجانب العراقي بطول 6 كم في الأراضي الأردنية و330 كم في الأراضي العراقية.
وتم وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي الأردني العراقي في ّأكتوبر/تشرين الأول 2022 تحت رعاية رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ويذكر أن المرحلة الثانية من المشروع ستكون باستكمال الربط الكهربائي التزامني على جهد 400 ك.ف. والذي سيتطلب استكمال تدعيمات الشبكة الكهربائية في كلا الجانبين.
ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارات أحياناً إلى 50 مئوية.
ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية. وفي يونيو /حزيران الماضي، دخل مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج حيز التنفيذ، وسط خطط بغداد لتأمين احتياجاتها من الكهرباء بالتزامن مع زيادة الطلب محليا، بحسب ما أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.
ومن المقرر أن يمتد خط الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج من محطة الوفرة في الأراضي الكويتية إلى محطة الفاو جنوب العراق، بسعة تصل إلى 600 ميغاوات كمرحلة أولى.
كما يعتزم العراق استيراد الكهرباء من تركيا، في مسعى من بغداد لسد النقص لحين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي. وترتبط الشبكة الكهربائية الأردنية مع الشبكة المصرية بكابل بحري يمتد عبر خليج العقبة بطول 13 كيلومترا وبقدرة تحمّل تصل إلى 550 ميغاواط.
ودأب عراقيون على ربط أزمة الكهرباء المزمنة بأسباب سياسية تتمثّل في حرص الأحزاب الشيعية الحاكمة والشخصيات النافذة المرتبطة بإيران على إبقاء العراق في حالة تبعية لطهران في هذا المجال الحيوي، وهو الوضع الذي لم تجرؤ الحكومات المتعاقبة على تغييره.
المصدر: وكالات