كييف تواصل استهداف الداخل الروسي… وموسكو تواصل التبخيس بالهجوم المضاد
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين أن الضربات على المنشآت العسكرية الأوكرانية «ازدادت بشدة» رداً على الهجمات على الأراضي الروسية. وقال إنّ «كثافة ضرباتنا على المنشآت العسكرية الأوكرانية، بما فيها تلك التي تدعم هذه الأعمال الإرهابية، ازدادت بشدة…»، وفي موازاة ذلك تابعت المسيرات الأوكرانية استهداف الداخل الروسي القريب من حدودها.
وكان شويغو يؤشر خصوصاً إلى هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت شبه جزيرة القرم أو الأراضي الروسية، كما حدث في موسكو الأحد، حيث لحقت أضرار بمبنيَين في حي تجاري. وقال: «نظراً لتطور الوضع، تمّ اتخاذ خطوات إضافية لتحسين الدفاعات ضد الهجمات الجوية والبحرية».
كما أكد أنّ الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في أوائل يونيو (حزيران) الماضي بعد أشهر من الاستعداد، «غير مثمر»، مشيراً إلى أنّ «الأسلحة الغربية المقدَّمة لا توصل إلى النجاح، بل تؤدي فقط إلى إطالة أمد الصراع».
وبدوره، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحافيين إن «الموارد التي أرسلها حلف شمال الأطلسي بمليارات الدولارات إلى نظام كييف يجري في الواقع استهلاكها دون كفاءة أو جدوى». وأضاف أن كييف لهذا السبب تلجأ إلى «تصرفات يائسة» مثل شن هجوم بطائرات مسيرة على حي الأعمال بموسكو. وأوضح للصحافيين أن «جميع التدابير الممكنة» يجري اتخاذها في موسكو وغيرها للحيلولة دون (تكرار) مثل هذه الهجمات.
وفي وقت سابق، وصف الكرملين هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت موسكو بأنّها «أعمال يائسة» من قبل أوكرانيا بسبب نكسات في الميدان. في حين اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذه الضربات تؤشر إلى «وصول الحرب إلى داخل روسيا».
وقال: «تدريجيا، الحرب تعود إلى أرض روسيا، (تطال) مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذا مسار لا مفرّ منه، طبيعي، وعادل بلا ريب».
وأعلنت كييف الاثنين أن القوات المسلحة الأوكرانية تمكنت من استعادة ما يقرب من 15 كيلومتراً مربعاً من القوات الروسية المحتلة، خلال الهجوم المضاد الذي شنته الأسبوع الماضي.
وتمثل الأراضي التي تمت استعادتها على طول الخطوط الأمامية في جنوب أوكرانيا تحديداً، الجزء الأكبر من المكاسب، حيث بلغت مساحتها 12.6 كيلومتر مربع، وفق ما ذكره نائب وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار.
أما في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، استعاد الجنود الأوكرانيون مساحة أخرى تبلغ كيلومترين مربعين، بالقرب من مدينة باخموت التي تسيطر عليها القوات الروسية، وفق ما قاله ماليار. وفي المجمل، تمت استعادة أكثر من 240 كيلومترا مربعا منذ بداية الهجوم المضاد الأوكراني، قبل نحو ثمانية أسابيع.
ولا تزال روسيا تسيطر على أكثر من 100 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، التي تشمل شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، والتي كانت روسيا ضمتها لها في عام 2014.
وميدانياً، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب 43 آخرون بجروح جراء قصف صاروخي روسي طال مبنى سكنياً في مدينة كريفي ريغ في وسط أوكرانيا، وفق حصيلة جديدة أوردها وزير الداخلية إيغور كليمنكو الاثنين.
وقال الوزير إنّ «الروس استهدفوا المدينة بصاروخين»، مشيراً إلى أنّ أحد الصواريخ دمّر «مبنى سكنياً». وأفاد بأن حصيلة جديدة خلال منتصف النهار، هي أربعة قتلى و43 جريحاً، موضحاً أنّه تمّ إنقاذ ثلاثة من السكان وإجلاء 30 آخرين.
من جهته، قال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك سيرغي ليساك، إنّ طفلاً يبلغ من العمر 10 أعوام كان من بين القتلى. ووفق وزير الداخلية، فقد أصاب الصاروخ الثاني مبنى تعليمياً.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي عبر «فيسبوك»: «لقد أصابوا مباني سكنية ومبنى جامعياً… لسوء الحظ هناك قتلى وجرحى. قد يكون هناك أناس تحت الأنقاض».
ونشر زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي لقطات تُظهر تصاعد دخان أسود من فجوة ضخمة في واجهة مبنى. كذلك أظهرت الصور المبنى التعليمي وهو مدمّر في الوسط. وتعرف كريفي ريغ بإنتاج الصلب، كما أنها مسقط رأس الرئيس زيلينسكي.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت موسكو، أن هجوما أوكرانيا بطائرة مسيّرة استهدف مركزا للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الأحد – الاثنين، من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا، وفق ما أعلن مسؤول محلي.
وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إن «القوات الأوكرانية هاجمت خلال الليل مقاطعة تروبتشفسكي… أصابت طائرة مسيّرة مركز الشرطة في هذه المقاطعة. لا ضحايا»، مشيرا إلى تعرّض النوافذ وسقف المبنى لأضرار جراء الهجوم.
المصدر: الشرق الأوسط