محكمة إسرائيلية ترجئ النظر في قرار إجلاء عائلتين فلسطينيتين بالقدس الشرقية

قررت المحكمة المركزية الإسرائيلية الأربعاء تأجيل النظر في قرار إجلاء أفراد من عائلتين فلسطينيتين ممتدتين من بيوتهم لمصلحة مستوطنين إسرائيليين في حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة، بعد أسابيع على قرار مماثل بشأن حي فلسطيني آخر.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أعلنت في 9 مايو (أيار) إرجاء جلسة كانت مقررة بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوما.

وتسببت قضية الشيخ جراح باندلاع صدامات عنيفة بين قوات الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة لا سيما في باحات المسجد الأقصى، قبل أن تقوم حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة بإطلاق صواريخ على الدولة العبرية.

والأربعاء، قررت المحكمة إرجاء النظر في قرار الإخلاء لترد على طلب العائلتين أخذ مشورة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية. وقال وكيل العائلتين المحامي يزيد قعوار لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قضية جماهيرية وشعبية كهذه يجب أن تضم رأي المستشار القضائي للحكومة». وأضاف: «من الواضح أن الحكومة كانت داعمة في هذه الحالة للمشروع الاستيطاني وبالتالي يجب على المستشار القضائي أن يضطلع بالمسؤولية».

وتجمع خارج المحكمة التي تقع في القدس الشرقية المحتلة، العشرات من الفلسطينيين من أهالي الحي وغيرهم بالإضافة إلى نشطاء سلام إسرائيليين ونواب في البرلمان الإسرائيلي، وسط وجود مكثف للشرطة التي وضعت سواتر حديدية وأبعدت المتظاهرين إلى جانب الطريق، واعتقلت عددا من الشبان بعد مناوشات.

ويخوض نحو 700 فلسطيني في حي بطن الهوى في سلوان الواقعة على تلة إلى الجنوب من البلدة القديمة للقدس، معركة مع المستوطنين للبقاء في منازلهم. ومن بين هؤلاء زهير الرجبي، رئيس لجنة حي بطن الهوى في بلدة سلوان الذي أوضح أن القضية الأربعاء تتعلق بنحو أربعين من أقاربه.

وتستند تلك المعركة الى وثائق تعود إلى القرن التاسع عشر والعهد العثماني، تفيد بأن يهوداً يتحدرون من اليمن كانوا يعيشون في تلك الأراضي وغادروها إبان «الثورات» الفلسطينية التي حدثت بين 1929 و1936.

وقال الرجبي: «تبلغت العائلة بقرار الإخلاء أول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وتم تجديد القرار في مارس (آذار) 2021».

ويعتبر وجود المستوطنين في سلوان والذي بدأ في ثمانينات القرن الماضي، غير قانوني. فهي جزء من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويبرر المستوطنون وجودهم في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية وسعيهم المستمر إلى التوسع فيها، بعلاقاتهم التوراتية بالمكان. ويعيش في القدس الشرقية نحو 210 آلاف مستوطن بينما يزيد تعداد الفلسطينيين فيها عن 300 ألف.

 

المصدر: الشرق الأوسط