مقتل 40 إرهابياً في بوركينا فاسو… وتراوري يؤكد أن هذه «مجرد بداية»
قتل 40 إرهابياً في عملية عسكرية قامت بها وحدة خاصة من شرطة مكافحة الإرهاب في دولة بوركينا فاسو، ضمن جهود استعادة السيطرة على نحو 40 في المائة من مساحة البلاد توجد تحت سيطرة جماعات موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، ظلت الدولة عاجزة عن دخولها طوال السنوات الماضية.
وأعلن الجيش يوم الأحد أن الشرطة قتلت 40 مسلحاً ينشطون في إحدى الجماعات الإرهابية، وذلك حين حاول الإرهابيون نصب كمين لمهمة استطلاع قامت بها الشرطة في إقليم كولبيلوجو، شمال شرقي البلاد السبت، ولكن مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين، انتهت بمقتل 5 من عناصر الشرطة، وسقوط 40 قتيلاً في صفوف الإرهابيين.
ونقلت الصحافة المحلية في بوركينا فاسو، الاثنين، عن مصدر أمني؛ فضل حجب هويته، أنَّ سلاح الجو تدخل في أثناء الكمين، لينقذ وحدة الشرطة المحاصرة، وليكبد الإرهابيين خسائر فادحة.
وكان الرئيس المؤقت لبوركينا فاسو؛ النقيب إبراهيم تراوري، قد زار الأسبوع الماضي قاعدة عسكرية جوية في العاصمة واغادوغو، ليهنئ سلاح الجو على ما يحققه من نتائج في الحرب على الإرهاب، واستعادة السيطرة على مناطق في شمال البلاد ظلت لسنوات تحت سيطرة «القاعدة» أو «داعش»، وفق ما أعلنت الرئاسة في بوركينا فاسو.
ووفق المصدر نفسه، فإن تراوري؛ الذي يحكم بوركينا فاسو منذ أن قاد انقلاباً في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، قال مخاطباً ضباط سلاح الجو: «نحنُ نعلم أنكم لا تنعمون بالراحة؛ لأن خدماتكم مطلوبة في كل مكان من البلاد، وهذه مناسبة لأهنئكم على العمل الرائع الذي تقومون به، إنكم تتدخلون في كل مكان، سواء لدعم قوات الأمن والدفاع الموجودة على الأرض، وللدفاع عن السكان المحليين وإمدادهم بالغذاء وحاجياتهم».
وأضاف تراوري أنه يتفهم «الضغط الكبير» الحاصل على سلاح الجو منذ أشهر عدة، وهو ما أكد أن «الحرب على الإرهاب تفرضه، بالنظر إلى النقص الحاصل في الكادر البشري والمعدات»، وقال: «لقد أصدرت تعليمات صارمة من أجل تحسين أوضاع سلاح الجو، خصوصاً فيما يتعلق بالموارد البشرية، من أجل أن يكون قادراً على مواجهة التحديات ورفعها».
لكن تراوري شدد على أن «الحرب على الإرهاب» لا تزال في بدايتها، في إشارة إلى شعار استعادة السيطرة على عموم أراضي بوركينا فاسو، الذي رفعه حين قاد الانقلاب العسكري، وقال مخاطباً ضباط سلاح الجو: «لا أطلب منكم سوى أن تكونوا شجعاناً في المعارك المقبلة». وكانت بوركينا فاسو قد اشترت طائرات مسيرة تركية، وحصلت على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا.
على صعيد آخر، أدان «برنامج الأغذية العالمي»، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، إطلاق نار تعرضت له مروحية تابعة له، كانت تحمل مساعدات إنسانية لسكان دجيبو، وهي من كبرى مدن شمال بوركينا فاسو، وأكثرها تضرراً من العمليات الإرهابية، ودوماً يحاصرها الإرهابيون ويقطعون عنها الإمداد لأشهر عدة.
وقال البرنامج الأممي، في بيان (الاثنين)، إن حادث إطلاق النار يعود ليوم 10 أغسطس (آب) الحالي، عندما أقلعت مروحية من مدينة وهيجويا بشمال بوركينا فاسو، متوجهة إلى مناطق عدة محاصرة وتقطنها آلاف الأسر التي تقطعت بها السبل منذ أشهر عدة، مضيفاً أن الطائرة استهدفت بطلقات نارية بعد دقائق من إقلاعها.
وأوضح البرنامج في بيانه أن «المروحية كانت تحمل مساعدات غذائية للنساء والرجال والأطفال الأكثر عوزاً في مدينة دجيبو المحاصرة»، وأشار مصدر يعمل بمجال الإغاثة الإنسانية إلى أن المروحية تعرضت لثقوب في أماكن من جسمها جراء الطلقات النارية، مشيراً إلى أن الحادث لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.
وأشارت إلفيرا بروسيني، مديرة «برنامج الأغذية العالمي» في بوركينا فاسو، إلى أن «مثل هذه الهجمات تعرض عمل (برنامج الأغذية العالمي) للخطر، وتعطل المساعدات الغذائية الحيوية وتزيد من تكاليفنا التشغيلية»، بيد أنها شددت على أن هذا الحادث لن يعوق عمل «برنامج الأغذية العالمي» لمصلحة السكان الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة.
يذكر أن «برنامج الأغذية العالمي» يعدّ أكبر منظمة عالمية فيما يخص المساعدات الغذائية، حيث تعهد بدعم 2.8 مليون شخص أكثر عوزاً عبر «برنامج الطوارئ والقدرة على الصمود» هذا العام في بوركينا فاسو.
ونشطت الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو، التي تقع بمنطقة الساحل الأفريقي، وفي جارتيها مالي والنيجر، على مدار سنوات، ويَدين عدد من هذه الجماعات بالولاء لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، وبالتالي شنت هجمات أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين.
المصدر: الشرق الأوسط