هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع قوارب الهجرة؟
في ليلة السبت إلى الأحد، 30 إلى 31 آذار/مارس، تعرض الحاجز المائي العائم في منطقة كانش (شمال فرنسا) “لأضرار متعمدة”، بحسب إيزابيل فرادين-ثيرود، نائبة حاكم مونتروي (شمال فرنسا).
وكشفت قناة “فرانس 3″ أن خط العوامات الذي يقطع النهر بشكل عرضي من ضفة إلى أخرى، تم قطعه بشكل تخريبي”.
وتم تركيب هذا السد الصيف الماضي، في هذا النهر في شمال فرنسا الذي يصب في المانش، بهدف مواجهة ظاهرة “قوارب التاكسي” ، والمتمثلة في القوارب التي تصل إلى البحر بعد أن تنطلق من الممرات المائية والأنهار، لتجنب الدوريات الشرطة المتواجدة على طول الساحل.
“انهيار محاولات العبور من “نهر كانش”
وتشتبه السلطات في وقوف مهربين وراء تدمير هذا الحاجز المائي. وقالت ماتيلد بوتيل، نائبة المفوض المسؤول عن مكافحة الهجرة غير الشرعية لمهاجر نيوز، “لقد قاموا بتقطيعه للالتفاف حول هذا النوع من الإجراءات، لأن النهر كان نقطة انطلاق” للقوارب المتوجهة إلى المملكة المتحدة.
وأضافت محافظة “با دو كاليه” في اتصال مع مهاجر نيوز، أن “محاولات التخريب التي يقوم بها المهربون تثبت أن هذه الحواجز تشكل عقبة أمام حركة المهاجرين”.
وأوضحت المحافظة في آب/أغسطس الماضي، أنه في الفترة بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس 2023، “تم تسجيل 22 عملية عبور في نهر كانش، بمتوسط 46 مهاجرا على كل قارب”. ومنذ تركيب هذا السد العائم، لاحظت السلطات “انهيارا في محاولات العبور في هذه المنطقة”، حسبما ذكرت ماتيلد بوتيل.
وتم تطبيق هذه الآلية في موقعين آخرين في شمال فرنسا، في “أوثي بنيت” عند منبع ميناء “مادلون”، في كانون الثاني/يناير، وآخر في قناة “دي ديونز”، بالقرب من دونكيرك، وتم إنشاؤه في عام 2021.
وبالإضافة إلى قدرتها على كبح عمليات العبور، فإن هذه السدود العائمة التي تراقبها طائرات بدون طيار، تسمح لسلطات المنطقة بتركيز دورياتها ومراقبتها على نقاط معينة. تشرح ماتيلد بوتيل، “من خلال حظر الوصول إلى نقاط معينة (بفضل السدود العائمة)، فإننا نعزز (مراقبتنا) عند نقاط انطلاق أخرى. ونتجنب وضع قوات برية وجوية في جميع القطاعات”.
زيادة عمليات عبور المانش في عام 2024
لكن وبالنسبة للجمعيات، فإنها ترى أن هذا النظام لا يقدم أي حلول للأزمة في شمال فرنسا. يقول بيير روكيس، من جمعية “أوبيرج دي ميغرانتس” لمهاجرنيوز، “إن السدود العائمة لن تمنع الناس من محاولة عبور المانش. يمكن للمهاجرين أن يغيروا نقطة انطلاقهم لمسافة 200 متر فقط (لتجنب السد)، وهذا لن يغير شيئا”.
وللتغلب على هذه العقبات، يستخدم المهربون الآن قنوات مائية أخرى. وفي الأشهر الأخيرة، تم تسجيل العديد من عمليات المغادرة في قناة “Aa”. وفي غضون أسابيع قليلة، انطلق حوالي 10 قوارب من هذا النهر. وتقول فلور جيرمان، منسقة يوتوبيا 56 في كاليه، إنها تتلقى المزيد والمزيد من مكالمات الاستغاثة، عبر خط هاتف الطوارئ التابع للجمعية، من الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في منطقة “Aa”. وتقول “لم يكن هذا هو الحال على الإطلاق من قبل”.
ويعتقد العاملون في المجال الإنساني أيضا أن إقامة هذه السدود قد زاد من المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون. وفي آذار/مارس، غرق سوري يبلغ من العمر 27 عاماً وفتاة عراقية تبلغ من العمر سبع سنوات في قناة “Aa” أثناء محاولتهما ركوب قارب مطاطي. ومنذ بداية العام، سجلت الجمعيات 11 حالة وفاة لمهاجرين حاولوا الوصول إلى المملكة المتحدة عبر البحر، وهو رقم قياسي لعدد الضحايا في ثلاثة أشهر فقط.
ويقول بيير روكيس “من الواضح أن هذه السدود ليست إلا دعاية إعلامية”. وتوافق فلور جيرمان على ذلك قائلة “إن هذا لا يقلل من عدد رحلات المغادرة على الإطلاق”.
وعلى الرغم من انخفاض أعداد عمليات العبور في المانش بشكل حاد في عام 2023، مع وصول ما يقرب من 30 ألف مهاجر إلى المملكة المتحدة مقارنة بـ45 ألفا في عام 2022، فإن الأرقام تظهر زيادة واضحة منذ كانون الثاني/يناير 2024. وفي الربع الأول من هذا العام، أبحر 5373 شخصا من السواحل الفرنسية، مقابل 3793 في نفس الفترة من عام 2023، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية التي تستند إلى بيانات السلطات البريطانية. ما يمثل زيادة قدرها 41.7%.
المصدر: دي دبليو