أحداث لا تنسى في لعبة التنس عام 2022

كان عام 2022 استثنائياً بكل المقاييس، إذ شهد أحداثا كروية بارزة، لكن الأحداث الكروية لم تحتكر الأضواء في هذه السنة، بل ثمة لحظات تاريخية ارتبطت بهذا العام. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أكثر اللحظات التي لا تُنسى في عالم التنس بدءا من ترحيل ديوكوفيتش وصولا إلى اعتزال اثنين من أعظم اللاعبين عبر كل العصور:

اعتزال فيدرر وويليامز

لا يفصل بين تاريخ ميلاد فيدرر وسيرينا ويليامز سوى شهر واحد فقط، وبعد أن خاضا مسيرة رياضية أسطورية أعادت تعريف مفهوم طول بقاء اللاعبين في هذه الرياضة، اعتزلا اللعبة هذا العام في غضون ثلاثة أسابيع فقط من بعضهما البعض. وكان اعتزال كل منهما مثاليا، فبعد أن أظهرت سيرينا ويليامز عظمتها للمرة الأخيرة بفوزها المذهل على المصنفة الثانية على العالم، أنيت كونتافيت، في بطولة أميركا المفتوحة للتنس، أنهت مسيرتها الحافلة بتكريم أعظم منافسيها، وهي شقيقتها فينوس ويليامز. وبينما كان فيدرر يواجه مشاكل بدنية كبيرة بسبب إصابته المزمنة في الركبة، فقد لعب مباراته الأخيرة وهو محاط بالعديد من أصدقائه، مثل رافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش وآندي موراي في كأس ليفر للتنس. وجاء مشهد نادال وهو يبكي إلى جانبه بعد تسديد الكرة الأخيرة ليعكس بالضبط ما تعنيه مسيرة فيدرر الحافلة لهذه اللعبة.

وسيتم تذكر هذا العام باعتزال عدد كبير من اللاعبين المميزين، وهو الأمر الذي بدأ باعتزال آش بارتي في وقت مبكر من الموسم بعد فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس، ثم خوان مارتن ديل بوترو، وجو ويلفريد تسونغا، وجيل سيمون، بالإضافة إلى مونيكا بويغ، المتوجة بذهبية مسابقة كرة المضرب لفردي السيدات في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

ترحيل ديوكوفيتش من أستراليا

في الأيام الأولى من العام الجديد، نشر نوفاك ديوكوفيتش صورة له على متن طائرة ليعلن أنه حصل على «إعفاء» للسفر إلى أستراليا والمنافسة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس. وبعد أسابيع من التكهنات بشأن وضعه من السفر إلى أستراليا بسبب رفضه الحصول على لقاح فيروس «كورونا»، لم يكن كل ما حدث سوى مجرد البداية فقط! فعندما استقل الطائرة في رحلة طويلة إلى ملبورن، احتدم النقاش حول ما إذا كان سيُسمح له بدخول البلاد أم لا. وعندما تم توقيفه على الحدود ونُقل إلى مركز احتجاز المهاجرين إلى جانب اللاجئين الخاضعين لسياسات الهجرة الأسترالية، أصبح بلا شك أكبر قصة إخبارية في العالم في ذلك الوقت. وبعد أيام من الإجراءات القضائية الشاقة وانتصار قصير في استئنافه الأول، تم ترحيل اللاعب المصنف الأول عالميا في الليلة التي سبقت انطلاق البطولة.

كارثة منع لاعبين من المشاركة في بطولة ويمبلدون

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ظهور الكثير من المشكلات والتحديات للعبة التنس، بشكل أكبر من أي لعبة أخرى. وأدت الحرب إلى أحد أبرز النزاعات في العصر الحديث للعبة. وكان قرار مسؤولي بطولة ويمبلدون بمنع لاعبي روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في منافسات البطولة، بدعم من حكومة المملكة المتحدة، استثناء صارخا مقارنة بردود الفعل الأوسع لهذه الرياضة. لقد تم حظر روسيا وبيلاروسيا من مسابقات الفرق، لكن تم السماح للاعبين الفرديين من هاتين الدولتين بالمنافسة كرياضيين محايدين. واعتبر اتحاد لاعبي التنس للمحترفين واتحاد لاعبات التنس المحترفات قرار ويمبلدون خرقا واضحا للقوانين، وتم عقاب بطولة ويمبلدون على الفور بإزالة نقاط الفوز بالبطولة من نقاط التصنيف العالمي. وفرض الاتحادان غرامات مالية على اتحاد التنس في بريطانيا.

سلسلة انتصارات مذهلة لسواتيك

بعد اعتزال آش بارتي، بدا الأمر وكأن تصنيف اللاعبات المحترفات سيكون كما هو لكن دون بارتي، لكن إيغا سواتيك استغلت الفرصة وحققت أحد أكبر الإنجازات المذهلة في تاريخ اللعبة عندما صعدت إلى صدارة التصنيف العالمي. فازت سواتيك بـ37 مباراة على التوالي في فصلي الشتاء والربيع، واختتمت العام بفوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس للمرة الثانية. ثم عادت لتفوز ببطولة أميركا المفتوحة، رغم تأكيدها في وقت سابق على أنها تكره الكرات الخفيفة المستخدمة في بطولة السيدات في ملاعب فلاشينغ ميدوز، حيث قالت: «بصراحة، لا أشعر أنني في حالة جيدة عندما ألعب بهذه الكرات في أي بطولة». لكن الأهم من ذلك أن اللاعبة البالغة من العمر 21 عاما وضعت نفسها في صدارة تصنيف لاعبات التنس في العالم. ومع ذلك، فمن المؤسف أننا لم نر بارتي وسواتيك في قمة مستواهما في نفس الوقت لكي نستمتع بمثل هذه المنافسة الشرسة.

صعود كارلوس ألكاراز

إلى صدارة التصنيف العالمي

يحقق اللاعب الإسباني كارلوس ألكاراز نتائج استثنائية منذ ظهوره في عالم التنس، لكنه حقق إنجازا تاريخيا هذا العام عندما فاز بأول بطولاته للماسترز ذات الـ1000 نقطة في ميامي ومدريد، كما فاز على نادال وديوكوفيتش في مباراتين متتاليتين في بطولة مدريد – وهو أول لاعب يفعل ذلك على الملاعب الرملية. ولم يكتف بذلك، لكنه واصل إنجازاته من خلال التألق بشكل لافت في البطولات الأربع الكبرى، حيث فاز ببطولة أميركا المفتوحة بعد سلسلة من المباريات المثيرة من خمس مجموعات، ووصل إلى صدارة التصنيف العالمي لأول مرة، وأوضح للجميع أنه مستقبل هذه الرياضة.

أصبح ألكاراز أول لاعب يعتلي صدارة التصنيف بعد بطولة أميركا المفتوحة منذ أن فعل مدربه خوان كارلوس فيريرو ذلك بالوصول إلى نهائي 2003. وقال ألكاراز: «إنه شيء كنت أحلم به منذ أن كنت طفلا – أن أكون رقم واحد في العالم، أن أكون بطلا في البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام). إنه شيء عملت بجدية كبيرة للغاية من أجل تحقيقه».

المصدر: الشرق الأوسط