أعلى معدل اعتقال بالعالم في مقاطعة صينية يسكنها مسلمو الأويغور

أظهرت بيانات مسربة، أن واحداً من كل 25 شخصاً تقريباً من المنتمين إلى أقلية الأويغور المسلمة في إحدى مقاطعات الصين حُكم عليه بالسجن بتهم تتعلق بالإرهاب، في أعلى معدل سجن معروف في العالم.

وتضمنت البيانات التي حصلت عليها وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، أسماء أكثر من 10 آلاف من الأويغور تم إرسالهم إلى السجن في مقاطعة كوناشهير وحدها، والتي تقع في جنوب إقليم شينجيانغ.

وفي السنوات الأخيرة، شنّت الصين حملة قمع وحشية على مسلمي الأويغور، واحتجزت أكثر من مليون فرد منهم منذ عام 2017، في معسكرات «مكافحة الإرهاب»، وفقاً لما أكدته الأمم المتحدة.

لكن بكين نفت ذلك، قائلة إنها تحتجز «بعض المتشددين دينياً»، بغرض «إعادة تعليمهم».


والقائمة التي كشفت عنها «أسوشييتد برس» هي الأكبر التي ظهرت حتى الآن بأسماء الأويغور المسجونين، وهي تؤكد ما قالته العائلات والجماعات الحقوقية منذ سنوات بشأن اعتماد الصين على نظام «السجن طويل الأمد» لإبقاء الأويغور تحت السيطرة، واستخدامها القانون سلاحاً للقمع.

وفي ظل انتقادات دولية لاذعة، أعلن المسؤولون الصينيون إغلاق معسكرات الاعتقال قصيرة الأجل، والتي كان الأشخاص يحتجزون بها دون محاكمة أو توجيه تهم إليهم، في عام 2019. ومع ذلك، لا يزال الآلاف من الأويغور يقبعون لسنوات أو حتى عقود في السجن بسبب ما يقول الحقوقيون، إنها «تهم ملفقة تتعلق بالإرهاب».

ويعيش في مقاطعة كوناشهير أكثر من 267 ألف شخص. وتظهر القائمة، أن أحكام السجن في جميع أنحاء المقاطعة كانت لمدة تتراوح بين عامين و25 عاماً، وأن المسجونين كانوا من الرجال والنساء والشباب والمسنين.


ولا تشمل القائمة الأشخاص الذين لديهم التهم الجنائية المعروفة مثل القتل أو السرقة. وبدلاً من ذلك، فإنها تركز على الجرائم المتعلقة بالإرهاب أو التطرف الديني أو التهم الغامضة المستخدمة تقليدياً ضد المعارضين السياسيين، مثل «إثارة الخلافات والمتاعب».

وتحققت «أسوشييتد برس» مما جاء بالبيانات المسربة من خلال مقابلات أجرتها مع ثمانية من الأويغور تعرفوا على 194 شخصاً وردت أسماؤهم في القائمة، بالإضافة إلى تحققها من أرقام هويات الأشخاص وأعياد ميلادهم وعناوين منازلهم الواردة بالقائمة.

ووفقاً لهذه البيانات، فإن معدل السجن في مقاطعة كوناشهير أعلى بأكثر من 10 مرات من الولايات المتحدة، إحدى أكبر مناطق الاعتقال في العالم، وأعلى بأكثر من 30 مرة من معدلات السجن في الصين ككل.


وتعليقاً على هذا التقرير، قال المتحدث باسم حكومة إقليم شينجيانغ، إليجان أنايات «الأحكام لدينا تنفذ وفقاً للقانون».

وأضاف «لن نستهدف أبداً مناطق أو مجموعات عرقية أو أديان محددة. لن نخطئ أبداً في التفرقة بين الخير والشر».

جدير بالذكر أن أصول الأويغور تعود إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويشكلون نحو 45 في المائة من سكان شينجيانغ.

المصدر: الشرق الأوسط