إثيوبيا: ترحيب دولي باستعداد «تيغراي» الدخول في محادثات سلام

قُوبل إعلان الجبهة الشعبية لتحرير «تيغراي» الإثيوبية، التي تقاتل الحكومة المركزية، استعدادها لوقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام، بترحيب دولي واسع، واعتبره الاتحاد الأفريقي «فرصة فريدة» للسلام، فيما دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى «الالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية».
وتخوض قوات إقليم تيغراي حرباً مع حكومة أديس أبابا، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، حيث تتهم قوات الإقليم رئيس الوزراء أبي أحمد بتركيز السلطة في العاصمة على حساب الأقاليم، وهو ما نفاه أبي. فيما يتهم أبي قوات تيغراي – بقيادة الجبهة الشعبية، التي كانت في وقت من الأوقات القوة المهيمنة على الساحة السياسة في إثيوبيا – بمحاولة استعادة السلطة، وهو ما نفته أيضاً.
وبعد أن تجدد القتال هناك الشهر الماضي، كاسرا هدنة استمرت 5 أشهر، قالت القوات في منطقة تيغراي، إنها «مستعدة لوقف إطلاق النار والقبول بعملية سلام يقودها الاتحاد الأفريقي»، مضيفة في بيان: «نحن مستعدون للالتزام بوقف فوري للأعمال القتالية يتفق عليه الجانبان».
وجاء في البيان أن تيغراي شكلت فريق تفاوض على استعداد للعمل «دون تأخير».
وتقول الحكومة الاتحادية الإثيوبية إنها مستعدة دائماً لبدء عملية سلام، بشرط أن تكون بإشراف الاتحاد الأفريقي.
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن المنظمة الدولية مستعدة لدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي. وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «يدعو الجانبين إلى انتهاز هذه الفرصة للسلام واتخاذ خطوات لإنهاء العنف نهائياً واختيار الحوار».
ووفق بيان قوات تيغراي فإن «الخطوة التالية هي إتمام مفاوضات وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي شامل لحل القضايا الكامنة وراء الصراع الحالي»، مشيراً إلى أن «فريقه للتفاوض يضم جيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والجنرال تسادكان جبريتنساي».
من جهته، رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بإعلان متمردي تيغراي استعدادهم للانخراط في مفاوضات سلام مع أديس أبابا، معتبراً أن الخطوة تشكل «فرصة فريدة» لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو سنتين في إثيوبيا.
وحض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موس فكي في بيان «الطرفين على العمل بصورة عاجلة من أجل التوصل إلى هدنة فورية والانخراط في محادثات مباشرة في إطار عملية يقودها الاتحاد تشمل الشركاء الدوليين المتفق عليهم».
واعتبر وزير الدولة لشؤون السلام الإثيوبي تاي دنديا في تغريدة أن موقف «جبهة تحرير شعب تيغراي» يشكل «تطوراً إيجابياً»، لكنه شدد على وجوب «نزع سلاح ما يسمى قوات تيغراي قبل المضي قدماً في أي محادثات سلام».
وعلى مدار الأيام الماضية، توالت الضغوط الدولية على إثيوبيا من أجل الشروع في تهدئة للمواجهات. وزار المبعوث الأميركي الجديد للقرن الأفريقي مايك هامر أديس أبابا، الأسبوع الماضي، بهدف إنهاء الصراع في إثيوبيا. فيما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الوضع في شمال إثيوبيا يهدد السلام والأمن والاستقرار ليس في أديس أبابا فقط، وإنما في القرن الأفريقي.

المصدر: الشرق الأوسط