إسرائيل تختبر فتح المعبر الحدودي للفلسطينيين بشكل دائم

نجحت ضغوط أميركية ومغربية في حمل إسرائيل على فتح المعبر الحدودي لسفر الفلسطينيين عبر الأردن بشكل دائم لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، بعدما كان ذلك محدداً بعدد ساعات متغيرة وقصيرة في بعض الأيام. وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدس، إن معبر «اللنبي» الإسرائيلي سيظل مفتوحاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول). وغرد نيدس: «علمت أنّ معبر اللنبي سيُفتح 24 ساعة في اليوم وطوال أيام الأسبوع لفترة تجريبية تبدأ في 24 أكتوبر»، معتبراً أن ذلك «سيُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس».
ويدور الحديث عن «فترة تجريبية» كانت تريدها الإدارة الأميركية أن تبدأ في نهاية سبتمبر (أيلول) لكن إسرائيل لم تستجب فوراً. وقالت وزيرة المواصلات والنقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي، إن وزارتها «ملتزمة بهذه الجهود، لكنّ نقص العمالة هو الذي سبّب التأخير».
وكان الرئيس جو بايدن قد ضغط بشدة من أجل هذه الخطوة، قبل زيارته للمنطقة في يوليو (تموز) المنصرم في إطار خطوات داعمة للفلسطينيين، باعتبار أن الوضع السياسي لا يسمح بإجراءات دراماتيكية، ولكن يجب إعطاء شيء ما للسلطة، مثل فتح المعابر مع وجود رمزي للسلطة عليها، ومنح الفلسطينيين خدمات لوجيستية وزيادة تراخيص العمال، والسماح بإطلاق مشاريع اقتصادية، وتقديم دعم للقطاع الطبي.
والإعلان عن فتح معبر «اللنبي» الإسرائيلي جاء بعد تدخل من المغرب أيضاً. وأكدت مصادر ووسائل إعلام في الرباط، قبل إعلان نيدس بفترة ليست قصيرة، نجاح الوساطة المغربية لفتح المعبر الوحيد الذي يستخدمه سكان الضفة الغربية للسفر إلى الخارج.
و«اللنبي» هو المعبر الوحيد المفتوح لغالبية الفلسطينيين من أجل مغادرة الضفة الغربية، وكان بعمل بنظام ساعات محددة ما خلق أزمة خانقة وشكاوى كثيرة من المسافرين الفلسطينيين الذي طالبوا السلطة بالضغط على إسرائيل والأردن، من أجل فتح المعبر بنظام 24 ساعة.
وتزيد معاناة الفلسطينيين عادةً، مع بداية فترة الصيف. ويتعرضون لرحلة منهكة عبر 3 معابر: فلسطينية وأردنية وإسرائيلية، تستغرق ساعات طويلة. ولطالما اضطر بعضهم إلى العودة عدة مرات، أو النوم على أحد المعابر، بسبب الإغلاقات التي تزيد الاكتظاظات الشديدة من وطأتها.
ويجبَر الفلسطينيون على المرور عبر «معبر الكرامة» الفلسطيني، وختم جوازاتهم هناك. ثم دفع مبلغ ضريبي للمغادرة قبل أن ينتقلوا في حافلات إلى «معبر اللنبي» الإسرائيلي، حيث يخضعون لتدقيق آخر وتفتيش. ثم عبر حافلات إلى «جسر الملك حسين» من أجل تدقيق ثالث قبل الدخول إلى الأردن.
ومع هذا الواقع الصعب، نظّمت إسرائيل في الآونة الأخيرة، رحلات للفلسطينيين عبر «مطار رامون» الإسرائيلي في خطوة رفضتها السلطة والأردن كذلك. ويُعتقد أن إسرائيل أرادت تشغيل المطار كبديل عن المعابر الحدودية، وهو ما اضطر الأردن إلى التحرك في مسارين: ضد تشغيل «مطار رامون» من جهة، وتحسين وتسهيل تنقل الفلسطينيين عبر «جسر الملك حسين» من جهة ثانية.
وأكد وزير النقل الأردني وجيه عزايزة، قبل أيام قليلة «أن الحكومة الأردنية وضعت حلولاً سريعة لجميع الملاحظات التي أبداها الفلسطينيون حيال جسر الملك حسين، وستدخل تسهيلات وتغييرات إيجابية قريبة». وقال لـ«تلفزيون فلسطين»، إن المملكة «حريصة على تسهيل حركة العبور على جسر الملك حسين، وإن الحل الاستراتيجي يكمن في العطاء الذي قدمته الحكومة بقيمة 150 مليون دينار، والمتوقع تنفيذه خلال الأعوام الأربعة المقبلة». وأكد أنه تم إيجاد حلول سريعة لبعض المشكلات فيما تحتاج أخرى لإعادة دراسة. وأوضح: «هناك تفاصيل سيتم التعامل معها وفق الإمكانيات المعقولة، نظراً لكون حلولها ليست مكلفة، وتسهم في حل جزء كبير من المشكلات، أما الجزء الأوسع والأكبر فهو التعامل مع الجسر كنقطة حدودية متكاملة، بحيث تكون منشآتها ثابتة ومستقرة».

المصدر: الشرق الأوسط