إسرائيل تصادر هويات المصلّين في الأقصى لإجبارهم على حضور تحقيقات الشرطة

شكا عشرات المصلين في المسجد الأقصى، من اتباع نظام عقوبة جماعي بحق الفلسطينيين القادمين للصلاة في المسجد الأقصى، إذ يقوم رجال شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة بطاقة الهوية قبيل الصلاة وإجبارهم بذلك على الحضور إلى مركز الشرطة لتسلمها.
وروى عدد من المصلين أنهم حضروا للصلاة كالمعتاد وعبروا حواجز الاحتلال، لكن على مداخل الأقصى طولبوا بتسليم بطاقات الهوية، وقيل لهم إنهم سيستعيدونها بعد انتهاء الصلاة. ولكن عدداً منهم طلب منهم بعد عودتهم من الصلاة، بالتوجه إلى مقر الشرطة في المسكوبية لاسترجاع البطاقة. وهناك تم إدخال العديد منهم إلى غرف التحقيق حيث اعتقل بعضهم. وقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية هذا التصرف، وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة للإجراءات والتدابير، التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين الراغبين في التوجه إلى القدس المحتلة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وفي ليلة القدر بشكل خاص، والتي ظاهرها تسهيلات مزعومة وجوهرها فرض المزيد من التضييق والتقييدات على حركة المواطنين.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن «هذه الإجراءات والتقييدات أصبحت تسيطر على مشهد حياة الفلسطيني في حله وترحاله وفي جميع مجالات حياته في أرض وطنه، لتذكيره بأن الاحتلال هو الذي يتحكم في مصيره وأرضه ومستقبله، وهو الذي يقرر أيضاً متى يسمح له بالصلاة بالقدس ومتى لا يسمح له، في أبشع شكل من أشكال الاستعمار والتمييز والاضطهاد والعنصرية». وأوضحت، أن ازدواجية المعايير الدولية توفر الغطاء لدولة الاحتلال للتمادي في انتهاكاتها الجسيمة لمبادئ حقوق الإنسان الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في حرية الحركة والتنقل والوصول إلى دور العبادة والصلاة فيها. وطالبت المجتمع الدولي التحلي بالجرأة والتحرر من الخوف، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تصعيد عدوانها ضد الفلسطينيين، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية فورا، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان لأرض دولة فلسطين، وتمكين شعبنا الفلسطيني في ممارسة حقه في تقرير المصير، أسوة بشعوب المعمورة.
من جهة ثانية، أطلق مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس، أمس الثلاثاء، تقرير «الاستخدام المفرط للقوة تجاه المواطنين في البلدة القديمة والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك». وفي مؤتمر صحافي عقده المركز، في المكتبة العامة لجامعة القدس في «عقبة الرصاص» بالبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، جاء، أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وقواته ضد المواطنين في القدس والوافدين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، باتت جزءاً لا يتجزأ من نهج الاحتلال، يندرج في سلسلة اعتداءات، تشمل الهجوم عليهم في صلاة الفجر، وإخلاءهم بالقوة باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واقتحام المصليات وملاحقة المصلين بالضرب والاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ.
وقال منسق وحدة المناصرة الدولية في مركز العمل المجتمعي، منير مرجية، إن «التقرير توصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يكن هناك حاجة للجوء للعنف، إذ عمدت قوات الاحتلال لاستخدام القوة المفرطة والعشوائية تجاه الفلسطينيين وحرمتهم من حرية العبادة في الأقصى، ما أسفر عن 1200 مصاب بينهم 500 احتاجوا للمستشفى، بينهم 17 حالة إصابة بالعين بينها سبع حالات فقدان بصر بعين واحدة، وحالة واحدة فقدت البصر بكلتا عينيها».

المصدر: الشرق الأوسط