إقالة وزير الدفاع الصيني من منصبه بعد اختفائه شهرين

أجرت القيادة الصينية إعادة تشكيل في مناصب عليا شملت إقالة وزير الدفاع لي شانغ فو وإعفاء وزير الخارجية السابق تشين غانغ من منصبه في مجلس الدولة.

وأوردت قناة “سي سي تي في” الرسمية، اليوم الثلاثاء، أنه “تقرر في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2023… إعفاء لي شانغفو من منصبيه في مجلس الدولة ووزارة الدفاع، وتشين غانغ من منصبه في مجلس الدولة”.

وكان لي شانغ فو يتولى وزارة الدفاع منذ مارس (آذار) الماضي، لكنه لم يظهر بشكل علني منذ أواخر أغسطس (آب) الماضي.

ولطالما فرض اختفاء وزير الدفاع الصيني السابق لي شانغ فو، الذي يجري التحقيق معه لاتهامه بالفساد، نفسه كمادة إعلامية دسمة باعتبارها أحدث حالة اختفاء غامضة خلال الآونة الأخيرة لمسؤول كبير في حاشية الرئيس شي جينبينغ.

وعادة ما يكون الاختفاء أول علامة واضحة على أن اللجنة المركزية لفحص الانضباط تحقق مع مسؤول، واللجنة عبارة عن جهة رقابية تابعة للحزب الشيوعي الصيني مكلفة بمراقبة المسؤولين المشتبه في انتهاكهم لوائح الحزب أو قوانين الدولة.

وإذا كان المسؤول من الجيش الصيني فتكون جهة التحقيق هي لجنة فحص الانضباط التابعة لجيش التحرير الشعبي، وتتنوع الأفعال التي تخضع للتدقيق من الفساد إلى عدم الولاء السياسي إلى إقامة علاقة خارج نطاق الزواج، بحسب ما أظهرته بيانات سابقة للجنة.

واستمرت حالات الاختفاء السابقة لأسابيع أو حتى أشهر، مثلما حدث في حالة شخصية أخرى رفيعة المستوى، وهي لوزير الخارجية السابق تشين قانغ المختفي منذ الـ25 من يونيو (حزيران) الماضي.

وفي ما يخص لي شانغ فو (65 سنة)، قالت 10 مصادر مطلعة، إنه يخضع للتحقيق على خلفية عملية شراء معدات عسكرية تحيط بها شبهة فساد، وفق “رويترز”.

وكان أحدث ظهور له في 29 أغسطس الماضي في بكين خلال إلقائه الكلمة الرئيسة في منتدى أمني مع دول أفريقية، وفي وقت سابق من ذلك الشهر زار روسيا وبيلاروس، وبدأ التحقيق معه بعد عودته من تلك الرحلة بوقت قصير.

وبحلول الثالث من سبتمبر (أيلول) الماضي، ألغت وزارة الدفاع رحلة لي إلى فيتنام لحضور اجتماع دفاعي سنوي كان من المقرر عقده في السابع والثامن من الشهر نفسه، وعزا مسؤولون فيتناميون ذلك لأسباب صحية.

وكان وزير الخارجية الصيني السابق تشين قانغ (57 سنة) نجماً سياسياً صاعداً حتى يوليو (تموز) الماضي حتى جردته بكين من لقب وزير الخارجية من دون أي توضيح.

وبصفته مساعداً موثوقاً به سابقاً للرئيس شي جينبينغ ومبعوثاً سابقاً إلى الولايات المتحدة، سمح له بالاحتفاظ بلقبه الآخر وهو مستشار الدولة، الذي يعد منصباً أعلى من الوزير لكنه لا يمنح أي سلطة حقيقية في حد ذاته.

وكان أحدث ظهور لتشين في 25 يونيو الماضي خلال عقده اجتماعات في بكين مع نظرائه من دول مثل روسيا وفيتنام.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة أن تشين أقام علاقة خارج نطاق الزواج عندما كان سفيراً لدى الولايات المتحدة.

وكذلك اختفى وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني شياو يا تشينغ أيضاً عن الأنظار أوائل يوليو 2022، وبعد نحو ثلاثة أسابيع قالت وسائل الإعلام الرسمية، إنه يخضع للتحقيق بتهمة فساد.

وبرز شياو خلال ترويجه لصناعة المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة في الصين، وهي الأكبر في العالم، وفي نهاية المطاف طرد من الحزب الشيوعي بتهمة تلقي رشوة وأعفي من مهامه الحكومية في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

ومن بين القادة العسكريين المختفين أيضاً لي يو تشاو (60 سنة) الذي عين مسؤولاً عن الصواريخ التقليدية والنووية الصينية في يناير (كانون الثاني) 2022، وفي يوليو الماضي أعلنت بكين تغييراً في قيادة قوة الصواريخ واستبدلت لي بقائد في البحرية بما يخالف تقليداً كان متبعاً، وهو اختيار شخص من القوة نفسها لرئاستها.

وحل قائد في القوات الجوية من قيادة المنطقة الجنوبية محل شو تشونغ بو، بينما لم يظهر أي من لي يو تشاو أو شو تشونغ بو علناً منذ أشهر.

المصدر: اندبندنت عربية