اتفاق ليبي على تبادل الأسرى

كشف مسؤول بارز في الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن إحراز اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) مع وفد قوات حكومة «الوفاق»، التي يرأسها فائز السراج، اختراقا مهما بالتوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى بين الطرفين، تزامنا مع انعقاد الاجتماع التشاوري الموسع لمجلس النواب الليبي في مدينة طنجة المغربية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في بيان لها أمس إن «اجتماع هذه المجموعة المتنوعة من البرلمانيين، من أقاليم ليبيا الثلاثة، تحت سقف واحد يمثل خطوة إيجابية يرحب بها»، وأكدت دعمها لوحدة المجلس، معبرة عن أملها في أن «يفي المجلس بتوقعات الشعب الليبي لتنفيذ خريطة الطريق»، التي اتفق عليها ملتقى الحوار السياسي الليبي من أجل إجراء انتخابات وطنية في 24 من ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل.
وقال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، إن اللجنة التي رفعت توصياتها لمجلس الأمن لإصدار قرار بها، ستعمل في أقرب وقت على الترتيبات الخاصة لتبادل الأسرى، مشيراً إلى أن حكومة «الوفاق» ملزمة بتنفيذ الاتفاق، رغم اعتراض بعض الميليشيات المسلحة، على حد تعبيره.
بدوره، شجع الفريق محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات الوفاق، خلال اجتماعه مع أعضاء وفدها إلى اجتماعات (5+5)، على تحمل المسؤولية وتبني الجلوس مع نظيره بالطرف الآخر، في إشارة إلى وفد «الجيش الوطني». مبرزا أن الاجتماع تطرق لخطة وعمل رئاسة الأركان العامة للاستفادة من منتسبي التشكيلات المسلحة والقوات المساندة، وطالب كافة المجموعات المسلحة بإخفاء كافة التشكيلات المسلحة، سواء بالعاصمة أو بالمدن الأخرى، التزاما بتعليمات غرفة العمليات المشتركة والقوة المشتركة والجهات الضبطية الأخرى.
وأشادت المملكة المتحدة في بيان مقتضب لسفارتها لدى ليبيا، بصفتها رئيسا مشاركا لمجموعة العمل الأمنية، بالتقدم الذي أحرزته مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة، التي اجتمعت للمرة الأولى معها، لإحاطة المجتمع الدولي بخصوص إجراءات تنفيذ وقف إطلاق النار.
في المقابل، قال العميد إبراهيم بيت المال، آمر غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات حكومة الوفاق، إنها مستعدة للتعامل مع أي تحرك للعدو، وهدد بأنه «في حال رصدنا أي مستجد بالخصوص، فإننا سنضرب بيد من حديد، ولن نتهاون في ذلك». كما أظهرت صور لوسائل إعلام محلي قيام قوات الوفاق بدوريات استطلاع لتمشيط مناطق غرب سرت.
من جانبه، سعى فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق، إلى تعزيز محاولته خلافة رئيسها السراج في منصبه، حيث ادعى في تصريحات إذاعية تعرضه لمحاولة اغتيال، اتهم خلالها بعض ضباط الداخلية بالتورط فيها، وقال إنه تم اعتقال هؤلاء، وإحالتهم للتحقيق بمعرفة النائب العام.
ولم يحدد أغا موعد ومكان المحاولة، لكنه زعم أنها تمت أثناء عملية «بركان الغضب»، التي شنتها قوات الوفاق للتصدي لهجوم الجيش الوطني على طرابلس العام الماضي.
كما تعهد أغا أمس بملاحقة المحرضين والمسؤولين عن واقعة محاولة اقتحام مقر مؤسسة النفط في طرابلس، وإحالتهم إلى مكتب النائب العام.
ونشرت وزارة الداخلية صورا لتأمين مقر المؤسسة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لها، بعد ساعات من الواقعة، التي تسلط الضوء على المخاطر الأمنية التي لا يزال قطاع الطاقة يواجهها في البلاد، حيث قطعت مجموعة من المسلحين الطريق أمام المقر بالسيارات، وانتشرت خارج أسواره، لكنها لم تمنع الدخول أو الخروج.
وأظهر مقطع فيديو تلاوة أحد أفرادها لبيان من أمام المقر باسم قوات بركان الغضب، التابعة لحكومة الوفاق، يطالب بإحالة مسؤولي المؤسسة للتحقيق، وإلغاء قرار تحويل الإيرادات النفطية من مصرف ليبيا المركزي للمصرف الخارجي.
إلى ذلك، وتمهيدا لاستئناف الرحلات الجوية بين مطار بنينا الدولي وتونس، أجرى وفد من الطيران المدني التونسي زيارة تفقدية للمطار، برفقة مسؤولين من الحكومة الموازية في شرق ليبيا، للتدقيق في تدابير الأمن والسلامة ومطابقتها للمعايير المعمول بها والمعتمدة دولياً.
من جهة أخرى، أعلن السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أنه أجرى ما وصفه بـ«نقاش جيد» أمس عبر الهاتف مع قياديين من المجلس الأعلى للأمازيغ في ليبيا، تركّز بشكل كبير على العملية السياسية في ليبيا.
وبحسب بيان للسفارة الأميركية فقد تعهد نورلاند بمواصلة المناقشات الجارية مع القياديين الأمازيغ، بالإضافة إلى قياديين آخرين من المكونات المجتمعية الأخرى في جميع أنحاء البلاد وفي الخارج أيضا.

المصدر: الشرق الأوسط