احتجاج معيشي للإطفائيين في طهران

اعتصم عدد كبير من رجال الإطفاء الإيرانيين في طهران، الأربعاء، احتجاجاً على ظروفهم المعيشية، تزامناً مع الذكرى الخامسة لحريق أودى بحياة عدد من زملائهم.
وقضى 16 رجل إطفاء في 19 يناير (كانون الثاني) 2017 لدى انهيار مبنى «بلاسكو»؛ أقدم الأبنية المرتفعة في طهران، وهم يعملون على إخراج الناس من المبنى المكون من 15 طبقة، بعد اندلاع حريق ضخم في أرجائه.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن وكالة «إيسنا» الحكومية أن التجمع شهد مشاركة زهاء 100 شخص من رجال الإطفاء وأفراد عائلاتهم أمام بلدية طهران ومجلسها البلدي، رافعين لافتات تنتقد «التمييز» و«الاستغلال» و«الإدارة السيئة» و«الرواتب التقاعدية المتدنية». وردد المعتصمون، وكان كثير منهم يرتدي زي الإطفاء الأحمر، شعارات تطالب بحق «المعيشة اللائقة»، ويعربون من خلالها عن تعبهم «من الوعود غير المحققة؛ وليس من النار والدخان».
إلا إن تسجيل فيديو نشرته «الخدمة الفارسية» في «هيئة الإذاعة البريطانية»، عبر حسابها على «إنستغرام»، يظهر حشداً أكبر من العدد في رواية الإعلام الرسمي.
وطالب المعتصمون مجلس الشورى (البرلمان) بالنظر في قضاياهم؛ بما يشمل توفير أماكن إقامة لهم في العاصمة، وزيادة رواتبهم.
وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية في ظل تحركات مماثلة قامت بها خلال الفترة الماضية قطاعات مهنية في مختلف أنحاء البلاد، مثل المعلمين والعاملين في السلطة القضائية، على خلفية قضايا معيشية وحياتية.
وتعاني إيران من أزمة اقتصادية حادة، تفاقمت بعد إعادة العقوبات الأميركية، بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وانعكس ذلك سلباً على الوضع المعيشي؛ خصوصاً لجهة تراجع قيمة العملة المحلية والتضخم الذي بلغ 43 في المائة بين أبريل (نيسان) ونوفمبر (تشرين الثاني)، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي مطلع العام الحالي.
وتسبب حادث مبنى «بلاسكو»؛ الذي أدى أيضاً إلى مصرع 4 مدنيين، وفق الإعلام الإيراني في حينه، في صدمة بإيران، لا سيما أن فرق الإنقاذ عملت لأيام بعد ذلك لانتشال جثث الإطفائيين. وكان المبنى يضم مركزاً تجارياً ومئات المشاغل لصنع الملابس.
وتعرض مالكوه ومسؤولون في بلدية المدينة لانتقادات بعد الحادث على خلفية الفشل في الحيلولة دون وقوعه، خصوصاً أن «دائرة الإطفاء» كانت حذرت بأنه يخالف كثيراً من شروط السلامة.
وبدلاً من المبنى المنهار، أُنجز في الآونة الأخيرة تشييد مبنى جديد يتألف من 20 طبقة؛ 5 منها تحت الأرض.
وأكد المتحدث باسم «دائرة الإطفاء»، جلال مالكي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي الأربعاء، أن المبنى الجديد «لم يحصل بعد على إجازة من (دائرة الإطفاء)». وشدد على أن إدارة المبنى «تعهدت بعدم تدشينه قبل أن يحصل على إجازة (دائرة الإطفاء)، ووفت بوعدها حتى الآن».

المصدر: الشرق الأوسط