اختتام القمة العربية بالجزائر: دعم لجهود الحل في سوريا وليبيا واليمن وتضامن مع السعودية في ملف النفط

أكد القادة العرب الأربعاء في ختام قمة استضافتها الجزائر، وكانت الأولى في ثلاث سنوات، على مركزية القضية الفلسطينية، إلا أنهم لم يتطرقوا بصورة مباشرة للانقسامات القائمة بين دولهم بشأن السلام مع إسرائيل، أو نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي تمضي باتجاه تشكيل حكومة يمينية جديدة.

وقد توالت الخطابات والكلمات التي ألقاها الزعماء في هذا المحفل فتراوحت ما بين القضية الفلسطينية ومناطق التوتر في اليمن وسوريا وليبيا. ولعل الملف الفلسطيني قد حظي باهتمام كبير من طرف القادة العرب، حيث دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إنقاذ فلسطين من الاعتداءات الإسرائيلية.

وأكد البيان الختامي للقمة على “مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948”.

وتضمن إعلان الجزائر المنبثق عن القمة “التشديد على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها… (و)المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين”.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد حدد خلال كلمته في افتتاح أشغال القمة التوجهات العامة للنقاشات. وقال إن القضية الفلسطينية تبقى على رأس الأولويات بدعم “صمود الفلسطينيين” وكذا الدفاع عن حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

كما دعا الرئيس الجزائري إلى تكامل اقتصادي عربي وضرورة بناء تكتل عربي منيع يحفظ المصالح العربية المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك. كما دعا تبون إلى “إلى ضرورة الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك”.

من جهته تناول الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان كما دعا إلى تفعيل الحوار بين مختلف الأطراف السورية من أجل الوصول إلى حلول سريعة.
ليبيا وسوريا واليمن في البيان الختامي

وإضافة إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الأزمات والنزاعات في سوريا وليبيا واليمن وردت في “إعلان الجزائر” الذي توج أعمال القمة.

فقد أعربت القمة عن “التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي-ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا” التي تعيش فوضى وأزمة اقتتال داخلي منذ سقوط معمر القذافي في 2011.

كما التزم القادة بـ ” قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”.
تضامن مع السعودية

وفي لفتة تضامنية مع السعودية ثمّن القادة العرب “السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف أوبك+ من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء”.

وقررت أوبك بلاس، المكونة من الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية وشركائها العشرة بقيادة روسيا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر خفض حصص إنتاج النفط بهدف دعم أسعار النفط الخام التي كانت تتراجع.

وأثار القرار حفيظة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لوّح بعواقب على الرياض بسبب هذا القرار، الذي اعتبرته واشنطن في صالح روسيا التي تبحث تمويلات في حربها على أوكرانيا.

المصدر: يورو نيوز