اعتقال 13 شخصاً يشتبه بتورطهم في حرائق غابات الجزائر

أعلن مسؤول أمني في الجزائر، أمس، مواصلة الأبحاث والتحريات بعد اعتقال 13 شخصاً يشتبه في تورطهم بحرائق الغابات التي مست مناطق متفرقة من البلاد، وخلفت أكثر من 40 قتيلاً.

وقال المقدم عبد القادر بزيو، رئيس مصلحة الاتصال بقيادة جهاز الدرك الوطني الذي يتبع وزارة الدفاع، في تصريحات للإذاعة الجزائرية الحكومية، إن التحقيقات لا تزال متواصلة.

من جهته، كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة الطاهير بجيجل، في بيان له أمس، عن توقيف متهم بإضرام النار، وإيداعه الحبس المؤقت بأمر من قاضي التحقيق. وقال البيان إنه «عملاً بأحكام قانون الإجراءات الجزائية، يعلم وكيل الجمهورية لدى محكمة الطاهير الرأي العام بأن التحقيقات القضائية الجارية حول حرائق الغابات، لا سيما الحريق الذي اندلع بغابة مشتة (الجيزة) ببلدية جيملة، أفضت إلى توقيف المتهم (ع.ر)، وتقديمه أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الطاهير».

وتابع البيان أن المتهم تم توقيفه عن جناية وضع النار عمداً، طبقا للمواد «396» و«396 مكرر» من قانون العقوبات، مبرزاً أن «قاضي التحقيق لدى محكمة الطاهير، وبعد سماع المتهم عند الحضور الأول، أصدر أمراً بإيداعه الحبس المؤقت».

وفي وقت سابق من يوم الأحد، أكد مسؤول في جهاز الدرك بولاية الطارف، ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات بالمنطقة إلى 36 قتيلاً، لتصبح أكثر الولايات تضرراً من حرائق الغابات التي ضربت أجزاء متفرقة من البلاد. كما أفادت لجنة محلية في وقت سابق بأن من بين الضحايا 11 طفلاً و6 نساء و13 رجلاً، وعدداً غير معلوم من الجرحى والمصابين.

وكان وزير الداخلية كمال بلجود، قد أعلن مساء الأربعاء الماضي، عن سقوط 26 قتيلاً؛ منهم 24 في ولاية الطارف وحدها، وقتيلان في ولاية سطيف، جراء الحرائق التي مست عدداً من الولايات الشرقية بالجزائر. فيما قالت مصادر أمنية إن حرائق الغابات التي تمت السيطرة عليها، أسفرت عن إصابة 183 شخصاً أيضاً، فضلاً عن احتراق أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي.

في سياق ذلك، وبحسب ما أفادت به قيادة الدرك الوطني الإذاعة الجزائرية، أمس، فقد ارتفعت حصيلة الحرائق التي اجتاحت مناطق حرجية وحضرية في شمال شرقي الجزائر إلى 43 قتيلاً، ويرجح ألا تكون الحصيلة النهائية.

وذكرت القناة الثالثة للإذاعة الجزائرية، نقلاً عن قيادة الدرك الوطني، أن «الحصيلة الجديدة لضحايا الحرائق ارتفعت إلى 43 قتيلاً» بعدما كانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 38 شخصاً في الحرائق، التي طالت 14 ولاية، أبرزها ولاية الطارف الحدودية مع تونس. وأضافت قيادة الدرك الوطني أن «عملية التعرف على الجثث مستمرة»، وهو ما يرشح الحصيلة للارتفاع.

وبخصوص التحقيقات القضائية الجارية حول أسباب الحرائق، ذكرت قيادة الدرك الوطني أنها أوقفت عدة أشخاص يُشتبه في تورطهم في الحرائق الأخيرة، لكن دون توضيحات أكثر.

من جانبها، أعلنت «الحماية المدنية» أنها قامت في ما بين السبت والأحد بإخماد 31 حريقاً في مناطق مختلفة من الجزائر.

ويشهد شمال الجزائر كل صيف حرائق حرجية، لكن هذه الظاهرة أصبحت تتفاقم سنة تلو أخرى بفعل التغير المناخي الذي يزيد من موجات الجفاف والحر. فيما يرى خبراء أن نقص التجهيزات، خصوصاً الطائرات، وكذلك عدم تحصين الغابات بالشكل الجيد، من أهم أسباب اندلاع الحرائق.

وتستخدم الجزائر طائرة إخماد واحدة من طراز «بيريف بي إي 200» تم استئجارها من روسيا، لكنها تعطلت خلال عملها الأسبوع الماضي. لكن بحسب الإذاعة الجزائرية، عادت الطائرة الروسية إلى الخدمة الأحد لتعمل إلى جانب مروحيات الجيش والحماية المدنية.

المصدر: الشرق الأوسط