«الاستقلال» المغربي يعلن رسمياً رفض ترشيح أمينه السابق للانتخابات

حسم نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، الجدل الذي أثير مؤخراً حول رغبة حميد شباط، الأمين العام السابق للحزب، في الترشح في الانتخابات المحلية (البلديات) في مدينة فاس.
وقال بركة في ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء أمس بالرباط، إن الأمين العام السابق «له مكانته الخاصة داخل الحزب»، لكنه أوضح أن هذه المكانة لها واجبات، مشيراً إلى ضرورة التزامه «واجب التحفظ».
وأضاف أن الأعراف داخل الأحزاب المغربية تفيد بأن الأمناء العامين السابقين للأحزاب لا يترشحون في الانتخابات لأنه إذا فشل الأمين العام السابق في الاقتراع فسيكون ذلك «فشلاً للحزب»، حسب قوله. ويعتبر هذا أول موقف رسمي علني لقيادي في الحزب ضد ترشيح شباط. وكان شباط قد أعلن نيته الترشح باسم حزب الاستقلال بمدينة بفاس للحصول على منصب عمدة المدينة، وتمكن من تعبئة جميع الفروع المحلية للحزب بالمدينة حوله، بيد أن اللجنة التنفيذية رفضت ترشيحه، وقامت بحل جميع فروع الحزب بالمدينة، حتى لا يتم ترشيحه، لأن قانون الحزب ينص على أن الترشيحات في الانتخابات المحلية تتم من طرف مؤسسات الحزب المحلية. وأدى هذا الموقف إلى رد فعل من طرف شباط الذي هاجم قيادة الحزب في تصريحات متكررة.
ولم يكتف بركة بإعلان رفضه ترشيح شباط بسبب مكانته، إنما قال إنه فشل في آخر انتخابات في مدينة فاس سنة 2015، حيث لم ينتخب عمدة للمدينة. وقال إن ساكنة فاس قامت بتصويت «عقابي» ضد من سيّروا المدينة ولا يمكن للحزب أن يعيد تقديم الوجوه نفسها التي وصفها بأنها «من القرن الماضي».
وتولى شباط منصب الأمين العام للحزب من 2012 إلى 2017، وشغل منصب عمدة مدينة فاس ما بين 2003 و2015. لكنه فشل في إعادة انتخابه أميناً عاماً للحزب في 2017، وجرى انتخاب بركة أميناً عاماً جديداً.
وخلال السنتين الماضيتين غاب شباط عن المغرب وأقام بين تركيا وألمانيا، في ظروف غامضة، لكنه عاد إلى المغرب، وشرع في تهيئة نفسه للترشح للانتخابات.
من جهة أخرى، عبّر بركة عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، وقال إن ثمانية من أعضاء اللجنة التنفيذية سيتقدمون للانتخابات التشريعية المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل. وأشار إلى أنه شخصياً سيترشح في مدينة العرائش (شمال المغرب).
وبخصوص التحالفات المقبلة، قال إنه لا يمكن إعلان تحالفات قبل الانتخابات، لأنه «من الصعب الوفاء بها»، مذكراً بتجارب تحالفات سابقة فشلت لأنها جرت قبل الانتخابات، مشيراً إلى أن التحالفات ستجري بعد ظهور النتائج. لكنه أوضح أن الأولوية في التحالف ستكون مع أحزاب المعارضة التي ينسق معها الحزب، خاصة «الأصالة والمعاصرة» و«التقدم والاشتراكية».

المصدر: الشرق الأوسط