الانتخابات الرئاسية التركية: ما هو حزب “الظفر” اليميني المتطرف الذي يريد ترحيل اللاجئين السوريين في غضون عام؟

ما هو حزب “الظفر” (أو النصر) اليميني المتطرف الذي قرر مساندة المرشح المعارض كمال كليتشيدار أوغلو منافس أردوغان في الدورة الثانية للانتخابات التركية التي ستجري الأحد 28 مايو/أيار؟

ما طموحات هذا الحزب الذي جعل من مسألة ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم عنوانا بارزا في برنامجه السياسي، مستخدما بذلك وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره المتطرفة واستقطاب فئات الشباب بهدف توسيع دائرته السياسية والانتخابية.

“ترحيل اللاجئين السوريين في غضون عام واحد”

ولد أوميت أوزداغ في العام 1961 بالعاصمة اليابانية طوكيو حيث كان يعمل والده، وهو أحد مؤسسي “الحركة القومية التركية”.

ورغم أن حزب “الظفر” حديث النشأة (2021)، إلا أنه تمكن في أقل من سنتين من فرض أفكاره لدى أطياف واسعة من المجتمع التركي. فيما أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام التركية وحتى الدولية.

السبب الرئيسي لذلك يعود إلى خطابه المعادي للاجئين السوريين حيث تمكن من تحويل ملف اللاجئين إلى مشكلة وطنية أخذت حيزا كبيرا من النقاش خلال الحملة الانتخابية، ما جعل جميع الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، تهتم بهذا الموضوع وتتحدث عن ضرورة إعادة اللاجئين إلى بلدهم في أقرب وقت ممكن.

لكن الفرق بين الأحزاب التركية وحزب “الظفر” هو أن هذا الأخير تعهد بترحيل جميع اللاجئين السوريين في غضون سنة واحدة فقط.

وفي هذا الشأن، صرح مصطفى سوينو أغلو، أحد المنظرين الإيديولوجيين لحزب “الظفر” لفرانس24 في غازي عنتاب أن الخطة تعتمد على “تسيير رحلات جوية وبرية طيلة سنة كاملة من جميع المدن التركية التي يتواجد فيها السوريون إلى سوريا”.

مضيفا “السوريون الذي يعيشون في تركيا يتشوقون إلى طبق الشاورما والحمص وإلى السباحة في شواطئ اللاذقية. لذا سنبذل كل جهودنا من أجل تجسيد هذا الحلم على أرض الواقع لإرضاء إخواننا”.

من جهته، قال زعيم حزب “الظفر” أوميت أوزداغ أثناء الزيارة التي قام بها إلى غازي عنتاب قبيل الدورة الأولى من الانتخابات، “أحد أهداف حزبنا هو تجديد الجمهورية التركية والتخلص من وجود السوريين لأنهم يشكلون خطرا على الجمهورية التركية”.

وأضاف: “سنفتح محادثات مع النظام السوري ثم نقوم بترحيل جميع اللاجئين. الدول الإمبريالية تستقبل لاجئين مثقفين وذوي قدرات تقنية عالية. أما تركيا فلقد فتحت الأبواب للأفارقة والسوريين. لكن عندما سيرحلون، سيتم توفير أكثر من 2 مليون شقة فارغة وسينخفض سعر الإيجار بشكل كبير”.

حزب “الظفر” يتحصل على 2,2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية

هذا، ويدعو حزب “الظفر” إلى تنفيذ سياسات اقتصادية واجتماعية تعود بالرفاهية على الأتراك فقط مع الحد من استفادة الأجانب من هذه السياسات، معتبرا أن “توطين المهاجرين في تركيا ما هي إلا خطوة لزعزعة استقرار البلد وتغيير سوسيولوجيا سكانه وتقويض الهوية القومية التركية”.

وتابع في حديث مع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية “إذا بقي هؤلاء اللاجئون هنا، ففي غضون 10 سنوات ستبدأ حدود الشرق الأوسط من شمال غرب تركيا”، مستدركا قوله “لقد خططنا لكل شيء حتى لا نسمح بحدوث ذلك”.

وذهب أوزداغ بعيدا في خطابه المعادي للاجئين، حيث نشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يدخل إلى متجر في مدينة إزمير لصائغ سوري، ليطلب من مالكه تقديم هويته وأوراقه الضريبية كأنه كان شرطيا. شريط الفيديو هذا أثار استياء كبيرا لدى عدد كبير من الأتراك الذين اتهموا زعيم حزب “الظفر” بـ”العنصري”.

و قرر أوزداغ دعم الاشتراكي الديمقراطي كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة بعدما “اتفقنا على خطة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية في غضون عام بعد الانتخابات بما يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان” حسب قوله.

وحصل حزب “الظفر” على 2,2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية. ما يضمن له على الأقل مقعدا في البرلمان التركي وهو مقعد زعيم الحزب نفسه.

هذا، وحسب ما أفادت به وسائل إعلام تركية نقلا عن أعضاء في الحكومة، فإن تركيا شرعت في بناء أكثر من 200 ألف وحدة سكنية في الشمال السوري بهدف “إسكان اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم من تركيا طوعا”.

المصدر: فرانس 24