البحرية الإسرائيلية تكثف وجودها في البحر الأحمر مع التركيز على إيران

كشف قائد سلاح البحرية الإسرائيلية المتقاعد حديثاً عن أن البحرية الإسرائيلية كثفت أنشطتها في البحر الأحمر «بشكل كبير» في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة للشحن البحري الإسرائيلي.
وأحجم نائب الأدميرال إيلي شارفيت عن تأكيد سلسلة من الهجمات والحوادث على السفن الإيرانية منسوبة لإسرائيل، غير أنه وصف الأنشطة الإيرانية في أعالي البحار بأنها مصدر قلق إسرائيلي كبير، مشيراً إلى أن «البحرية قادرة على الضرب حيثما كان ذلك ضرورياً لحماية المصالح الاقتصادية والأمنية للبلاد».
وقال شارفيت، في تصريح لوكالة «أسوشييتد برس» بعد أيام من فترة خدمته التي استمرت 5 سنوات: «دولة إسرائيل ستحمي حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم. فهذا لا يتعلق بالبعد عن البلد».
وأشرف شارفيت خلال فترة عمله على قوة صغيرة لكنها مجهزة تجهيزاً جيداً، وكانت مسؤولة عن حماية ساحل البحر المتوسط لإسرائيل وكذلك البحر الأحمر الذي يعدّ بوابة حيوية للواردات من آسيا.
ورغم تمتع البحرية الإسرائيلية بميزة التفوق الساحق على أعدائها في المنطقة، فإنها تواجه مع ذلك مجموعة من التهديدات؛ من بينها جماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة التي تمتلك ترسانة من صواريخ «أرض – بحر» الموجهة، وجماعة «حماس» المسلحة في غزة التي طورت فرقة صغيرة من الكوماندوز البحريين، فضلاً عن التحديات التي يمثلها النشاط العسكري الإيراني في جميع أنحاء المنطقة.
وتتمثل إحدى أهم مسؤوليات البحرية في حماية منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، والتي توفر الآن نحو 75 في المائة من الكهرباء التي تحتاجها إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن إيران تواصل محاولة تهريب أسلحة متطورة إلى «حزب الله». وأكد شارفيت أن إسرائيل اعترضت العديد من شحنات الأسلحة إلى «حزب الله». وقال: «نحن يقظون جداً فيما يتعلق بشحنات الأسلحة المنقولة بحراً، وفي كل مرة تكون فيها الشحنة واحداً من الأسلحة وليس شيئاً آخر، فإننا نتصرف».
ويتمثل قلق إسرائيل الأكبر إلى حد بعيد في العدو اللدود إيران، حيث تتهم إسرائيل إيران بمحاولة تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران. كما تشير إسرائيل إلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا المجاورة، ودعم إيران الجماعات المسلحة مثل «حزب الله» و«حماس».
في السنوات الأخيرة، انخرطت إسرائيل وإيران في «حرب ظل» شهدت مقتل علماء نوويين إيرانيين، وتفجيرات غامضة في منشآت نووية إيرانية، ومؤخراً سلسلة من التفجيرات على سفن شحن لها صلات إيرانية أو إسرائيلية، وفي معظم الحالات لم يعلن أحد مسؤوليته.
ورفض شارفيت مناقشة عمليات بعينها، لكنه ذكر أن النشاط البحري الإسرائيلي في البحر الأحمر نما «بشكل كبير» على مدى السنوات الثلاث الماضية. وقال: «لقد عززنا من وجودنا في البحر الأحمر بشكل ملحوظ، ونعمل هناك بشكل مستمر مع السفن الكبيرة».

المصدر: الشرق الأوسط