الجيش الإسرائيلي يعلن سحب قواته من جنوب غزة وإنهاء “مهمة” خان يونس

Israeli soldiers operate in the Gaza Strip amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, in this handout picture released on December 18, 2023. Israel Defense Forces/Handout via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY

سحبت إسرائيل كل قواتها من جنوب قطاع غزة بما في ذلك خان يونس، وفق ما أعلن الجيش ومسؤول عسكري اليوم الأحد، بعد أشهر من المعارك العنيفة مع حماس، والتي أدت الى دمار واسع في المنطقة.

وقال الجيش في بيان لوكالة فرانس برس “أنهت فرقة الكوماندوس 98 في الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد 7 أبريل (نيسان)، مهمتها في خان يونس وغادرت قطاع غزة للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية”.

وردا على سؤال لفرانس برس عما إذا كان هذا يعني انسحاب جميع القوات من جنوب غزة، أجاب مسؤول عسكري “نعم”.

وكانت رويترز قد ذكرت أن متحدث عسكري إسرائيلي قال اليوم الأحد إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي بعد تفاصيل أخرى.

لم يتضح ما إذا كان الانسحاب سيؤخر ما هدد به الجيش منذ فترة طويلة من توغل في مدينة رفح بجنوب القطاع، والذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه ضروري للقضاء على “حماس”.

ويأتي الانسحاب في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

ونشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أسماء أربعة جنود قتلوا في قطاع غزة ليرتفع عدد قتلاه إلى 604 منذ بدء القتال البري هناك، وذلك مع مرور ستة أشهر بالتمام على الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة “حماس”.

وقال الجيش في بيا، إن أفراد الكوماندوس الأربعة قتلوا، أمس السبت، في جنوب غزة، بعد أسابيع من التراجع النسبي في حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية.

تستأنف، اليوم الأحد، في القاهرة المباحثات الهادفة لإبرام هدنة بين إسرائيل و”حماس” في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسكها بمطالبها لوقف الحرب التي دخلت شهرها السابع في القطاع المدمر والمهدد بالمجاعة.

ويصل مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة “حماس” إلى العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأوردت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من السلطات المصرية، أمس السبت، أن العاصمة “تستضيف غداً اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بقطاع غزة”.

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شددت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

وأكدت “القاهرة الإخبارية” أن المباحثات سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. ويمثل الجانب المصري رئيس الاستخبارات العامة عباس كامل.

وأعلنت “حماس” أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية “سيتوجه، الأحد، إلى القاهرة استجابة لدعوة” مصرية.

وذكرت الحركة أن مطالبها لتحقيق الهدنة “تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”، وأكدت أن هذه “مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها”.

تبادل اتهامات

وتشهد المحادثات تعثراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين “حماس” وإسرائيل “بالمراوغة” و”التشدد”.

وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وأتاحت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مع شن حركة “حماس” هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل متعهدة “القضاء على حماس”، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، مما تسبب بمقتل 33137 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة “حماس”، وخلف دماراً هائلاً وكارثة إنسانية خطرة في قطاع غزة.

كما خطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

ضغوط داخلية متزايدة

وتتسبب قضية الرهائن بضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم إلى عائلاتهم.

وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد نصف عام من الحرب الإسرائيلية ضد “حماس” في غزة.

وقال المنظمون إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته “ميدان الديمقراطية” منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي.

وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين هتفوا “الانتخابات الآن”، ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع، الأحد.

كما نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن.

وقال لبيد في التظاهرة “إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا”، مضيفاً “ما لم نرسلهم إلى بيتوهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدماً”.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهراً.

وانضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.

في قيسارية، شمال تل أبيب، اندلعت أيضاً صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر إقامة نتنياهو الخاص.

المصدر: اندبندنت عربية