الحرب في غزة تخيم على مظاهرات عيد العمال حول العالم

أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط وأوقفت 210 متظاهرين على الأقل بعدما حظرت السلطات مسيرات الأول من أيار/مايو (عيد العمال) في ساحة تقسيم التاريخية في إسطنبول.

ونشر أكثر من 40 ألف شرطي في أنحاء إسطنبول وأغلقوا حتى الشوارع الجانبية الصغيرة بحواجز معدنية لمحاولة منع المتظاهرين من التجمع.

ووقعت صدامات بين الشرطة والمتظاهرين عندما حاول هؤلاء اختراق حواجز الشرطة للوصول إلى ساحة تقسيم التي كانت في العام 2013 مركز الاحتجاجات ضد الرئيس رجب طيب إردوغان.

اليونان

تظاهر أكثر من ألفي شخص في أثينا على ما أفادت الشرطة، فيما تأثرت حركة النقل البري والبحري بسبب إضراب. وتوقفت حركة العبارات التي تربط بين بر اليونان الرئيسي وجزرها في بحر أيجه والأيوني فيما حصل توقف متقطع لحركة قطارات الانفاق والترامواي والحافلات في أُثينا.

ورفع الاتحاد العام لأجراء القطاع الخاص شعار “ثماني ساعات عمل أينما كان وحقوق أينما كان ونضال مستمر!”.

وكانت التعبئة كبيرة خصوصا في صفوف عمال النقل المشترك الذين يطالبون بعقود عمل جماعية كانت ألغيت خلال الأزمة الاقتصادية، وبتوظيف عمال جدد وزيادة الأجور.

وطالبت نقابة بامي القريبة من الحزب الشيوعي برفع الأجور ووقف الهجمات على النشاط النقابي وبتدابير عاجلة ضد غلاء المعيشة ولحماية صحة العمال وسلامتهم. وانتهت التظاهرة بإلقاء طلاء أحمر على نافورة ساحة سينتاغما في وسط أثينا.

ورفع متظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات دعم للطلاب الذين يعتصمون في جامعات أميركية وفرنسية على خلفية حرب غزة.

فرنسا

تظاهر عشرات الآلاف في فرنسا بمناسبة هذا العيد ورافق تحركهم بعض التوتر أحيانا على خلفية مطالب مختلفة للنقابات على صعيد الأجور والسلام على خلفية الحرب في قطاع غزةبين إسرائيل وحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية..

من مرسيليا إلى ليون مرورا برين وتولوز عكست مواكب العمال في المدن الفرنسية، والتي رفع خلال الكثير منها العلم الفلسطيني، المطالب المختلفة.

في العاصمةحيث قدرت النقابات عدد المشاركين بخمسين ألفا في مقابل 18 ألفا بحسب الشرطة، انطلق الموكب وسط أجواء احتفالية مطلع بعد الظهر لكن ما لبث أن توتر الوضع مع إلقاء الغاز المسيل للدموع وهجمات للشرطة في مقدم المسيرة.

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إن نحو 4500 ألف شخص بينهم “مئات” من الراديكاليين تجمعوا قبل انطلاق الموكب. وفد أضرمت النيران في شاحنة صغيرة ولحقت أضرار بواجهات متاجر عدة. وأشارت قيادة الشرطة إلى توقيف 25 شخصا قرابة الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش. وقد نشر 12 ألف شرطي ودركي في فرنسا بينهم خمسة آلاف في باريس بحسب مصدر في الشرطة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية في حزيران/يونيو، انضم مسؤولون سياسيون إلى مواكب العمال.

وكانت النقابات مثل الاتحاد العمالي العام فضلا عن منظمات شبابية وجهت نداء مشتركا “ضد التقشف” ومن أجل تعزيز العمالة والأجور ودعما للسلام.

تونس

تظاهر أكثر من 2500 ناشط من الاتحاد العام التونسي للشغل في وسط العاصمة التونسية دفاعا عن “الحوار الاجتماعي والحقوق النقابية”.

وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أولا في المقر المرمم بالكامل للاتحاد “شغل حرية كرامة وطنية”، قبل أن يسيروا على شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة. وقدرت الشرطة عددهم بنحو 2500 مشارك فيما قدم المنظمون رقم 3500 شخص.

وحمل المتظاهرون الاعلام التونسية كما العلم الفلسطيني أحيانا ورفعوا لافتات تحمل مطالبهم ولا سيما المساواة في الأجور وتندد بغلاء الأسعار في بلد يعاني من تضخم سنوي نسبته 8 %.

ألمانيا

في ألمانيا أصيب نحو ثلاثين شخصا في انقلاب عربة في إطار مسيرة الأول من أيار/مايو قرب مدينة فرايبورغ-إم-بريسغاو (جنوب غرب) على ما أفادت الشرطة المحلية. وأوضحت الشرطة أن العربة التي كان يقطرها جرار “انقلبت على جانبها” عندما كان سائقها ينعطف بها يسارا “فأصيب نحو ثلاثين شخصا بينهم عشرة إصابتهم بليغة”. وأشارت الشرطة إلى أن “فرق الإسعاف المدعومة بمروحيات عدة نقلت بعض الجرحى إلى المستشفيات” لا سيما إلى سويسرا المجاورة.

وأفادت الشرطة الألمانية بتجمع نحو 3600 شخص في مستهل مظاهرة كبرى في العاصمة برلين. وقبيل انطلاق الموكب الاحتجاجي، قالت متحدثة باسم الشرطة مساء اليوم إن الإقبال لا يزال كبيرا على المظاهرة. وقبل بدء المظاهرة، كان مئات الأشخاص تجمعوا عند نقطة انطلاق المظاهرة في كرويستبرغ وحمل العديد من المتجمعين أعلام فلسطين وارتدى آخرون الوشاح الفلسطيني، وتحدث خطباء عن “العداء الصريح لهذا النظام”، وإلى جانب أعلام فلسطين، حمل مشاركون لافتات كبيرة مناوئة لإسرائيل عليها عبارات من بينها “لا أسلحة لإسرائيل”.

وقبل المظاهرة توقعت الشرطة أن يزيد عدد المشاركين في مظاهرة عيد العمال في برلين عن 10 آلاف شخص، وتوقعت تواجد متظاهرين عدوانيين يرشقون قوات الشرطة بالزجاجات والحجارة.

وكانت جماعات يسارية متطرفة دعت إلى تنظيم هذه المظاهرة. وكانت السنوات السابقة شهدت اندلاع أعمال عنف أثناء هذه المظاهرة خاصة من قبل مثيري الشغب من اليساريين المتطرفين.

وحسب تصريحات أدلت بها وزيرة داخلية ولاية برلين إيريس شبرانغر، نشرت الشرطة في الطرق إجمالا 6200 فرد منهم 2400 شرطي من ولايات أخرى ومن الشرطة الاتحادية، كما تحدثت عن توفير وحدات فنية مع مركبات لإزالة الحواجز ومدافع المياه وطائرة هليكوبتر تابعة للشرطة فضلا عن أعمدة إضاءة لإنارة الشوارع بشكل خاص في حيي كرويتسبيرغ ونويكولن.

المصدر: دي دبليو