الحوثي يصعد من هجماته في البحر الأحمر وتوسيع لدائرة العمليات – ماذا يعني ذلك ومدى تأثير الهجمات على المنطقة العربية واليمن خصيصاً… بقلم/ أيمن عبد المجيد

بقلم/ أيمن عبد المجيد

أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، توسيع دائرة العمليات، ردَّا على الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وقال الحوثي: “مع العدوان الإسرائيلي على رفح، تشمل مرحلة التصعيد الرابعة أي سفن لأي شركة لها علاقة بالإمداد أو نقل بضائع للعدو وإلى أي جهة ستتجه”.

وأضاف: “أي سفينة نقلت بضائع لموانئ العدو من بعد صدور قرار الحظر فإنها ستكون هدفا لنا في أي مكان تطاله أيدينا”.

وتابع: “لدينا إمكانية الاستهداف في المرحلة الرابعة ونفكر في المرحلة الخامسة والسادسة وليست لدينا خطوط حمراء”.

وأشار زعيم الحوثيين إلى أن “العمليات في جبهة اليمن مستمرة في الاستهداف للسفن الأميركية والإسرائيلية والبريطانية والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي”.

وأوضح أن عدد السفن المستهدفة بلغ 112 سفينة، مبرزا “كانت العمليات خلال هذا الأسبوع بـ10 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيرة”.

وأردف قائلا: “عدد العمليات خلال شهر شوال بلغ 25 عملية، نفذت بـ71 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة”.

قالت مجموعة ميرسك للشحن البحري، الاثنين، إن من المتوقع أن تؤدي أزمة حركة شحن الحاويات في البحر الأحمر إلى خفض قدرة القطاع بين الشرق الأقصى وأوروبا بما يتراوح بين 15 و20 بالمئة في الربع الثاني من العام.

وعزت المجموعة ذلك إلى أن الوضع في البحر الأحمر يواصل التدهور ويتسبب في اضطرابات في قطاع النقل البحري.

وقامت شركة ميرسك وشركات شحن أخرى بتحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا منذ ديسمبر الماضي لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث أدت أوقات الرحلة الأطول إلى ارتفاع أسعار الشحن.

وقالت شركة ميرسك في تحذير حديث للعملاء الاثنين: “توسعت منطقة الخطر، والهجمات تصل إلى مناطق أبعد في البحر”.

وأضافت: “لقد أجبر هذا سفننا على إطالة رحلتها بشكل أكبر، مما أدى إلى وقت وتكاليف إضافية لتوصيل البضائع إلى وجهتها في الوقت الحالي”.

وقالت الشركة الدنماركية، التي يُنظر إليها على أنها مقياس للتجارة العالمية، الأسبوع الماضي إن اضطرابات الشحن الناجمة عن هجمات البحر الأحمر من المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام على الأقل.

وشملت التأثيرات غير المباشرة الاختناقات وتكدس السفن، حيث تصل عدة سفن إلى الميناء في نفس الوقت، بالإضافة إلى نقص المعدات والقدرة الاستيعابية.

وقالت ميرسك: “نحن نفعل ما بوسعنا لتعزيز الموثوقية، بما في ذلك الإبحار بشكل أسرع وإضافة طاقة استيعابية”، مضيفة أنها استأجرت حتى الآن أكثر من 125 ألف حاوية إضافية.

وأكدت الشركة على أنها “أضافت قدرة استيعابية، حيثما كان ذلك ممكنا، بما يتماشى مع احتياجات عملائنا”.

ويشهد العالم العربي بالتحديد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار وتكاليف المعيشة، أضيفت إليها أحداث البحر الأحمر، إذ يعاني الاقتصاد المصريّ من أزمة ديون خانقة وارتفاع في الأسعار على نطاق واسع وغير مسبوق، ويعد مضيق باب المندب في البحر الأحمر نقطة حيوية بالنسبة الى مصر، ويؤدي تعليقه إلى إعاقة حركة الشحن عبر قناة السويس، ما يؤثر على دخل مصر.

يذكر أيضاً أن نحو 20 في المئة من استهلاك النفط والغاز في العالم يمر عبر باب المندب، وتتعامل قناة السويس مع ما يقرب من 98 في المئة من السفن التي تسافر بين أوروبا وآسيا، ما يمثل نحو 30 في المئة من حركة الحاويات العالمية و12 في المئة من تجارة السلع العالمية.

ينطبق الأمر على اليمن أيضاً، فمن المتوقع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي خلال الأشهر المقبلة جراء انخفاض الواردات بنسبة نحو 40 في المئة. إذ تصل الواردات عبر الموانئ المطلة على البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون.

يشهد الأردن أيضاً ارتفاع الأسعار والتضخم بشكل عام بسبب اضطرابات البحر الأحمر، إذ يعتمد الأردن على نحو 90 في المئة من الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية، ويتجاوز 65 في المئة من حجم هذه الواردات عبر مضيق باب المندب، متجهة إلى ميناء العقبة الذي يعد المنفذ البحري الوحيد للمملكة.

إن كان لهجمات الحوثي تاثيرا غير مباشرا أو على المدى الطويل بالنسبة للإقتصاد العالمي، فإن التأثر المباشر والفوري ينعكس على العالم العربي ويزيد من معاناة الشعوب الفقيرة.

الحوثي محور من محاور المقاومة وماليشيا تابعة لإيران تنفذ أجندتها التي الغرض الأول والأخير منها زعزعة أمن وإستقرار الشعوب العربية وصرف الإنتباه عنها وما يدور بداخلها

وفي النهاية سؤال يطرح نفسه علينا… ما الذي يجعل الحوثيين فجأة مهتمين بالدفاع عن إخواننا وأخواتنا في غزة (كما ينبغي علينا)، في حين أنهم لم يظهروا على وجه الإطلاق قدرتهم على الدفاع عن شعبهم وتوفير لهم حياة خالية من الظلم والقمع والكذب والغش والخداع؟

واضح أنه لا يهمهم شعب غزة أو فلسطين أو ايا من شعوبنا العربية حيث الأولوية الأولى والأخيرة هي بقائهم على قيد الحياة ونشر الفوضى في اليمن حيث يمن مستقر يمثل تهديدا لهم والنفوذ الإيراني بالمنطقة

المصدر: وكالات