الرئيس التنفيذي ل”تيك توك” في الكونغرس الأميركي لتجنب حظر التطبيق

يحاول الرئيس التنفيذي ل”تيك توك” شو زي تشو ما في وسعه من أجل بقاء هذا التطبيق لمشاركة الفيديو الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، مع انطلاق جلسة استماع أمام مجلس النواب الأميركي الخميس بعد التهديد بحظره للاشتباه بعلاقات بين الشركة والحكومة الصينية.

وبدأ السنغافوري البالغ 40 عاما التحدث أمام لجنة الطاقة والتجارة النافذة في مجلس النواب في جلسة يتوقع أن تستمر ساعات يستجوبه خلالها الجمهوريون والديموقراطيون الذين يخشون أن تكون بكين تستخدم التطبيق لأغراض التجسس أو الترويج لدعاية.

ويتعرض تطبيق تيك توك الذي تملكه شركة بايت دانس الصينية لضغوط هائلة من دول غربية عدة مع مطالبة مسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة وفي مفوضية الاتحاد الأوروبي وكذلك المملكة المتحدة وكندا بحذف التطبيق من أجهزتهم.

كذلك، نصحت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الثلاثاء موظفيها بإزالة تيك توك من هواتفهم.

لكن الخطر الأكبر الذي يهدد تيك توك مصدره الولايات المتحدة حيث أنذرت إدارة الرئيس جو بايدن الشركة بأن تتخلى عن ملكيتها الصينية وإلا ستواجه حظرا تاما.

وقال تشو في تصريحاته الاولى “شركة بايت دانس ليست تابعة أو خاضعة لسيطرة الحكومة الصينية وهي شركة خاصة”.

وأضاف “60 في المئة من الشركة تملكها مؤسسات استثمارية عالمية. 20 في المئة يملكها مؤسسها و20 في المئة يملكها موظفون في كل أنحاء العالم”.

وأوضح “نعتقد أن المطلوب هو قواعد شفافة واضحة تنطبق على كل شركات التكنولوجيا — الملكية ليست أساسا لمعالجة هذه المخاوف”.

لكنه أشار إلى أن بعض البيانات الأميركية ما زالت متاحة لموظفي الشركة في الصين قائلا “اليوم، لا تزال هناك بعض البيانات التي نحتاج إلى حذفها”.

وسيكون الحظر إذا طبّق، خطوة غير مسبوقة بحق شركة إعلامية تتّخذها الحكومة الأميركية، وسيؤدي إلى قطع 150 مليون مستخدم شهريا في البلاد عن التطبيق الذي أصبح مصدر الترفيه الأكثر مشاهدة في البلاد بعد نتفليكس، خصوصا بين الشباب.

ورغم تأكيدات تشو، يبدو أن القرار متّخذ في واشنطن مع العديد من التشريعات بما فيها مشروع قانون يدعمه البيت الأبيض، ما يمهد فعلا لحظر التطبيق.

وقالت رئيسة لجنة الطاقة والتجارة كايثي مكموريس رودجرز مع بدء الجلسة “اختار تيك توك بشكل متكرر المسار الذي يعطيه المزيد من التحكم والمزيد من المراقبة والمزيد من التلاعب. يجب حظر منصتكم”.

وأضافت أن المستخدمين الأميركيين البالغ عددهم 150 مليونا لتطبيق تيك توك “هم “أميركيون يمكن للحزب الشيوعي الصيني جمع معلومات حساسة عنهم، والتحكم في ما نراه ونسمعه ونؤمن به”.
“الكف عن القمع”

في الأشهر الأخيرة من ولايته، حاول الرئيس السابق دونالد ترامب أيضا حظر التطبيق، لكنّ قاضيا أميركيا قوض جهوده في نهاية المطاف.

وحضّت بكين الأسبوع الماضي واشنطن على “الكف عن قمع تيك توك بشكل غير مبرر” وقالت إن الولايات المتحدة لا دليل لديها على أن تيك توك يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.

وقالت وزارة التجارة في بكين الخميس إنها ستعارض “بشدة” أي عملية بيع قسرية، مشيرة إلى أي بيع أو فصل لشركة تيك توك سيتطلب موافقة السلطات الصينية.

وأضاف الناطق باسم الوزارة شو جوتينغ “فرض بيع تيك توك… سيقوض بشكل خطير ثقة المستثمرين من مختلف البلدان، بما فيها الصين، للاستثمار في الولايات المتحدة”.

والأربعاء، تجمّع عشرات الفتيان والمدرّسين وأصحاب الأعمال أمام مبنى الكابيتول للتعبير عن معارضتهم لفرض حظر محتمل.

وقالت رائدة الأعمال الطموحة في مجال صناعة الصابون @ countrylather2020 لمتابعيها البالغ عددهم 70 ألفا في مقطع فيديو صوّرته بعد وصولها إلى واشنطن “هل هناك منصات أخرى؟ بالتأكيد، أنا أستخدمها. لكن لا تملك أي منها نطاق الوصول الذي يتمتع به تيك توك”.

وستكون عملية البيع، حتى لو اتفق جميع الأطراف عليها، معقدة للغاية.

ويعود نجاح المنصة إلى خوارزمية التوصيات القوية وسيكون “تقسيم الخوارزمية بين تيك توك وبايت دانس مشابها لعملية فصل توأمين سياميين” كما قال المحلل دان إيفز من “ويدبوش” المتخصصة لوكالة فرانس برس.

وما زال تيك توك يأمل في استرضاء السلطات.

وستروّج شهادة تشو لخطة الشركة الدقيقة المعروفة باسم بروجكت تكساس للحد من مخاوف الأمن القومي، والتي ستحول بموجبها معالجة البيانات الأميركية على قسم تديره الولايات المتحدة.

وسيبلغ تشو المشرعين بأن تيك توك أنفق 1,5 مليار دولار على المشروع ووظف 1500 شخص في الولايات المتحدة لإطلاقه.

المصدر: فرانس 24