الرباط: افتتاح مؤتمر «يوروميد» لبحث التقدم المحرز في إشكالية الهجرة

قال السفير المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الجهوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، إن الهجرة «تشكل فرصة سانحة تنطوي على إمكانات مهمة من أجل غد أفضل».
وأوضح يزوغ، خلال افتتاح مؤتمر النظراء الثالث المنظم من قبل برنامج «يوروميد» للهجرة الخامس، أمس في الرباط، تحت شعار «شراكات الهجرة متعددة الأطراف من أجل تنمية مستدامة في المنطقة الأورو – متوسطية»، أن «التبادل البشري يظل فرصة سانحة تنطوي على إمكانات مهمة، من شأنها تحقيق مستقبل أفضل لمجتمعاتنا»، مشدداً على الإسهام الإيجابي للهجرة على المستوى الاقتصادي.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي يشارك في تنظيمه كل من المركز الدولي لتنمية سياسات الهجرة، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بدعم من الاتحاد الأوروبي، إلى تقييم التقدم المحرز في حكامة الهجرة في المنطقة الأورو – متوسطية، بعد مرور أربع سنوات على اعتماد ميثاق مراكش، واستكشاف مقاربات جديدة للتعاون الدولي من أجل إدارة فعالة ومبتكرة ومسؤولة، وذات منفعة متبادلة للهجرة والتنقل.
وأضاف بزوغ أن «فئة الشباب من المتعلمين والخاضعين للتكوين هي التي تستجيب في الغالب لفرص العمل، التي لا توفرها السوق المحلية»، مضيفاً أن المهاجرين يسهمون كذلك في الإثراء الثقافي للمجتمعات المضيفة، من خلال تقديم أفكار جديدة، والرغبة في النجاح، مما يعزز دينامية المجتمع. مبرزاً أنه «آن الأوان للعمل لصالح هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة ومفيدة للجميع، ووضع حد للتصور السلبي الخاطئ في منطقتنا».
ومن هذا المنطلق، دعا السفير يزوغ إلى العمل المشترك لفائدة أجندة إيجابية مشتركة «تعتبر قضية الهجرة رافعة للتنمية وليست عقبة، وفرصة وليست خطراً محدقاً».
في السياق ذاته، قال يزوغ إن المغرب، وبالنظر إلى موقعه الجغرافي، أدرج منذ فترة طويلة الهجرة ضمن أولوياته، مشيراً إلى أن المملكة اليوم تعد بلد انطلاق وعبور، ولكن أيضاً بلد استقبال، كما أوضح أن المغرب «أظهر التزامه بهذه القضية على مر السنين على المستوى الوطني والإقليمي، والدولي، كما أبان عن كونه شريكاً موثوقاً ومستعداً للعمل بروح المسؤولية، والتضامن في جوانب الهجرة مع جميع شركائه».
وعلى الصعيد الوطني، أوضح يزوغ أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، تتبنى سياسة هجرة قائمة على استراتيجيتين وطنيتين، تتمثلان في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، والاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج، مذكراً بأن هاتين الاستراتيجيتين تحميان الحقوق والحريات الأساسية للأجانب المقيمين في المغرب والمغاربة المقيمين بالخارج… ويتم تنفيذهما بالتعاون والتنسيق مع الدول الأفريقية والأوروبية المجاورة، وذلك من أجل ضمان انتظام الهجرة من وإلى المغرب، وفق طرق آمنة تقلل قدر الإمكان من مخاطر الاستغلال والاتجار وسوء المعاملة.
وتابع يزوغ موضحاً أن المغرب قدم على الصعيد الدولي، ومنذ فترة طويلة، الدعم لوضع إطار حكامة دولي للهجرة، مبرزاً أن المملكة تشارك بفاعلية في أعمال المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، الذي ترأسته خلال دورة 2017-2018، بشكل مشترك مع ألمانيا، كما استضافت على أراضيها في ديسمبر (كانون الأول) 2018، المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على اتفاق مراكش للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.
في سياق ذلك، أكد يزوغ أن «المغرب ملتزم أيضاً بقضية الهجرة في المنطقة الأورو – متوسطية على المستوى الثنائي والإقليمي، ولا سيما الاتحاد من أجل المتوسط وحوار 5 5»، مشيراً إلى التزام المغرب أيضاً بعمليات حوار منظمة ومعمقة، وإجراءات تعاون ملموسة ومتعددة الأوجه مع الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء فيه.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أيضاً، المدير العام للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة مايكل سبيندليغر، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في المغرب، باتريسيا يومبارت كوساك.

المصدر: الشرق الأوسط