السودان: مناشدات دولية “بوقف فوري” للعنف ومبادرات إقليمية لنزع فتيل الأزمة

تتوالى المبادرات الساعية لإنهاء الأزمة في السودان والمناشدات لوقف القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي. فغداة بدء الاشتباكات عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا لبحث الأزمة داعيا أطراف النزاع لوقف القتال فورا. فيما دعت القاهرة إلى تغليب الحوار لحل الخلافات. بينما رفض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أي تدخل خارجي في الأزمة السودانية يؤدي إلى تعقد الأوضاع. وقررت هيئة تنمية شرق أفريقيا “إيكاد” إرسال رؤساء كينيا وجيبوتي وجنوب السودان للتوسط بين أطراف النزاع. ودعا أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني جيمس كليفرلي إلى “وقف فوري” للعنف في السودان.

بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان الإثنين، دعا وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني إلى “وقف فوري” للعنف في السودان حيث خلفت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع 97 قتيلا. كما دعت وزارة الخارجية الألمانية الإثنين طرفي القتال في السودان إلى وقف تصعيد الصراع، وذكر متحدث باسم الوزارة أن لجنة أزمة تشكلت لبحث الوضع في السودان وأن اللجنة تتابع التطورات عن كثب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى “وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”. وأضاف: “ثمة قلق عميق مشترك بشأن القتال… والتهديد الذي يشكله على المدنيين وعلى السودان والذي قد يشكّله على المنطقة”.

ولفت إلى أنه تمت مناقشة الوضع في السودان مع حلفاء في الشرق الأوسط وأفريقيا وهناك اتفاق مشترك “حول ضرورة أن يعمل العسكريون… على ضمان حماية المدنيين وغير المقاتلين وكذلك مواطنين من دول أخرى”. وتابع على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كارويزاوا اليابانية أنه تم التوصل إلى الاتفاق على “الحاجة لوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”.

وقال كليفرلي إن ما سيحصل “في المستقبل القريب يكمن في أيدي الجنرالات المشاركين في هذا القتال” مضيفا “ندعوهم إلى وضع السلام أولا وإنهاء القتال والعودة إلى المفاوضات. هذا ما يريده شعب السودان وهذا ما يستحقه شعب السودان”.

واستعرت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر الأحد غداة يوم من المواجهات العنيفة بين الطرفين ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات في السودان إلى 97 قتيلا، بينهم 3 عمال إغاثة إنسانية تابعين للأمم المتحدة، وإصابة 600 على الأقل وفق نقابة الأطباء السودانية.

وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، ما أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.

والأحد، كان دوي القصف يُسمع في شوارع الخرطوم المهجورة التي انتشرت فيها رائحة البارود القوية، بحسب شهود.

استؤنف القتال بعد حلول المساء، فيما يلازم السودانيون منازلهم وسط مخاوف من صراع طويل قد يعمق حالة الفوضى ويبدد آمال الانتقال إلى ديمقراطية بقيادة مدنية.

وتواصل سماع دوي إطلاق نار كثيف في وسط الخرطوم قرب المطار فيما تصاعد دخان أسود كثيف من المنطقة المحيطة.

وتحول التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، إلى مواجهات عنيفة السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.

ذكرت قوات الدعم السريع، التي تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذين تحولوا إلى قوة رديفة للجيش، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى. لكن الجيش ينفي سيطرتها على المطار.

وتستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة ومدن أخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة وتعد من بين أفقر دول العالم.

المصدر: فرانس 24