المياه “تتبخر” في إيران.. أزمة عنوانها “الإفلاس المائي”

مع دخول حرارة الصيف، تترقب طهران بقلق احتجاجات “ساخنة” نتيجة نقص المياه وأزمات السدود، ووصول مناطق في البلاد لحالة “الإفلاس المائي”.

وانخفضت المياه أمام سدود طهران والأحواز بنسبة 30 بالمئة و64 بالمئة على التوالي، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وضع المياه في العاصمة “تجاوز مستوى التحذير”، لافتة إلى أن البلاد تعاني شحا في المياه.

ووفقا لشركة المياه والصرف الصحي، فإن أكثر من 76 بالمئة من استهلاك المياه في طهران من مصادر المياه المتجددة التي “تتناقص كل يوم”.

وأكد المدير العام لمكتب منشآت المياه والكهرباء التابع لشركة المياه الإقليمية بطهران، محمد شهرياري، للتلفزيون الحكومي: “لا يمكن توفير المياه الزراعية في اتجاه مجرى السدود”.

ويصحب هذه التحذيرات مخاوف أمنية، لأن نقص المياه كان أحد محركات الاحتجاجات الواسعة التي ضربت البلاد الصيف الماضي.

وتشهد إيران ارتفاع مستوى الجفاف، لدرجة أن بعض السهول المكتظة بالسكان وأجزاء من الهضبة الوسطى، وحتى أجزاء من العاصمة، حدث بها تغييرات ديموغرافية نتيجة الهجرات الجماعية.

وفي الأهواز، وقال مدير هيئة المياه والكهرباء في خوزستان عباس سادريانفر لوكالة أنباء الطلبة: “إننا واجهنا الجفاف للعام الثاني على التوالي، 64 بالمئة من الحجم المفيد للخزانات في سدود خوزستان فارغ”.

وبشأن إمدادات المياه للمحاصيل الصيفية، أوضح: “كمية الموارد المائية المتاحة والمخطط لها للصيف محدودة مقارنة بالظروف العادية”.

وهناك 5000 قرية بدون موارد مائية، و7000 قرية يتم إمدادها بواسطة الصهاريج، وفقا لتصريحات عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، حميد رضا محبوب فر، لوكالة “ميزان”.

إفلاس مائي

ويرى الصحفي الإيراني المتخصص في مجال المياه، نیك آهنغ کوثر، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” أن إيران تواجه أزمة كبيرة في ظل الإدارة الحكومية الخاطئة لملف المياه.

وضرب مثلا بأن استنزاف المياه الجوفية أدى لانخفاض احتياطاتها بشدة، كذلك السدود ليست في حالة جيدة بسبب انخفاض تساقط الأمطار، وإذا لم يتم تقليل استهلاك المياه، فلن تتمكن بعض السدود من توفير المياه.

ويتابع نیك آهنغ: “يمكن أن تؤدي ندرة المياه لاندلاع احتجاجات، ومشاكل للمزارعين، وارتفاع البطالة والفقر، وزيادة الهجرة من الريف للمدن.

ويحذر الصحفي الإيراني من صراع اجتماعي وحالة حرب: “يمكن أن يبدأ استمرار التوترات المائية باحتجاجات مدنية محدودة، ومع زيادة المعاناة، يؤدي لصراعات داخلية، وحرب عبر الحدود”.

أزمات مع الجيران

السياسة الخارجية مفتاح آخر للأزمة، حيث يرى أهنغ أن إيران “ستواجه صعوبة في إدارة مواردها المائية طالما فشلت في إقامة علاقات عقلانية مع جيرانها”، ضاربا المثل بأزماتها الخاصة بنهر هلمند مع أفغانستان، والزاب الصغير وسيروان اللذان يصبان في العراق، وآراس في تركيا.

وتلوح أزمة مياه بين إيران وتركيا، حيث أعرب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، عن استيائه أمام مجلس الشورى من بناء تركيا سدودا على الأنهار بين البلدين.

كما انتقد حكومة طالبان، قائلا: “إننا غير راضين عن سياستها فيما يتعلق بنهر هلمند”، وإنه مع إطلاق جزء من مياه سد كمال خان في أفغانستان وصل “جزء صغير” من مياهه لإيران.

وفي العراق أعلنت الحكومة تحضير ملف لرفع دعوى قضائية ضد إيران حيث اتهم وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، إيران، بقطع المياه عن بلاده بشكل كامل.

المصدر: سكاي نيوز عربية