الوضع البيئي في تونس ينذر بكارثة جراء إلقاء النفايات على قارعة الطرق

 

يتجه الوضع البيئي في تونس، نحو مزيد من التدهور، وذلك في ظل غياب استراتيجية وطنية أو سياسة بيئية قادرة على حماية المحيط ومنع انتشار التلوث.

ولعلّ من أهمّ المشاكل البيئة الحالية، هو تفاقم أزمة إلقاء النفايات على قارعة الطريق، في مختلف الأماكن و تزايد بؤر التلوث.

في منطقة باردو، بتونس العاصمة، تتزايد أعداد المحلات والمطاعم والمخابز وسط التجمعات السكنيّة في فترة وجيزة جدا، وهو ما أثار حفيظة قاطني هذه المنطقة لتكدّس النفايات في كل مكان وسط غياب آلية للتخلص منها بشكل منتظم.

وقالت إحدى سكان باردو لـ”سكاي نيوز عربية”: “ينفطر القلب لرؤية النفايات والأوساخ المتراكمة في كل مكان في باردو، التي كانت واحدة من أنظف وأجمل مناطق تونس”.

ويرد متساكن آخر بقوله: “من الصعب تصديق أن الأوساخ تتراكم بهذا الشكل بجوار الحنايا، أحد أهم المعالم الأثرية في تونس، وكان من المفترض أن تكون منطقة خضراء.. قدمنا العديد من الشكاوى للجهات المعنية دون الحصول على رد”.

ويقول متساكن آخر حول هذا التراكم الهائل للأوساخ: “يُعد وجود الكثير من المقاهي ومحلات الطعام من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة التي باتت لا تطاق”.

وفي ظل استياء المواطنين من عجز معظم البلديات عن مواجهة هذه الأزمة، تعدّدت المبادرات واختلفت بهدف إيجاد حلول بديلة للحدّ من انتشار التلوث.

ففي ورشة صغيرة، يعمل الفنان التشكيلي شريف زروي صاحب أول ورشة في تونس متخصصة في تنظيف وإعادة تصميم الأحذية الرياضية المستعملة ويجعل من بعضها تحفا فنية من خلال رسومات مميزة.

ويقول صاحب المشروع خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”: “ترتكز الغاية من بعث مشروع كان إنت على 3 مقاربات فنية وبيئية وأخرى تكنولوجية، فمن خلال المقاربة الفنية نعمل على إضفاء طابع فني جمالي للحذاء، أما بيئيا فنعمل على إعادة الحياة للأدوات المصنوعة من الجلد وتلوينها بمواد ملونة تحترم البيئة”.

وتبقى معضلة النفايات في تونس من أبرز الإشكاليات التي تؤرق المواطن وتتطلب تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين لإيجاد حل لها، فمخاطر التلوث لها آثار و تبعات وخيمة على حياة الإنسان، فهي بمثابة الخطر الصامت الذي يهدّد وجودنا على سطح الأرض بطريقة غير مباشرة.

مبادرات بيئية

يُعيد أستاذ جامعيّ تونسيّ تدوير نفايات المناجم، كي يحوّلها إلى مواد للبناء، وبذلك، يحقق حلمه، بإطلاق مشروع تحويل مخلّفات التربة إلى أحجار، وفق المعايير البيئية.

وترك الأستاذ التونسي عبد الملك غنام، التدريس الجامعي، لينشغل في تحويل مخلفات عمرها عشرين عاما إلى مواد بناء.
ويحمل غنام بين يديه، مخلفات التربة وهي نفايات متراكمة من المناجم المغلقة.. ومن خلال عملية إعادة التدوير استطاع الجامعي، أن يحول هذه المخلفات إلى طوب يستعمل في البناء صديق البيئة.

توفر عملية البناء بالطوب الترابي الذي استخلصه عبد الملك غنام من عمليات التديوير، ما يصل إلى 50 في المئة من التكاليف وتسرع من عملية البناء.

واجه غنام العديد من الصعوبات في البداية إذ تردد المهندسون باستخدام طوب التربة، لكن مبيعاته تنمو بنسبة 25 في المئة كل عام منذ عام2010 وقدمت شركته خدمات لأكثر من 600 عميل حتى الآن.

المصدر: وكالات