بعد انقسامات طائفية في لبنان… حكومة ميقاتي تتراجع عن تمديد العمل بالتوقيت الشتوي

أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي موافقة حكومته على بدء العمل بالتوقيت الصيفي وتقديم عقارب الساعة لستين دقيقة ليل الأربعاء، متراجعا بذلك عن تمديد العمل بالتوقيت الشتوي. وكان القرار بالتمديد أثار جدلا واسعا في البلد المتعدد الطوائف والأديان، واتخذ منحى طائفيا مع إعلان مؤسسات عدة رفض الالتزام به. فأفاق لبنان الأحد على توقيتين، وبات السؤال الوحيد “كم الساعة؟”.

بعد الاضطرابات التي تسبب بها القرار في لبنان، تراجعت حكومة تصريف اللبنانية الثلاثاء عن تمديد العمل بالتوقيت الشتوي وأعلنت تقديم عقارب الساعة لستين دقيقة ليل الأربعاء.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن القرار الجديد اتُخذ بعد “نقاش هادئ”.

وأثار القرار جدلا واسعا في البلد المتعدد الطوائف والأديان، واتخذ منحى طائفيا مع إعلان مؤسسات عدة، على رأسها الكنيسة المارونية ومؤسسات إعلامية ومدارس، رفض الالتزام به. فأفاق لبنان الأحد على توقيتين، وبات السؤال الوحيد “كم الساعة؟”.

وعلى وقع الأزمة التي تخللها انقسام داخل مجلس الوزراء، دعا ميقاتي إلى اجتماع حكومي على جدول أعماله فقط أزمة التوقيتين.
أمور تقنية

وإثر الاجتماع، أعلن ميقاتي أن المجلس قرر اعتماد التوقيت الصيفي على أن “يبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الأربعاء الخميس المقبل لأننا اضطررنا أن نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الأمور التقنية بموجب المذكرة السابقة”.

وأوضح أن قراره السابق بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي “كان الهدف منه إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون أن يسبب ذلك أي ضرر لأي مكون لبناني آخر”.

وتابع “فجأة، من خارج السياق الطبيعي والإداري البحت، اعتبر البعض القرار تحديا له وأعطاه بعدا لم أكن أتصوره يوما، لكني قطعا لم أتخذ قرارا ذا بعد طائفي أو مذهبي”، مشددا على أنه “ما كان قرار كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية”.

وإثر صدور القرار الخميس، أعلنت البطريركية المارونية عدم التزامها به، وعمدت إلى تأخير الساعة بحسب التوقيت الصيفي. وانتقدت اتخاذ القرار “من دون التشاور مع سائر المكونات اللبنانية، ومن دون أي اعتبار للمعايير الدولية”.

كما أعلنت قنوات تلفزيونية عدة اعتماد التوقيت الصيفي، ورفض كل من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المسيحيين القرار الحكومي.

وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط “تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة”، بعدما كانت أصدرت بطاقات سفرها بحسب مواعيد التوقيت الصيفي العالمي.

وليس واضحا ما إذا كانت شركة الطيران ستعيد تغيير المواعيد إثر قرار الحكومة الجديد الإثنين.
انقسام

وانقسمت المدارس والجامعات بين من التزم بقرار الحكومة ومن أخر الساعة وفقا للتوقيت الصيفي.

كما أعلنت مؤسسات أخرى، مطاعم وصالات رياضة وغيرها، التزامها من عدمه، حتى أن إحدى الصالات الرياضية في بيروت أعلنت اعتمادها التوقيت الشتوي في المناطق ذات الغالبية المسلمة، والتوقيت الصيفي في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

وسخر معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من الجدل المبالغ فيه ومن اتخاذه منحى طائفيا، معتبرين أنه غير مبرر خصوصا في بلد أنهكته الأزمات.

ويشهد لبنان انهيارا اقتصاديا جعل من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر، وفراغا رئاسيا منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر جراء الانقسامات السياسية الحادة.

واعتبر ميقاتي في كلمته “لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية أو صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر إنما المشكلة الفراغ في الموقع الأول في الجمهورية”.

وأضاف “اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي وإسكاته، لكنني أضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة”.

المصدر: فرانس 24