بقصفهم الدمام.. الحوثيون يرسلون رسالة في “ظرف” إيراني إلى الإمارات والبحرين والسعودية وأمريكا

نجحت القوات الحوثية اليوم الخميس في ضرب “هدف عسكري ” بصاروخ باليستي طويل المدى في مدينة الدمام التي تعتبر نقطة بعيدة عن الحدود اليمنية، وبهذا الصاروخ يكون الحوثيون قد وجهوا رسائل متعددة في ظرف إيراني الى السعودية والبحرين الإمارات وكذلك الولايات المتحدة.

وأكدت القوات الحوثية قصفها لهدف عسكري في مدينة الدمام أقصى شرق العربية السعودية بصاروخ باليستي جديد موجه سيتم تقديم كل معطياته وفق الحوثيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون أراضيَ سعوديةً فهم يقصفون جازان وأبها بشكل دوري، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يصلون فيها الى أبعد منطقة وهي الدمام.
ويمكن اعتبار هذه العملية بمثابة رسالة حوثية في ظرف إيراني الى عدد من الجهات وهي:
في المقام الأول، استهداف مدينة الدمام هو استهداف لأبعد نقطة حاليا في الحرب الدائرة في شبه الجزيرة العربية بين اليمن المنقسم والعربية السعودية والإمارات، أي أن الصاروخ الباليستي قطع ما بين 850 كلم الى ألف كلم وفق نقطة الانطلاق غير المعروفة حتى الآن. وهذا يعني أن القوات الحوثية قادرة على استهداف البحرين المجاورة للدمام، ثم استهداف وسط السعودية بما فيه العاصمة الرياض علاوة على استهداف الإمارات العربية التي تقع تحت الدمام جغرافيا.

في المقام الثاني، وفي ارتباط بما سبق، هذه الضربة تفسر بشكل جلي قرار الإمارات العربية بدء الانسحاب التدريجي من حرب اليمن تحت مسميات شتى، فقد أدركت أن مدن مثل أبو ظبي ودبي في متناول الصواريخ الحوثية، وأن إحجام جماعة الحوثي حتى الآن عن ضرب الإمارات قد يكون بسبب الضغط الإيراني بحكم أهمية الإمارات للتجارة والمعاملات المالية الإيرانية.
في المقام الثالث، يعتبر ضرب الدمام رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، فقد أرسل البنتاغون منذ أسابيع مجموعة من العسكريين الى العربية السعودية تحت مبرر الإعداد لمواجهة أي اعتداء إيراني، لكن في العمق هي مشاركتهم في تسيير أنظمة الدفاع الصاروخية “باتريوت” وأنظمة أخرى أقل بعدما اشتكى السعوديون من ضعف فعاليتها، بينما يؤكد الأمريكيون أن الجيش السعودي لم يجر التدريبات الكافية على استعمال هذه المنظومة. وهذا الصاروخ يزيد من ضرب هيبة الباتريوت ويؤكد عدم جدواه رغم وفشل الباتريوت هو ما يجعل العربية السعودية تضغط على الولايات المتحدة للحصول في أقرب وقت على منظومة الثاد المتطورة التي تعادل إس 400 الروسية. وقد أعلن البنتاغون منذ أسبوعين عن مصادقته على بيع الثاد للسعودية بقيمة مليار ونصف مليار دولار.
وفي المقام الرابع، استهداف الدمام له رمزية كبيرة وهو استهداف مدينة مرتبطة بصناعة النفط، حيث يوجد مقر أرامكو العملاقة، وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الصناعة النفطية بعد ضرب خطوط الأنابيب التي تنقل النفط من شرق البلاد الى ميناء ينبع في الشاطئ الغربي للبلاد.
وأخيرا، تبرز إيران مجددا قدرتها الصاروخية، فالتكنولوجيا الحوثية أو اليمنية هي جزء من الإيرانية، وإذا كانت صواريخ باليستية من صنع حوثي قد استطاعت قصف العمق السعودي دون نجاح المضادات السعودية ذات الصنع الأمريكي مثل باتريوت في اعتراضها.

المصدر: القدس العربي