بيان ثلاثي: لا بديل عن الطرق البرية لإيصال المساعدات لغزة

قال مسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارتشيتش، اليوم الخميس (14 آذار/مارس 2024) إن هناك مناطق في غزة تعاني من مجاعة بالفعل ويمكن أن تمتد إلى القطاع بأكمله. وحث في حديث للصحفيين إسرائيل على فتح المزيد من الطرق لتوصيل المساعدات.

واجتمع لينارتشيتش مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وقبرص وقطر والإمارات، وكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ في اجتماع وزاري افتراضي للمضي قدمًا في التخطيط لفتح ممر بحري لتقديم مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها إلى غزة عن طريق البحر.

وذكر بيان أمريكي أوروبي عربي مشترك أن الوزراء اتفقوا على أنه لا يوجد بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن ونقاط الدخول من إسرائيل إلى غزة لإيصال المساعدات على نطاق واسع، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية. كما اتفق الوزراء على أن فتح ميناء أشدود الإسرائيلي أمام المساعدة الإنسانية سيكون موضع ترحيب وتكملة هامة للممر، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.

وأعرب الوزراء عن التزامهم بمواصلة مشاركتهم وإرسال كبار المسؤولين إلى جمهورية قبرص خلال الأسبوع المقبل لتقديم إحاطات متعمقة حول مواصلة تفعيل الممر، بما في ذلك جهود التخطيط العسكري الأمريكي لإنشاء رصيف مؤقت قادر على استقبال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية. كما سيجري كبار المسؤولين مشاورات حول إمكانية إنشاء صندوق مشترك لدعم الممر البحري، وتنسيق المساهمات العينية والمالية لدعمه.

وأكد الوزراء مجددًا أن هذا الممر البحري يمكن بل ويجب أن يكون جزءًا من جهد مستدام لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة من خلال جميع الطرق الممكنة، بما في ذلك الطرق البرية الموسعة واستمرار إسقاط المساعدات من الجو، والعمل عن كثب مع المنسقة كاغ، المكلفة بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من تدفق المساعدات إلى غزة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720.

وشدد الوزراء على ضرورة أن تفتح إسرائيل معابر إضافية حتى يمكن وصول المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الشمال، وتخفيف القيود الجمركية الشاملة لتسهيل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

ترقب وصول أول سفينة مساعدات من قبرص

ويُرتقب وصول سفينة تحمل 200 طن من الأغذية وتتقدم ببطء مع تسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر ويقف على شفا المجاعة. وبعد أكثر من خمسة أشهر منذ اندلاع الحرب في غزة، تحذر وكالات الإغاثة من أن سكان المنطقة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون خطرًا متزايدًا بالمجاعة ما لم تزد كثيرًا الإمدادات الغذائية، متهمة إسرائيل بعدم بذل ما يكفي من الجهود لضمان وصول المساعدات الكافية.

لكن دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال أمس الأربعاء إن إسرائيل ستحاول “إغراق” غزة بالمساعدات الإنسانية من عدة نقاط دخول مع تصاعد الضغوط الدولية لمواجهة مشكلة الجوع المتزايدة في القطاع المحاصر. وتقول إسرائيل إنها لا تفرض قيودًا على حجم المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة، وتلقي بمسؤولية التأخير على وكالات الإغاثة لكنها تواجه مطالبات متزايدة حتى من أقرب حلفائها لبذل المزيد.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان اليوم الخميس إن المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الأممية “لم تتمكن من تنفيذ أي إجراء من شأنه حماية المدنيين، بما في ذلك ترجمة المواقف الدولية والأمريكية وقرارات الأمم المتحدة والأمر الاحترازي لمحكمة العدل الدولية وتحويلها إلى خطوات عملية تضمن هذا الهدف الإنساني السامي”.

ولفتت إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تواصل تعطيل أية قرارات أممية بهذا الشأن، ولا تعير أي اهتمام للمناشدات والمطالبات الدولية والأمريكية الخاصة بحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، بل تمعن في تصعيد ارتكابها للمجازر الجماعية”. وتنفي إسرائيل الاتهامات بارتكاب مجازر جماعية.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن “استمرار تكرار المناشدات الدولية والمراهنة على إنسانية الاحتلال باء بالفشل، ولا يعدو كونه شكليًا، غير فاعل، لأنه لا يرتبط بضغوط حقيقية تجبر دولة الاحتلال على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم كالتزام واجب الوجود على القوة القائمة بالاحتلال وليس منة أو كرم أخلاق من نتنياهو، إذ لا يحق للجانب الإسرائيلي تحويل مبدأ حماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى قضية للمساومة والابتزاز”.

المصدر: دي دبليو